الحرب الاسرائيليه على الشعب الفلسطيني ونتائج حرب غزه عكست واقع مرير على اسرائيل ، تعيش حكومة نتنياهو ازمة ثقة بين اعضائها حول التسريبات الاعلاميه ومحاولة اعضاء في حكومة نتنياهو من التهرب من نتائج ما خلفته حرب اسرائيل على الشعب الفلسطيني على قطاع غزه ، ظاهرة التشدد في مفاوضات القاهره من اعضاء الكابينت المتشددين دفعت نتنياهو الى عدم اجتماع الكابينت لبحث ما وصلت اليه المفاوضات في القاهره ، نتنياهو بحسب القانون الاسرائيلي يتحمل مسؤولية المفاوضات وهو يبحث عن مخرج سياسي يعوض عليه خسارته في حربه على غزه وهو الذي شرع لهذه الحرب وهو يعي جدا نتائج ما سيتعرض له من تشكيل لجنة تحقيق على غرار لجنة فينوغراد تحقق في نتائج اخفاق الحرب بتحقيق نتائجها ، هناك محاولات اسرائيليه للتهرب من المطالب الفلسطينيه التي تعد مطالب سيادية تتعلق في الميناء والمطار والممر الامن.
وهناك تجاوب اسرائيلي مع مطالب اجرائيه بنيت عليها افاق انفراج في الافق تقوم على ان اسرائيل تعمل على العوده الى تفاهمات العام 2012 وتسهيل المعونات الانسانيه وحل عدد من الجوانب ألاقتصاديه وصولا الى قبول فكرة عودة آلاف من عمال قطاع غزه للعمل داخل اراضي 48 ، وهناك قبول لفكرة فتح المعابر وتوسيعها وزيادة عدد الشاحنات التي تدخل الى قطاع غزه وكذلك الموافقة على دخول مواد الاعمار لقطاع غزه تحت المراقبه ومنع دخول المواد ذات الاستعمال المزدوج وتدخل في صناعة المواد التي تدخل في الانتاج الحربي ، وان اسرائيل توافق على حكومة التوافق الوطني الفلسطيني وإدخال الاموال لموظفي غزه وهي ضمن الموافقات الاجرائيه مع التشدد في رفض المطالب الفلسطينيه المتعلقة في انشاء الميناء وإعادة فتح مطار غزه والممر الامن حيث ان اسرائيل تصر على تأجيل ذلك ، هناك ثلاثة اتجاهات في مفاوضات القاهره ترتيبات مصريه فلسطينيه لفتح معبر رفح ، وترتيبات اسرائيليه فلسطينيه لتوسيع نطاق الصيد البحري والتسهيلات على المعابر والمفاوضات من اجل استعادة جثماني الجنديين شاؤول اورون وهدار غولدن اللذين اعلنت اسرائيل مقتلهما ، وهناك معلومات ان اسرائيل وافقت على الافراج عن الدفعه الرابعة من اسرى ما قبل اوسلو ، ازمة الثقة التي تعيشها حكومة نتنياهو تنعكس على المفاوضات في القاهره بينما يبدي الوفد الفلسطيني الموحد تمسكه بالمطالب المحقه ويصر على تلبية مطالبه وخاصة فيما يتعلق بالمطار والممر الامن والميناء وهي تعد مطالب سيادية تبني عليها اسرائيل على المستقبل في حال تمت العوده الى طاولة المفاوضات ، مصر رفضت بحث موضوع نزع سلاح المقاومه في مفاوضات التهدئة كما رفضت نقل هذا الطلب الى الوفد الفلسطيني جملة وتفصيلا.
هناك عقبه تعترض المحادثات وهي بند الجنديين الاسرائيليين وان الوفد الفلسطيني طلب تأجيل بحث الامر ، . من جهته نقل موقع "معاريف" عن مصادر فلسطينية "أنه من المتوقع أن يعقد عصر اليوم لقاء حساس يفترض أن يحدد فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ". وتشهد القاهرة مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث التوصل الى اتفاق . القاهرة التي رعت الهدنة دعت إلى العمل من أجل التوصل إلى اتفاق على وقف شامل ودائم لإطلاق النار. صحيفة اسرائيل هيوم تعبر عن القلق المتزايد في اسرائيل من النشاط المستقبلي للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة ، ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنه إذا لم تحصل تغييرات في اللحظة الأخيرة فسيناقش المجلس الوزاري المصغر اليوم تفاصيل الاتفاقات التي تبلورت في القاهرة أثناء المحادثات مع الوفد الفلسطيني. وقالت "كجزء من الاتفاق ستفتح إسرائيل المعابر في إيرز وكرم أبو سالم وستسمح بتوسيع محدود لمجال الصيد ومن غير المتوقع أن يجري تجريد قطاع غزة من السلاح في الوقت الحالي فيما ستتفق إسرائيل ومصر على نشاط مشترك لمنع إعادة تسلح حماس من جديد، إلى جانب السعي لإتمام الاتفاق قبل انهيار الهدنة".
الصحيفة أشارت إلى "أن القلق يتزايد في إسرائيل من النشاط المستقبلي للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة"، فتأليف اللجنة بحسب الصحيفة والتفويض الواسع الذي منح لها "يحولان مواجهتها إلى مسألة معقدة بصورة لا مثيل لها" على حد تعبير مصدر رفيع المستوى، وهذا الأمر يتطلب "معركة قضائية وسياسية معقدة وواسعة لمنع تقديم لوائح اتهام ضد مسئولين إسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".بدورها أوضحت صحيفة "هآرتس" أن الاستراحة من القتال بفضل هدنة الـ 72 ساعة التي بلورت في القاهرة تركت للجيش الاسرائيلي الوقت للتركيز أيضاً على معارك الميزانية التي تنتظره في نهاية حرب غزة. خلال حديث لضابط رفيع المستوى في هيئة الأركان مع صحافيين أمس، عُرض بشدة مطلبان تبلورا أثناء ألحرب الأول أن الجيش يحتاج لزيادة ميزانية كبيرة بمليارات الشواقل، ليس فقط لتغطية نفقاته في غزة إنما أيضاً من أجل الاستعداد أفضل للحروب المقبلة التي قد تندلع، والثاني أنه ليس من قبيل الصدفة أن تبدو هذه المطالب مألوفة، فمطالب مماثلة كزيادة كبيرة للميزانية وإلغاء خفض الخدمة الإلزامية قدمها الجيش وحصل عليها بعد الحرب في لبنان عام 2006. وقالت "هآرتس" إنه من المستحيل الحديث الآن عن قرار خفض الخدمة الالزامية للرجال الذي وافق عليه الكنيست.
وذكرت أنه في حرب غزة برزت فجوة مقلقة تتعلق بما استعد الجيش لمواجهته وبالعدو الذي واجهه على أرض الواقع. وخلصت إلى القول "إن تلك مشاكل لا يمكن التغلب عليها عبر القيام فقط بحملة مشتريات". اسرائيل تعيش ازمه ثقه على كافة الصعد ازمة ثقه في الحكومه وازمة ثقه بين الحكومه المستوطنين ، وهناك ازمة ثقه فيما يتعلق بامن الكيان الاسرائيلي ، نتائج حرب غزه خلخلت امن الكيان الاسرائيلي وجعلته امام واقع جديد يفرض نفسه ومن تخوفات في المستقبل من مفاجآت غير منتظره على الجبهة الشماليه.
تحاول اسرائيل من خلال مفاوضات القاهره ان تحقق نصر سياسي وتنتقص من انتصار قوى المقاومه في تصديها للحرب الاسرائيليه على غزه وهي لا تألوا جهدا من محاولات الانتقاص من المطالب الفلسطينيه لأنها تخشى ان حققت المطالب الفلسطينيه ان تصبح امام مرحله من التنازلات فيما لو تمت العوده الى طاولة المفاوضات ، اسرائيل لأول مره في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تجد نفسها امام وفد فلسطيني موحد وهي بدأت تعي مخاطر وحدة الفلسطينيين وهي لا تألوا جهدا لترسيخ الانقسام لكن الاصرار الفلسطيني ووحدة الموقف الفلسطيني انعكس على حالة ألازمه في الثقة التي تعيشها حكومة الكيان الاسرائيلي وهي تريد ان تبحث عن مخرج يخرجها من مأزق نتائج حربها على الفلسطينيين ويجنبها من الملاحقه القضائية امام محكمة الجنايات الدوليه بفعل ما ارتكبته من مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين ومخالفتها للاتفاقات الدوليه وتعرضها لحياة المدنيين الفلسطينيين ، تدرك حكومة نتنياهو ان احتلالها للاراضي الفلسطينيه يعرضها لمخاسر جسيمه واصبحت تدرك مخاطر استمرار احتلالها وهي امام واقع جديد وتغيرات لا بد وان تنهي اسرائيل احتلالها وتسلم بالحقوق الوطنيه التاريخيه للشعب الفلسطيني