العدوان على غزة.. حماس.. حكومة التوافق

بقلم: عماد أبو الروس

لا أريد الحديث هنا عن أي سيناريوهات محتملة لقطاع غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ولكن حدة التوتر التي تعيشه غزة الآن، وفي ظل أزمة التواصل من حكومة التوافق مع غزة، وفي ظل تنصلها من دفع رواتب موظفي غزة، كلها أزمات تحاك في غزة تحتاج لحل يعتبر حل علاء الدين ومصباحه لهذه القضايا.

بالأمس القريب كانت حماس هي من تدير غزة، وكان أي قرار تصعيد او تهدئة من الفصائل كان يتم بإجماع وطني، واليد المنفذة لذلك هي الأجهزة الامنية في غزة " جهاز الضبط الميداني " وفق ما يتم التوصل إليه بين الفصائل؛ فالتهدئة كانت مرتبطة بالمصلحة العليا بناء على التفاهمات التي كانت تخوضها حكومة غزة مع فصائل المقاومة هناك.

يأتي التصعيد الاخير على غزة في ظل فراغ إداري بهرم بلا رأس، حماس في السابق كانت تجمع فصائل المقاومة للوصول لقرار التهدئة أو التصعيد لأنها هي من كانت تحكم غزة، إلا انه الآن لا يمكن أن نقول لحماس تفضلي وافرضي التهدئة في غزة في أي اتفاق قادم لانها بكل بساطة ليست هي من تدير غزة، أيضا فلا يمكن لأي طرف دولي التواصل مع حماس ويطلب منها ذلك لأنها ليست هي من تدير غزة .

التصعيد الاخير ومآلاته لم يكن بحسبان الرئيس عباس، أيضا فالاحتلال إن قرر العدوان على غزة وخوض غمار أي معركة بغزة بحاجة لطرف يدير غزة يستطيع من خلال الاطراف الدولية التوصل لأي تهدئة معه توقف أي معركة محتملة.

حكومة التوافق الآن دخلت في أزمة غزة بعد أن قامت بتهميشها، فدوليا وعربيا هي حكومة وفاق وطني تدير الضفة وغزة، فهل سنسمع في القريب بأن تقوم حكومة الوفاق الوطني بالتواصل مع حماس وفصائل المقاومة في غزة لبسط أي تهدئة ؟؟؟ وهل سنسمع بالقريب بأن يطلب رئيس الوزراء ووزير الداخلية رامي الحمدالله من أجهزته الامنية في غزة بفرض السيطرة على القطاع وضبط الميدان هناك وفق أي تفاهمات قادمة ؟؟

نحن امام إحدى الخيارين ، إما أن تتكرم حكومة التوافق بالتواصل مع حماس وفصائل المقاومة وأجهزتها الامنية للوصول لأي تهدئة أو أن تقوم فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس بتشكيل هيئة إدارية تدير غزة بعيدا عن أي حكومة توافق وتصبح المصالحة في مهب الريح.

حماس تركت الحكومة، ولن تعود لها، إلا أنها وكما أشار الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس ومسؤول ملف المصالحة في حماس قد تعود خطوة للوراء من أجل شعبها في غزة، لكن هذه الخطوة لن تكن كما الخطوة التي كانت بالسابق، بل خطوة يتم فرض الفصائل الأخرى بتحمل المسؤولية تجاه غزة.

لعل العدوان الأخير بشره فيه جانب من فرض إحدى هذه الخيارات في ظل المجهول الذي تعيشه غزة بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني، وحماس بكل الأحوال هي الرابحة في ذلك، فما لم يحققه الاتفاقيات حققه الميدان بعد وضع ملك الشطرنج في زاوية لا يمكن الهروب منها .