الرئيس الامريكي اوباما يروج ويسوق الاوهام والرئيس محمود عباس يستمد قوته من الاراده الشعبيه الفلسطينيه

بقلم: علي ابوحبله

تناول الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال مقابله مع الكاتب والمحلل توماس فريدمان ميزان القوى السائد بين الفلسطينيين والإسرائيليين معتبرا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قويا جدا مقابل الرئيس محمود عباس الذي وصفه بالضعيف جدا ، هذا التوصيف للرئيس الامريكي اوباما في حواره مع فريدمان الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الامريكيه الجمعه الماضي يفتقد للموضوعية والمصداقية ويدلل على ان التعامل الامريكي بموضوع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال يكيل بمكيالين بالرغم مما لحق امريكا من مهانة مقصوده ومتعمده من قبل نتنياهو وأعضاء حكومته بحق وزير الخارجية الامريكي جون كيري وبحق اوباما نفسه مما يدلل على حالة الهوان والضعف الذي اصبحت عليه الاداره الامريكيه بفعل الضغوطات التي تتعرض لها من قبل اللوبي الصهيوني الايباك ، تصريحات وحوار الرئيس الامريكي اوباما مع فريدمان تأتي في سياق تبرير حالة الضعف للإمبراطورية الامريكيه وعجزها عن ممارسة الضغوط على رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني نتنياهو ، الرئيس الامريكي بحواره وتصريحاته يدلل عن حالة العجز الامريكيه بعدم قدرتها على ممارسة دور الوسيط في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وعجزها عن تحقيق رؤيا الدولتين وان الرئيس الامريكي اوباما يبرر لنفسه خروج امريكا من الملف الفلسطيني الاسرائيلي وهذا هو دليل ضعف الاداره الامريكيه وفقدانها لهيبتها في المنطقه ، امريكا افتقدت لمصداقيتها وقدرتها على التأثير على اسرائيل حين عجزت الضغط على الكيان الاسرائيلي لتجميد الاستيطان ووهنت وضعفت حين تحدى رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ونكث بالوعود التي تعهد فيها لوزير الخارجية الامريكي جون كيري بالإفراج عن الدفعه الرابعة للإفراج عن اسرى ما قبل اوسلو ، ليس صحيحا ادعاء الرئيس الامريكي اوباما ان نتنياهو قويا جدا مقابل الرئيس محمود عباس ابومازن الذي وصفه بالضعيف جدا ، ومما يدلل عدم صحة ادعاءات الرئيس الامريكي ان نتنياهو يعد في اضعف حالاته وان بانتظار رئيس حكومة نتنياهو لجنة فينوغراد جديدة للتحقيق فشل نتنياهو في تحقيق اهداف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، وان اقوال وتصريحات الرئيس الامريكي اوباما هي بعكس توقعات وتحليل المحللين السياسيين والاستراتجيين المشاركين في صنع القرار الامريكي حيث يجمع المحللين والخبراء الاستراتجيين الامريكيين والغربيين عن فقدان اسرائيل لموقعها ومركزها كقاعدة امريكيه غربيه متقدمه لحماية المصالح الامريكيه وان اسرائيل قد افتقدت لقوة الردع في المنطقه وان هناك تآكل حقيقي في قوة الردع الاسرائيليه وان صمود المقاومه الفلسطينيه اضعف حكومة نتنياهو ووضعتها امام خيارات صعبه ، الرئيس الامريكي اوباما يروج لأوهام تتساوق مع محاولات اسرائيل لشن حرب اعلاميه تستهدف وحدة الشعب الفلسطيني وان تصريحات الرئيس الامريكي اوباما بحق الرئيس محمود عباس تأتي في سياق محاولات النيل من الوحدة الوطنيه الفلسطينيه التي حققها الرئيس محمود عباس متحديا بذلك امريكا وإسرائيل ، وان تشكيل حكومة الوفاق الوطني وإنهاء الانقسام كان اكبر تحدي للاداره الامريكيه وإسرائيل ، احد اهم مبررات الحرب على الشعب الفلسطيني هو فشل الضغوط التي مورست على الرئيس محمود عباس التراجع عن تحقيق الوحدة الوطنيه الفلسطينيه وفرط تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني ، وهذا هو دليل قوة الرئيس محمود عباس في وقوفه في وجه الاداره الامريكيه وتحديه للكيان الاسرائيلي برفضه لفك عرى حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني وانتصاره لوحدة الشعب الفلسطيني ، ان قوة الرئيس محمود عباس وشرعيته مستمده من الاراده الوطنيه للشعب الفلسطيني وان قوة الرئيس محمود عباس بالتحدي الواضح والصريح بالقرار التاريخي والمنحى التاريخي الذي خطته قيادة منظمة التحرير الفلسطينيه بإضفاء مشروعية المقاومه الفلسطينيه ضد المحتل الاسرائيلي واعتبار المقاومه الفلسطينيه مقاومه شرعية من حقها التصدي للعدوان الاسرائيلي وهو موقف تاريخي يسجل للرئيس محمود عباس بعد اتفاق اوسلو ، الموقف للرئيس محمود عباس اتسم بالتحدي للسياسة الامريكيه والتحدي للكيان الاسرائيلي وهذا يعد موقفا تاريخيا غير مسبوق حين اصدر الرئيس محمود عباس قراره بتشكيل الوفد الفلسطيني الموحد الذي شكل معضلة للأمريكان والاسرائليين ، لأول مره في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الفلسطينيون في موقف موحد ومجمعين حول مطالب موحده وهناك جهود امريكيه صهيونيه لفك عرى الوحدة الوطنيه الفلسطينيه ،الرئيس الامريكي اوباما يسوق للعدوان الاسرائيلي ويدعم توجهات نتنياهو العدوانيه حين يدعي ان نتنياهوا قوي جدا ويتمتع بنسبة تأييد لدى الجمهور الاسرائيلي اكثر مما اتمتع به انا الرئيس الامريكي لدى الجمهور الامريكي وان نسبة تأييد نتنياهو ارتفعت على ضوء العملية العسكريه في غزه وتشكل نسبة التأييد لنتنياهو ما يشبه الحصن المنيع لذلك اذا لم يتعرض لضغوط داخليه فمن الصعب ان نراه يقدم تنازلات يصفها اوباما بالتنازلات المؤلمه لصالح تحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين وتفكيك المستوطنات هو امر من الصعب القيام به ، يدرك الرئيس الامريكي اوباما ان نتنياهو لم ينتصر بحربه على الشعب الفلسطيني وان نتنياهو وأعضاء حكومته وجنرالاته معرضون للمساءلة القانونيه امام محكمة الجنايات الدوليه بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب خرق قوات الاحتلال الصهيوني للاتفاقات الدوليه المتعلقة بحماية المدنيين وان غالبية الذين استشهدوا من الاطفال والشيوخ والنساء الفلسطينيين مما افقد حكومة نتنياهو هيبتها امام المجتمع الدولي ، وان اقدام قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدم المساكن على ساكنيها وهدم المستشفيات والمساجد والمدارس تعد جريمة حرب وان اسرائيل فقدت اخلاقياتها في هذه الحرب وان الترويج لقوة نتنياهو هو ترويج اوهام يعلم اوباما عدم صدقيتها وصدقيه مواقفه في ذلك ، خسرت اسرائيل الحرب وكسب الرئيس محمود عباس ابومازن وحدة الشعب الفلسطيني متحصنا بهذه الوحدة ووحدة الموقف الفلسطيني بوحدة الوفد الفلسطيني وهذا دليل قوة الرئيس محمود عباس وقوته في موقفه في الحفاظ على الثوابت الوطنيه الفلسطينيه ورفضه للاذعان لأية ضغوط امريكيه لتقديم تنازلات مجانية لإسرائيل ، الرئيس محمود عباس يستمد قوته من ارادة الشعب الفلسطيني وقوة الرئيس محمود عباس بتمسكه بثوابت الشعب الفلسطيني بحيث لا يمكن التنازل او التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني وهذه هي سر قوة الرئيس محمود عباس التي يصفها الرئيس الامريكي اوباما بالضعف ، الرئيس محمود عباس لن يتنازل عن الثوابت الوطنيه الفلسطينيه ليثبت قوته للرئيس اوباما وان اسرائيل هي دوله ضعيفة لا يمكن الوثوق فيها وان تصريحات الرئيس الامريكي اوباما هي بيع اوهام حيث أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى العلاقات المتوترة بين نتنياهو وأوباما، حيث تفاقمت الأمور في أعقاب الانتقادات الإسرائيلية لجهود وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، لوقف إطلاق النار، إضافة إلى توبيخ نتنياهو للسفير الأمريكي في إسرائيل، دان شبيرو، الأمر الذي جعل صحيفة «نيويورك تايمز» تتوصل إلى نتيجة مفادها، أنه ليس من المؤكد أن تتحسن العلاقات بين نتنياهو وأوباما.وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن انتقادات الولايات المتحدة الحادة في أعقاب قصف مدرسة تابعة لـ«الأنروا» في رفح كانت نتيجة للغضب المتراكم في وسط الإدارة الأمريكية تجاه المسؤولين الإسرائيليين. وبحسب ما ذكرته مصادر صحفيه أنه كان لأوباما تأثير هزيل جدا على حكومة نتنياهو خلال العدوان على قطاع غزة. الرئيس الامريكي اوباما يتصف بالضعف وهو يسوق لاوهام اذ ان امتناع واشنطن عن ممارسة اي ضغوط حقيقية على نتنياهو هو من أفشل مفاوضات السلام التي جرى استئنافها برعاية ادارة أوباما التي يجري انتقادها بشكل عنيف خلال الاجتماعات المغلقة للقيادة الفلسطينية، بوصف مواقف الادارة الاميركية "بالمايعة، والعاهرة أحيانا " لكسب ود اسرائيل وقيادتها.اسرائيل تجردت من القيم الاخلاقيه ولا يمكن ان تكون بوصف الرئيس الامريكي من خلال المقابلة مع توماس فريدمان في وصفه تاريخ تطور إسرائيل قائلا " تحولت إسرائيل على مدى عشرات السنين إلى دولة مفعمة بالحيوية وناجحة بطريقة لا تصدق دولة غنية وقوية تتصرف بحكمة وتحولت إلى طاقة كبيرة تعبر عن حلم الشعب اليهودي وهي قوية ومستعدة من الناحية العسكرية لذلك لا اشعر بالقلق على وجودها وبقائها ، لكن السؤال الكبير هو كيف ستحافظ على وجودها وكيف يمكن خلق دولة تحافظ على الإرث الديمقراطي والمدني لهذه الدولة؟ كيف يمكن ان نحافظ على دولة يهودية تعكس أيضا أفضل القيم التي عبر عنها مؤسسو إسرائيل؟ ان حقيقة الكيان الاسرائيلي تخالف ادعاء الرئيس الامريكي اوباما وان اسرائيل هو كيان عنصري في وجوده وافعاله وممارسته وان تنكرها للحقوق الوطنيه الفلسطينيه دليل عنصريتها ، وان موقف الرئيس محمود عباس من عنصرية اسرائيل وموقفه من عدوان اسرائيل على الشعب الفلسطيني وتبنيه لمشروعية المقاومه ضد الاحتلال الاسرائيلي هو سر قوته وهي قوة يستمدها من الاراده الشعبيه الفلسطينيه وان نتنياهو بحسب استطلاعات الراي والكيان الاسرائيلي يعيش في خدعه كبيره وهو اوهن من بيت العنكبوت وان الرئيس امريكي يدرك حقيقة ذلك لكنه اثر على بيع وتسويق الاوهام التي لا تغني ولا تسمن من جوع امام وقائع وحقائق مستجدات الصراع ونجاح الرئيس محمود عباس وصمود المقاومه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني من اعادة تصويب بوصلة الصراع وافشال المشروع الامريكي الصهيوني لتصفية القضيه الفلسطينيه واسقاط سوريا التي صمدت بقيادتها وبشعبها وافشلت المشروع الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد حيث يعيش الرئيس الامريكي اوهامه ومتاهته امام مستجدات التغيرات الدوليه والاقليميه