التجربة الفلسطينية المعاصرة ومسيرة الكفاح الوطني ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية وبدء مسيرة الكفاح المسلح والمعارك العديدة التي خاضتها قوى الثورة الفلسطينية عبر المراحل التاريخية المتعاقبة اكدت بما لا يدع مجالا للشك ان وحدة الدم الفلسطيني على ارض المعركة قد تفوقت وتجاوزت الاجتهادات السياسية المتوافقة احيانا والمتباينة احيانا اخرى .
ولا زالت القوى السياسية الفلسطينية تجتهد سياسيا وتتوحد ميدانيا على اعتبار ان وحدة الدم هي الفيصل والمحدد للتوجهات الوطنية برغم كافة الاجتهادات السياسية .
واقع التجربة الفلسطينية النضالية وقد افرزت هذه المعادلة والتي لا تعتبر خطأ استراتيجيا في نضالنا الوطني ولكنها في ذات الوقت تعتبر ضعفا تكتيكيا واستراتيجيا لا بد من التخلص منه على قاعدة الاستراتيجية الوطنية الشاملة التي تتضمن كافة القوى السياسية والفعاليات الوطنية وكافة الخبرات من المثقفين والاعلاميين القادرين على صياغة فكرنا الوطني وخطابنا الاعلامي القادر على التأثير في معادلة الصراع القائم والمحتدم مع الاحتلال الاسرائيلي وحتى نتمكن من مخاطبة الاشقاء والاصدقاء والعالم بأسره .
الصراع الممتد والقائم بين شعبنا وقواه السياسية ضد الاحتلال الاسرائيلي والمستمر منذ عقود طويلة يؤكد بالملموس عظمة شعبنا وقدرته على الصمود والتضحية والدفاع عن كرامته الوطنية واهدافه الثابتة المطالبة بالحرية والاستقلال وحقه المطلق بتقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والتي لم تستطع كافة الاعتداءات والحروب الاسرائيلية والة الدمار والبطش والقتل والتدمير ان تهز الثوابت الوطنية برغم عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى مما يؤكد على تمسك شعبنا بأهدافه الوطنية وعدم قدرة المحتل الاسرائيلي على فهم الرسالة الوطنية الفلسطينية المعمدة بالدماء والتضحيات الجسام .
معارك عديدة خاضتها قوى الثورة الفلسطينية من الكرامة حتى عملية الليطاني وليس اخرها اجتياح لبنان وخروج الثورة الفلسطينية .
لقد قالها القادة الاسرائيليين وعلى سبيل المثال وليس الحصر الجنرال ديان ان الثورة الفلسطينية (كالبيضة التي يمكن ان يهشمها في الوقت الذي يريده ) وفي ذات الوقت قالها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ان الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى ... واكمل الزعيم الخالد ياسر عرفات لتبقى وتنتصر .
محطات تاريخية ونضالية عديدة وحروب متعددة ومؤامرات متشعبة ومتعددة استهدفت القيادة والقوى والشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه وجميعها بائت بالفشل الذريع بل زادت شعبنا ايمانا راسخا وقناعة ثابتة بحتمية الانتصار طال الزمن ام قصر .
العدوان الاسرائيلي بمراحله المتعددة والذي لم يتوقف منذ اتفاقية اوسلو وتأسيس اول سلطة وطنية فلسطينية بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني ومحاولات اسرائيل المستمرة لإضعاف السلطة الوطنية وممارسة الضعوط عليها وتدمير مقراتها و استهدافها بصورة دائمة و حتى مقر الرئاسة في غزة وما تم من اجتياح الضفة الغربية ومحاصرة المقاطعة وما الت اليه الظروف من اغتيال الزعيم الشهيد ياسر عرفات بعد معارك تفاوضية في وايرفر وطابا والتي اكدت فيها القيادة الفلسطينية مدى تمسكها بالثوابت الوطنية ولا زالت المواقف التفاوضية على حالها من الثبات والقوة والتمسك بالأهداف الوطنية .
استعراض بعض المراحل التاريخية النضالية انما يؤكد اننا جميعا في دائرة الاستهداف الاسرائيلي سواء مفاوضين او مقاومين باعتبارهما وسائل نضالية لأن الاستهداف ضد شعبنا واهدافه التي يسعى الى تحقيقها يتطلب وحدة الموقف والقرار الفلسطيني ضد هذا الاحتلال الذي يستهدف الجميع منا .
هذا الاستخلاص الوطني بحكم التجربة التاريخية والواقع الحالي يتطلب من كافة القوى السياسية المزيد من العمل الجاد والملتزم وعدم اعطاء الفرصة لمحاولات الفصل ما بين هذا الفصيل او ذاك لأننا جميعا ابناء شعب واحد وقد اثبتت كافة المراحل النضالية ان وحدة الدم الفلسطيني كانت هي الاعلى والاقدر والمحققة للانتصار والصمود ... لأن حتمية التاريخ انتصار الشعوب .
الكاتب
وفيق زنداح