خطاب الرئيس ابو مازن انتصار للوحدة الوطنيه وصفعه للعدوان الاسرائيلي وتصويب لبوصلة الصراع

بقلم: علي ابوحبله

احدث خطاب الرئيس محمود عباس امس الثلاثاء في 23/7/2014 ردات فعل عربيه وإقليميه ودوليه وشكل علامة فارقه في تاريخ الصراع مع الكيان الاسرائيلي ، ولاقى ارتياحا فلسطينيا من قبل كافة فئات الشعب الفلسطيني ، خطاب الرئيس محمود عباس كان بمثابة الصعقه للكيان الاسرائيلي وصفعة في وجه العدوان الاسرائيلي ، حيث اكد الرئيس محمود عباس التمسك بالوحدة الوطنيه الفلسطينيه وإنهاء الانقسام ، وأكد تمسك القياده الفلسطينيه بمسؤوليتها لمواجهة وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، وفي لغة التحدي للسياسة العدوانية الاسرائيليه ولكل الداعمين للعدوان الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني قال الرئيس محمود عباس لن يرهبنا القتل ولا التدمير وسنعيد بناء ما دمره العدوان وسنضمد جراحنا حين يأتي اليوم المحتوم الذي ننتصر فيه وترفرف رايات القدس عالية فوق الاقصى والقيامة في القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين المستقلة ان شاء الله.

الرئيس محمود عباس اكد وللعالم اجمع ان عدوان اسرائيل على قطاع غزه لا يستهدف فصيل بعينه وان الشعب الفلسطيني موحد في وجه العدوان الاسرائيلي الغاشم لان هذا العدوان يستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله ، وهذا هو ابلغ رد على حكومة اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو التي عملت ولأعوام سابقه لتجسيد وترسيخ الانقسام الفلسطيني من خلال اعتماد سياسة فرق تسد ، لقد اعاد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الروح للجسد الفلسطيني وذلك ضمن سياسة التحدي لهذا العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني حين قال نحن نعلم اننا لا نملك الطائرات والمدفعية لكننا نملك ما هو اقوى من النار والحديد والغطرسة نملك قوة الحق والعدل فنحن اصحاب حق لا تمحوه قوة مهما بلغت وهو حق تاريخي عمد بالتضحيات الجسام ، وفي لغة الواثق بالنصر على العدوان الاسرائيلي كان رد الرئيس محمود عباس على كل المشككين والمزا ودين نحن نملك وحدتنا وتماسكنا لذلك كانت دعوة الرئيس محمود عباس لكافة فئات الشعب الفلسطيني للتعاضد ونبذ الخلافات وان يتحلى الجميع بالمسؤولية الوطنية والابتعاد عن الفصائلية الحزبية الضيقه ، حيث اكد ان هدف العدوان الاسرائيلي على جزء عزيز من الوطن الفلسطيني هو تدمير القضية الفلسطينيه وإجهاض المصالحه الوطنية الفلسطينيه ، وفي رسالة الرئيس محمود عباس للمتصارعين اقليميا اخرجوا القضية الفلسطينيه من اية تجاذبات ايا كانت والكف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين وكما اوضح الرئيس محمود عباس فان نقطة دم من طفل فلسطيني اغلى عندنا من كل شئ في هذا العالم ، نعم كان خطاب الرئيس محمود عباس خطاب وحدوي جامع لكل الفلسطينيين وخطاب تحدي للعدوان الاسرائيلي، وقلب للطاولة في وجه حكومة نتنياهو ، ورسالة واضحة لاسرائيل والمجتمع الدولي ان الفلسطينيون وحدة واحده متماسكون متعاضدون يستنكرون ويشجبون العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وان اسرائيل هي المعتدية.

ولن يكون بمقدور احد النيل من عزيمتنا وتصدينا للعدوان لحماية شعبنا الفلسطيني ، خطاب الرئيس محمود عباس للإسرائيليين عدوانكم الغاشم وسياستكم اليمنية المتطرفة العنصريه لن تمكنكم ن الاستفراد بالشعب الفلسطيني لأننا الفلسطينيون جميعا موحدون في مواجهة هذا العدوان الغاشم على شعبنا الفلسطيني ، هناك استراتجيه فلسطينيه مستجدة وموحده وهناك تنسيق مشترك تجمع قيادات الشعب الفلسطيني حول استراتجيه فلسطينيه لكيفية مواجهة العدوان الاسرائيلي وتكامل في الادوار تحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنيه والتاريخيه في فلسطين ، ألاستراتجيه الفلسطينيه المستجدة تستند على التمسك بالوحدة الوطنيه والهدف الفلسطيني المشترك للتحرر من الاحتلال الاسرائيلي وان هذه ألاستراتجيه تسعى لاستثمار صمود المقاومه الفلسطينيه في تحسين الشروط والمطالب الفلسطينيه التي يطالب فيها الشعب الفلسطيني المجتمع الدولي وتتمثل في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإطلاق سراح الاسرى والمعتقلين وفتح المعابر وإطلاق الدفعه الرابعة من قدامى الاسرى وفتح ميناء غزه والمطار وهي جميعا مطالب انسانيه بالدرجة الاولى تستند للاتفاقات الدوليه ، على المجتمع الدولي التجاوب مع هذه المطالب العادلة ووقف العدوان الاسرائيلي الغاشم الذي يستهدف الاطفال والشيوخ والنساء وهدم البيوت.

ان ردة الفعل الاسرائيليه على خطاب الرئيس محمود عباس هو دليل على قوة الصعقه والصفعه التي وجهت لحكومة نتنياهو حيث اعتبرت اسرائيل ان الرئيس ابومازن بخطابه وجه دعوه للفصائل بمقاومة ومواجهة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وان وزير خارجية الكيان الاسرائيلي اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان اعتبر خطاب الرئيس محمود عباس تبني واضح لمطالب قوى المقاومه وهو خطاب يحمل معنى الامر بمواصلة القتال وختم ليبرمان حديثه ان ابومازن رجل نازي بثوب سياسي ، الردود الانفعالية الاسرائيليه على خطاب الرئيس محمود عباس دليل التخبط الاسرائيلي والإرباك الاسرائيلي وفشل اسرائيل في تقديراتها وفشلها في شق وحدة الصف الفلسطيني ، والرئيس محمود عباس في تحذيره وكلماته المنتقاة الموجهة للساسة والعسكريين الاسرائيليين لن ننسى ولن نغفر ، وشعبنا لن يركع إلا لله هو دليل الواثق بالنصر وبقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود.

ورسالته للعالم اجمع لن ينعم احد في العالم بالاستقرار والأمن ما لم ينعم بهما اطفال غزة والقدس والضفة وأطفال فلسطين في كل مكان ، خطاب الرئيس محمود عباس اعاد التصويب الحقيقي لبوصلة الصراع وأولويته فلسطين وهو رد على كل المتآمرين والمنخرطين بالمشروع الامريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينيه ومحاولات حرف اولوية الصراع ، بعد اليوم لن يكون بمقدورهم تجاهل قضية فلسطين ولن يتمكن احد من تصفية القضية الفلسطينيه.

وكلمات الرئيس محمود عباس تحمل ابلغ تعبير حين قال وخاطب العالم اجمع نحن متمسكون بحقوقنا التاريخية في فلسطين وختم الرئيس محمود عباس كلمته في الاية الكريمة (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). هذا الخطاب التاريخي للرئيس محمود عباس بمضمونه وبما احتواه جاء ليؤكد ان الشعب الفلسطيني وحدة واحده في تصديه للعدوان الاسرائيلي وان الفلسطينيون متمسكون بحقهم في مواجهة العدوان الغاشم وان مشروعية مقاومتهم للاحتلال مستمده من الشرعيه الدوليه ، ولا بد لهذا العالم ان يعيد النظر في سياسته تجاه اسرائيل الدوله العنصريه المعتدية التي تشكل خطرا على الامن والسلم العالمي لان قضية فلسطين هي مفتاح الامن والسلام في هذا العالم.