"الجرف الصامد" عدوان صهيوني جديد بدأ ضد غزة ولن ينتهي خلال الأيام القريبة المقبلة.. آخر ما تفتقت عنه الذهنية الصهيونية على لسان وزير الحرب موشيه يعلون .
السؤال الآن كما في كل زمن من عمر الصراع العربي -الصهيوني ،متى توقف العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني و ضد الأمة العربية من محيطها إلى خليجها ؟
أليس تصنيع و بقاء كيان الاحتلال حتى هذه اللحظة العربية الحرجة ، يشكل عدوانا بكل ما للكلمة من معنى ؟
65 عاما على النكبة الكارثة بفعل الجريمة الدولية الكبرى ما توقف العدوان الصهيوني خلالها لحظة واحدة قتلا و تدميرا و تشريدا و سرقة بحق الأرض و الإنسان في بيت المقدس و أكناف بيت المقدس .
إذن هو العدوان مستمر و بوتيرة متصاعدة نتيجة "بركات " "الفوضى الخلاقة" و "الشرق الأوسط الجديد" أو "الكبير" لا تهم التسميات طالما أنها تقود إلى نتيجة واحدة هي موت العرب ( العربي الجيد هو العربي الميت ) برؤية و فكر و إيديولوجية و قناعة بني صهيون و أربابهم و أذنابهم في المنطقة و العالم ، و مع ذلك يحدثونك دوما عن السلام و الاخضرار في كل محطة من محطات العدوان و الاحتراب و الفتنة التي أيقظوها اليوم بعد نوم ملًه الصهاينة و حلفاؤهم .
المحطة الراهنة من العدوان لا تختلف عن سابقاتها من حيث الأسباب و العوامل و النتائج و كلها تلوكها الألسنة عربية كانت أم أعجمية عبر الأبواق المرئية و المسموعة و المقروءة جهارا نهارا ، مترافقة مع حديث المونديال و حروب بني قحطان و عدنان ( الربيع العربي ) .
في غزة اليوم كما في الضفة الغربية و عموم فلسطين التاريخية يدفع الفلسطيني الثمن من دمه و ألمه و عرقه .. من ماضيه و حاضره و مستقبله .. من كونه كائنا إنسانا متعقلا أبى و يأبى الاستكانة أمام الظلم و العدوان .
حكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية تبتغي من هذا العدوان جباية ثمن غال جدا من الشعب الفلسطيني الذي رفض و لا يزال الاحتلال و المساومة معه على مقاومته و صموده في وطنه و شتاته و عدم تنازله عن هدف تحرير أرضه و إنسانه .
رفض الشعب الفلسطيني كل تكتيكات السلام المزعوم مع العدو الصهيوني من قبل و من بعد اتفاقات أوسلو التي هزمت غصن الزيتون الرسمي الفلسطيني و ما هزمت البندقية الفلسطينية غير المأجورة للبترودولار و للاحتراب الفلسطيني – الفلسطيني أو الفلسطيني – العربي أو العربي – العربي .
لهذا السبب تحديدا تأتي الجولة الجديدة من العدوان الصهيوني و الثمن الفلسطيني المبتغى ، و ما تبقى هو تفصيلات ترسم على مقاسات المرحلة .. و ما مقتل المستوطنين الصهاينة الثلاثة إلا ذريعة و كفى .
أدرك الاحتلال الصهيوني أن الشعب الفلسطيني بات يمتلك المبادرة أكثر من ذي قبل رغم الحريق العربي المشتعل اليوم المراد منه انتشال الكيان الصهيوني من حفرة الموت المحتوم التي أنجزتها المقاومة العربية وعلى رأسها المسلحة ، بدعم من شرفاء الأمة و العالم ، حيث تمتد جذورهم من سورية حتى الصين .
لهذا كان العدوان الصهيوني الجديد على غزة و القدس و الضفة ، و ما عدا ذلك هو لغو و كذب و تدجيل و اهتراء للعقل و القيم النضالية و الإنسانية .. ومن يخالفون هذا الرأي أقول لهم هاتوا برهانكم .
نعيم إبراهيم
كاتب و إعلامي
دمشق