شياطين الإنس في قطاع غزة مازالت حرة طليقة لم تصفد ولم تقيد وهذه الظاهرة لا نراها طوال العام وإنما نراها في شهر رمضان الذي يجب أن يكون شهر خير وإحسان شهر بركة وشهر عبادة وتقرب إلي الله ولكنه العكس نلاحظ ظواهر غريبة عجيبة ما أنزل الله بها من سلطان وهي ظاهرة المفرقعات المزعجة واللاأخلاقية وأن من يمارسها ليس بأطفال بل هم شباب كبار ،كبار في الجسد صغار في العقل بالإضافة إلي الصبية ،ويبقي السؤال الذي يتكرر في كل عام هل يوجد لدينا مصانع مفرقعات في قطاع غزة؟ الجواب لا
إذن من أين أتت تلك المفرقعات؟ تأتي من المعابر أو الأنفاق وتقريبا الأنفاق معدومة ولا وجود لها في الوقت الحالي وإن يكن أنفاق أو معابر فأين أنتم يا من تحكمون قطاع غزة وكيف تسمحون للتجار بإدخال مثل تلك التفاهات أو أن تلك الأشياء لا تزعزع كراسيكم ولا تخلخل حكمكم وبالتالي مسموح بها أو أن كل شيء لا يمس سياساتكم وحكمكم فهو جائز حتي لو كان فيه أذي للناس ومحرم بالقرآن ،رسالتي لكم يا حكومة غزة لديكم واجبات أبسطها توفير سبل الراحة للناس في شهر رمضان المبارك ومنع تلك المفرقعات منع دخولها من المعابر أو الأنفاق ومصادرتها من التجار والمحال التجارية فهذا واجبكم ويجب أن تكون لديكم جهات رقابية لمنع تلك الظواهر الغريبة التي لا نراها في شهر الإحسان
وكذلك أنتم يا أولياء الأمور لا تعتقد نفسك بأنك عندما تذهب إلي المسجد وتصلي وتقرأ القرآن وتذهب لصلاة التراويح بأن هذا خيرا وفي نفس الوقت أولادك يسببون الأذى في الطرقات وللجيران فمن الأجدر بك أن تحسن تربية أولادك وتكف الأذى عن الناس في الطرقات مما يفعله أولادك فهذا عند الله ثوابه أعظم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
قال العلماء : الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه , وما هو تحت نظره , ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه , والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته الجميع مسئول ولكن كل حسب ما هو مكلف به حتي التلميذ فهو مكلف وعليه ان يقوم بأداء واجبه بكل امانه .
وأنت أيتها الأم مسئولة عن أولادك في غياب زوجك فسوف تؤثمين علي عدم اهتمامك ومعرفتك بما يفعله أولادك في غياب زوجك من أذى بالطريق وللمارة والجيران ، فهل تخلصنا من الشياطين وبقيت شياطين الإنس ؟
فوالله أن أولئك الصبية ينفقون من المفرقعات يوميا علي مستوي قطاع غزة ما يكفي لإطعام الكثير من الفقراء وما يكفي لبناء الكثير من المشاريع الخيرية من مستشفيات ومؤسسات لخدمة المجتمع فلماذا لا تكون لدينا ثقافة في داخل منازلنا ونربي أطفالنا منذ الصغر علي استثمار أوقاتهم بشكل صحيح واستثمار ما هو زائد عن حاجتهم من مصروفاتهم الشخصية وغرسها في بذور الخير وفعل الخير ونعلمهم ونعودهم علي التبرع بالصدقات منذ صغرهم لتنمو فيهم شجرة الخير بدلا من أن نتركهم بالطرقات كالأشواك يؤذون الناس والجيران بتلك المفرقعات ،وأنت أيها البائع أتق الله في رزقك ورزق أولادك فكيف تطعم نفسك وأهل بيتك رزقا حرام فأنت تعلم أنت تلك المفرقعات فيها أذي كبير ومحرمة ورغم ذلك تبيعها للصبية بهدف تحقيق الربح والعجيب في ذلك أنك وقت الصلاة تغلق بقالتك وتذهب للصلاة فعجبا لكم تذهبون إلي المساجد وصلاتكم لم تنهاكم عن الفحشاء والمنكر فخذ هذه مني وأجري علي الله إن كنت تعلم علم اليقين بأن المفرقعات التي تسبب الأذى الكثير للناس بأنها حرام وتذهب للمسجد لأداء الصلاة فلا داعي لصلاتك .
أعود وألقي باللوم علي من يحكم البلد ومن سمح بدخول تلك الأشياء الي غزة فأنتم المسئول الأول والأخير عن ذلك وأتمني منكم أن تقفوا عند مسئولياتكم وشكرا .
كاتب المقال / هاني زهير مصبح