مع تصاعد وتيرة العدوان الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزه تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في الشارع الاوروبي حيث اعلن الاوروبيون انتفاضهم على سياسة حكوماتهم الداعمة لإسرائيل والتغطية على الجرائم الاسرائيليه ، وقد سجلت الجاليات العربية في فرنسا موقفا يحسب له حساب في اجندة الحكومات الغربيه حين اشتبك المتظاهرين الغاضبين مع قوات الامن الفرنسيه حيث استنكر المتظاهرين ما ترتكبه اسرائيل من مجازر في حق الفلسطينيين ، وقد انطلقت المظاهرات في مختلف العواصم والمدن الاوروبيه من بريطانيا واليونان وسويسرا والدنمرك والنرويج والولايات المتحدة الامريكيه واندونيسيا والفلبين وجنوب افريقيا ، انتفض الاوروبيين بهبتهم الجماهيريه استنكارا للعدوان الاسرائيلي ومطالبين حكوماتهم بالضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي لوقف عدوانها وإجرامها بحق الشعب الفلسطيني في غزه والضفة الغربيه ، وقد ذكرت مسئولة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاري شكوكا في ان العملية العسكريه الاسرائيليه في قطاع غزه تتماشى مع القانون الدولي الذي يحظر استهداف المدنيين ومنازلهم وقالت بيلاي المفوضه السامية لحقوق الانسان بالأمم المتحدة ان القانون الدولي يلزم اسرائيل باتخاذ كل الاجراءات لضمان ان تكون هجماتها متكافئة مع الخطر وتفرق بين الاهداف العسكريه والمدنية وتتفادى سقوط قتلى من المدنيين ، وأعلنت بيلاي في بيان دعت فيه ايضا الجماعات الفلسطينيه المسلحه الى الالتزام بالقانون الدولي ، اعلنت لقد تلقينا تقارير مزعجه بشده بان الكثير من القتلى المدنيين وبينهم اطفال نتيجة لهجمات على المنازل ، في الوقت الذي ينتفض فيه الشارع في اوروبا وأمريكا ضد العدوان الاسرائيلي وضد سياسة الحكومات الاوروبيه الداعم لإسرائيل ، لم نلحظ إلا تحرك عربي خجول في ظل موقف عربي رسمي خانع ومستسلم للمخطط الصهيوني المدعوم من قبل امريكا ، كما ان الاعلام العربي الرسمي هو الاخر يتسم بالموقف اللامبالي من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه ، بينما الاعلام الامريكي يعرض صور الدمار في غزه على انه في اسرائيل ، وقد تبين للشارع الامريكي الخدعه الاعلاميه للصحفية الاعلاميه ديان التي تقدم البرنامج في "ABC World News المشهور وهو ان احد من العاملين على اعداد البرنامج الاخباري وتقديمه للزى الشعبي الذي ترتديه المرأة الفلسطينيه في احدى الصور المعروضة وتعليقا على الصوره خلال البرنامج تقول ديان هذه المرأة تقف عاجزة عن الكلام امام بقايا الدمار وفي الصورة الاخرى يظهر فيها فلسطينيان يحملان بعض الملابس وسط اطلال المنازل المدمره وصفتهم الاعلاميه الامريكيه بأنهم عائلة اسرائيليه ، هذا الاعلام الامريكي المفبرك والداعم لإسرائيل المتساوق مع موقف الاداره الامريكيه الداعمة للهو لوكست الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني الذي لم يجد في مقابله اعلام عربي رسمي فاعل يفند ادعاءاته الكاذبة ويوضح حقيقة الاجرام والإرهاب الاسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين ، الشارع الغربي المنتفض ضد السياسة الاسرائيليه مقارنه بالموقف العربي الخجول يعيدنا لتصريحات القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة في 31 /3/2002 وقال فيه على الحكومات العربية بقطع العلاقات السياسيه والاقتصادية مع الكيان الاسرائيلي وطرد سفرائها من جميع الدول العربية والاسلاميه مشيرا الى ان هذا نوع من الجهاد السياسي واجب لدعم الفلسطينيين وقال على الحكام العرب ان يمدوا الفلسطينيين بالسلاح الذي تزخر به مخازنهم والذي اوشك على الصدأ ودعا في حينه ائمة المساجد والخطباء الدعاء على رئيس الوزراء الصهيوني ارئيل شارون وعلى الرئيس الامريكي جورج بوش الابن ، وأوضح ان من اكبر عوامل الوهن في العالم العربي ان قادته يحاولون ان يرسخوا فينا انه لا فائدة في المقاومه وان الجهاد لم يعد صالحا وان الحل الدبلوماسي هو الحل الناجح وأشار إلى أن الإيهام بأن الكيان الصهيوني أقوى من دول الطوق مجتمعة هو منطق ألعاجزين فهناك فرق بين جهاد الدفع الذي هو صد للعدوان وجهاد الطلب الذي تبادر به الدولة للفتح؛ ففي حالة جهاد الطلب يجب البحث عن ألتوازنات أما في حالة جهاد الدفع فلا يُشترط وجود توازنات؛ مصداقا لقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".وأكد أن العرب والمسلمين مهزومون معنويا، وعندما تقوى الروح المعنوية لهم فإنهم حينئذ سيكونون قادرين على هزيمة الكيان ألصهيوني متسائلا: ماذا كانت قوة الشعب الفيتنامي عندما تصدى للأمريكان؟! وماذا كانت قوة الأفغان عندما ردوا العدوان الروسي؟!وقال: إن شباب الانتفاضة بأسلحتهم الخفيفة وقنابلهم البشرية استطاعوا أن يقضّوا مضاجع الحكومة الصهيونية، مؤكدا أنه لا خيار أمامهم إلا أن يعيشوا أعزاء أو يموتوا شهداء.
أمريكا منحازة 100 في 100وأكد القرضاوي أن الاعتقاد بأن الولايات المتحدة راعية للسلام وأنها عنصر محايد هو اعتقاد خاطئ؛ فهي منحازة للصهاينة 100%، وقد كانت ولا تزال هي الصديق الأكبر لهم، مشيرا إلى أنه لو قام ال300 مليون عربي وخلفهم المليار مسلم وقالوا لأمريكا (لا) فإنها حينئذ ستغير من سياساتها؛ خوفا على مصالحها.
ودعا العالم العربي حكومة وشعبا إلى إحياء حملة مقاطعة المنتجات والبضائع الأمريكية وتهديد مصالحها الاقتصادية؛ للضغط عليها لمنع الصهاينة من مواصلة حربهم ضد الفلسطينيين ووقف جرائمها، مشيرا إلى أن العلماء أصدروا الفتاوى التي تحرّم شراء البضائع الأمريكية.وطالب بالمزيد من الدعم الشعبي عن طريق القيام بالمسيرات في كل الدول العربية لمساندةالفلسطينيين، وللضغط على الحكام ليقوموا بالدور الواجب عليهم تجاه القضية. هذا الخطاب السياسي للشيخ القرضاوي في 2002 لم نعد نعهده اليوم ولم نعهد في علماء السلاطين موقفا من القضيه الفلسطينيه وان موقف علماء السلاطين اصبح مسخر لخدمة اهداف امريكا والغرب ونشر ثقافة الموت في ظل ما يشهده العرب من فتنه مذهبية طائفيه تقود لاضعاف الموقف العربي وحرفه عن اولوياته بعد ان شرع للناتو التدخل في ليبيا واستجرار التدخل الاجنبي في الشؤون الداخليه العربيه للتدخل في سوريا واحتلال العراق ، ان الموقف الخجول للشارع العربي يعود للاحباط بفعل التناقض في المواقف وما وصل اليه الحال العربي بعد الربيع العربي ، لقد تم استساخ مواقف عربيه تتساوق مع الهروله للتطبيع مع اسرائيل وعقد الاتفاقات الاقتصاديه وأصبحت اسرائيل حليف للعديد من الانظه العربي في صراعها على سوريا واصبح النظام العربي يدور في منظومة التحالف الامريكيه الصهيونيه وهذا ما يفسر الموقف الخجول للشارع العربي في ظل الصمت العربي الرسمي عن ما يدور من قتل وتدمير وإرهاب صهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزه والضفة جراء العدوان الاسرائيلي ، مطلوب من الشارع العربي تحرك نشط يتساوق مع انتفاضة الشارع الاوروبي ضد سياسة العدوان وضد سياسة الحكومات الاوروبيه الداعمة لإسرائيل وضد الموقف الرسمي العربي الصامت والخجول ، ومطلوب من القوى الوطنيه والمنظمات العربيه الدعوه الى مقاطعة اسرائيل سياسيا واقتصاديا وثقافيا بموقف عربي يكون بمقدوره من التغيير بالموقف الرسمي العربي ومطلوب دور فاعل لفتح معبر رفح لتمرير الادويه والغذاء للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزه ويخضع لالة القتل الصهيوني لم يعد من المجدي الموقف الخجول للشارع العربي واصبح التحرك واجب ديني واخلاقي وعلى علماء السلاطين اعادة تصويب مواقفهم وخطابهم الديني والسياسي الى ما كان عليه قبل الربيع العربي واعادة بوصلة الصراع مع اسرائيل ودعوة المجموعات المسلحه للتوقف عن محاربة سوريا والعبث بالامن القومي العربي والتوجه لنصرة الشعب الفلسطيني ضمن خريف يقود لتحرير فلسطين