إن المبادرة التي أطلقها الأشقاء المصريين بوقف إطلاق النار المتبادل بين الطرفين غير مقبولة فلسطينيا ليس لأننا نرفض دور مصر التاريخي والمساند للقضية الفلسطينية والثابت باتجاه القضايا العربية، إلا أنها لا تلبي الحد الأدنى من تطلعات الفلسطينيين من وضع حد للعدوان الإسرائيلي والذي تمارس به إرهاب دولة ضد شعب اعزل ومزاجي ومتكرر باتجاه سكان قطاع غزة والضفة الغربية، أن هذا الاتفاق يستند إلي اتفاق التهدئة السابق عام 2012م ، والذي تهربت منه إسرائيل أساسا والذي يقضي بفتح المعابر الفلسطينية البرية، وتوسيع رقعة الصيد البحري وأيضا هذه المبادرة استثنت الضفة الغربية حيث يتم الاعتداء عليها يوميا وعلى مدار الساعة من همجية المستوطنين القتلة والتي اشتعلت الحرب بسبب قيامهم بحرق الطفل الشهيد أبو خضير والهجوم الهمجي على مدينة الخليل واستفرادهم بالموطنين العزل في غياب واضح للموقف العربي والدولي بدون أي رادع سوى المقاومة الشعبية البطلة المقاومة، وعودة على المبادرة المصرية واضح بأنها تحكمها إرادة سياسية دولية وعربية، وكان واضحا من تحرك وزير الخارجية الأمريكي (كيري) وتنقلاته المكوكية، لإنقاذ إسرائيل والتي قال وزير الخارجية الأمريكي بالأمس عند لقائه مع نتنياهو أن من حق إسرائيل أن تدافع عن شعبها وتناسى بأننا شعب محتل ونتعرض لحصار واحتلال للأرض والإنسان والشجر وقتل للطفل والشيخ والمرأة في صمت دولي وعربي يكتفي بالشجب والاستنكار في أحسن الأحوال .
ما يحزننا الآن في هذا التوقيت هو غياب القيادات السياسية الفلسطينية والتي يجب أن تكون مواقفهم أعلى أو بحجم الثمن الذي دفعناهم في 8 أيام السابقة وما حققته المقاومة الباسلة من انجازات عسكرية مهمة استطاعت أن تحرج القيادة الإسرائيلية وتضعها في الزاوية بعد أن روجت لوهم الحرب البرية والتي قبلت بالهدنة المصرية فور صدورها دون أن تعترض عليها بل على العكس تصريحات القيادة الإسرائيلية بالأمس كانت كاذبة عندما قالت لن نقبل بأقل من نزع صواريخ المقاومة الفلسطينية، لذلك المطلوب من سياسيينا مبادرة فلسطينية موحده ترتقي إلي حجم تضحيات شعبنا وتخفف ألآمه وتحقق جزء من تطلعاته بالانعتاق من هذا المحتل، المطلوب أيضا من المقاومة الفلسطينية ليس التهدئة بل التعبئة، كيف لا وهي نجحت في إدارة المعركة حيث لم يستطع العدو أن يوقع بها الإصابات ولم يستطع أن يصطاد قيادتها السياسية والعسكرية كما يفعل دائما ولم يستطع أن يوقف صواريخها حيث ضربت في كل الجغرافيا الفلسطينية المحتلة من نهاريا وحيفا إلى أسدود وإيلات والقدس، حيث أثبتت أن جميع إسرائيل مكشوفة أمام ضربات المقاومة وتستطيع أن توقف شرايين هذا العدو ووقف اقتصاده الذي يعتمد على السياحة ويعتمد على الصناعة والزراعة والتجارة حيث تعطلت جميع هذه المؤسسات على مدار الأيام الفائتة ، فتحية لهؤلاء الأبطال الذين يصنعون فجرا جديدا للأمة وصورة جديدة للمقاومة الفلسطينية التي أثبتت قوة الردع الفلسطينية بعد أن غابت الجيوش العربية عن خارطة الوطن والمقدسات والشعب .