القسام.. رسائل النار في الهدنة !!

بقلم: محمد القيق

تصر كتائب الشهيد عز الدين القسام أن تبقى سيدة الموقف في كل مواجهة مع الاحتلال من خلال تألق في عدة مجالات؛ فهي وخلال المعركة تواصل كل الهجمات غير أن التهدئة الإنسانية تستخدمها أيضا في مجالات أخرى تؤدي إلى استمرار "العصف المأكول" وتؤدي النتيجة العسكرية ذاتها.

1-

للقسام أسلوب أمني ونفسي لا يمكن لأحد أن يعترض على مسارهما خلال التهدئة؛ فعرض بطاقات الهوية للجنود والعتاد والذخائر وغيرها هذه المرة وبندقية القنص سابقا هدفها أن تبقى الحرب النفسية مستمرة على الصهاينة والجنود تحديدا وعائلاتهم وهذا مهم جدا في جولة جديدة، فعندما يرى أهالي الجنود الذين أقيمت لهم مراسم دفن ومنعوا من رؤيتهم بحجة أنهم أشلاء ويشاهدوا فيما بعد بطاقاتهم الشخصية في يد القسام فهذه صفعة نفسية كبيرة ليتولد سؤال حقيقي في عقل كل صهيوني " إذا حصل القسام على البطاقات وعرضها لنا فمن الذي تم دفنه بحجة أنه ابننا وهل ما زال حيا لديهم؟!".

2-

أما على صعيد الأسلحة والذخائر فهي أيضا حرب نفسية بامتياز موجهة للإعلام الصهيوني في ظل التهدئة والتوافق على ذلك بأن ما توافق عليه من هدنة إنسانية لساعات لن ينعم بأمنها إلا المواطن الفلسطيني في غزة فقط؛ وأما على صعيد الشارع الصهيوني فيجب أن يبقى الكل مشغولا بالحالة الأمنية والنفسية من بطاقات الجنود وفيديوهات اقتحام المواقع العسكرية وعرض الأسلحة بالإضافة إلى ما طرح من قائمة أسماء العملاء، لتكون القسام متألقة حتى في مرحلة الإعداد والتجهز لجولة ميدانية أخرى، كما أن قيمة المواطن الفلسطيني في قاموس تلك الكتائب عالية جدا ولها رمزية كبيرة على عكس ما صنعته اتفاقيات الذل التي أبرمت على حساب الشعب.

3-

أما على صعيد تبادل المعلومات حول الجنود الأسرى مقابل قوائم العملاء في الضفة الغربية وغزة فهذه أيضا حرب نفسية وأمنية بامتياز؛ فهي نفسية على العملاء الذين يدركون بأن المخابرات الصهيونية دائما تخذلهم ويقتلون ويعلقون على أعمدة الكهرباء في الضفة وغزة دون أن تتم حمايتهم، فبساطة معنى الجاسوس تعني أنه موظف ووسيلة لخدمة الصهاينة وهذا التعريف الشامل للكلمة؛ وبالتالي تسليمه للمقاومة يأتي في إطار ما وظف من أجله وهو أمن الاحتلال.

أما على الصعيد الأمني فهي رسالة للمخابرات الصهيونية أن مرحلة قادمة ستشهدها الضفة الغربية لن تكون كما سبقتها من مراحل ولعل طلب القوائم من الضفة أخطر بكثير منه في غزة نظرا لأن غزة تتخلص دوما من هذه الحثالة؛ غير أن أوكارهم المحمية والمحصنة في الضفة الغربية إما بالتنسيق الأمني والتزامات اوسلو أو حتى بالحماية المباشرة لهم فهذا يعني أن القسام مقبل على جولة تصعيد في الضفة الغربية، وهذا الطلب الأمني مقدمة لذلك وهي بحد ذاتها ضربة أمنية مباشرة لا تقل خطورة عن صاروخ الرنتيسي 160.

إذاً نحن أمام مقاومة لا تعرف الهدوء حتى في الهدوء لأن الإعداد يعني لهم الكثير وإن كان الماء راكدا والمفاوضات سارية، فما يتم عرضه له أهمية كبيرة وهي أن المقاومة تعني معنويات وانتصارا للشعب؛ والهدنة حرب مستمرة على الصهاينة بكل السبل وهذا ما كان يشتاق الفلسطيني لرؤيته من قيادته وها هي تهل تلك البشائر.