الابعاد ألاستراتجيه للتعاون المصري الروسي

بقلم: علي ابوحبله

زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى روسيا تشكل تحدي للعقوبات الامريكيه والغربية التي تفرضها على روسيا بسبب الازمة الاوكرانيه حيث تتصاعد الخلافات الامريكيه الروسية حول العديد من القضايا الدوليه والاقليميه وخاصة تلك التي تتعلق في سوريا ، وكل ذلك بفعل التغير الحاصل في موازين القوى وعودة روسيا لتشكل لاعب دولي وإقليمي مناكف ومكافئ لأمريكا ضمن محاولات اعادة اقتسام النفوذ حيث لم تعد امريكا القطب الاحادي المتحكم في رسم السياسة العالميه وفق المصالح الامريكيه وهيمنتها بحكم العالم ، تعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ذات اهمية كبيره لروسيا وهي ذات دلاله على ان الزيارة تعد في هذا التوقيت ترسيخ لمبدأ استقلالية السياسة المصريه وهي ضمن سياسة تنويع الخيارات التي تنتهجها القياده المصريه ضمن عملية الانفكاك عن الولايات المتحدة الامريكيه ، لا شك ان الزيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى روسيا ستؤدي لتوثيق العلاقات مع روسيا بفعل الاتفاقات التي تم التوصل اليها والتوقيع عليها من قبل الرئيسين المصري والروسي ، وان هذه الاتفاقات تشمل التعاون المشترك بين البلدين على كافة الاصعده العسكريه والاقتصادية والسياسية ، وهناك اتفاق استراتيجي تم التوقيع عليه بين البلدين ويشمل اقامة منطقه صناعية روسية كجزء من مشروع قناة السويس الجديدة والتي تتكلف توسعتها ثمانية مليارات دولار ، وان الاتفاق على التعاون العسكري وإعادة امداد مصر بالسلاح والعتاد وقطع الغيار مما يؤدي في التنوع التسليحي ويعيد التوازن الاستراتيجي لمصر في المنطقه ، حيث تنهي مصر التحكم والاحتكار الامريكي في تسليح وتزويد القوات المسلحه المصريه بالا سلحه الامريكيه حصرا ، ان زيارة الرئيس المصري السيسي تعيد للذاكرة التحالف الاستراتيجي الروسي المصري ايام الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر الذي وثق علاقاته بالكتلة الاشتراكية وكسر احتكار السلاح الامريكي الغربي وعقد الصفقه التشيكية ، وان التحالف الاستراتيجي المصري توج في تلك الفترة في بناء احد اهم المشروعات المصريه في القرن الماضي وهو السد العالي ، لقد شهدت العلاقات المصريه تدهورا بعد ان اتخذ السادات قرارا بترحيل المستشارين الروس وان اتفاقية كامب ديفيد ساهمت في تلك الفترة في انحسار وتدهور العلاقات الروسية المصريه ، ان الزيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى روسيا واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تحمل ابعاد استراتجيه وسيكون لها تأثير على زيادة تسليح القوات المسلحه المصريه وإمدادها بالسلاح المتطور وستساهم في مشاركه روسية بمشاريع استثماريه وتنميه وستعمل على توثيق السياحة بين البلدين حيث تعد روسيا من الدول المهمة التي تقوم بتسيير افواج سياحية الى مصر وسيساهم تحسين العلاقات بين البلدين من زيادة الجذب السياحي ، وان الاتفاق على تزويد مصر بالقمح سيساهم الى حد ما في سد العجز الذي تعاني منه مصر من هذه الماده المهمة والحيوية وتكسر الاحتكار الامريكي الذي يستحوذ على السوق المصريه ، ان الابعاد ألاستراتجيه للعلاقات المصريه الروسية التي تهدف مصر لتحقيقها هو اعادة التوازن للمنطقة حيث ترغب مصر العوده لتصبح لاعب اقليمي وذات تأثير في صنع القرار وفي السياسة الاقليميه ، وان ثمرة الاتفاقات التي تم التوصل اليها بين الرئيسين المصري والروسي تقود لإعادة ترسيخ الدور الاقليمي المصري في اسيا وإفريقيا وان تصريحات الرئيس الروسي بدعم مصر في حربها للإرهاب لا سيما على ضوء تنامي الخطر الارهابي في منطقة الشرق الاوسط سيعزز من الدور المصري في الحد من مظاهر الانفلات الامني في ليبيا وتعزز من الدور الاقليمي المصري في افريقيا ، لقد استأثرت العديد من القضايا اهتمام الرئيسين المصري والروسي وخاصة التي تتعلق بالعالم العربي وكان اهمها القضية الفلسطينيه حيث ان مصر تلعب دور الوسيط للتوصل لاتفاق نار بين البلدين والتوصل الى تفاهمات تقود للتهدئة وفق المطالب الفلسطينيه وان روسيا تدعم الجهود المصريه بعكس الموقف الامريكي +وان الرئيس السيسي اوضح للرئيس الروسي ان مصر تسعى لتسوية القضية الفلسطينيه وإقامة وحدة وطنيه عربيه ، ان الابعاد ألاستراتجيه للزيارة وما تم التوصل اليه من اتفاقات وتفاهمات وتطابق في وجهات النظر بين مصر وروسيا في عدد من القضايا الاقليميه ستساهم في تعزيز الدور الاقليمي المصري وستؤدي الى اعادة التوازنات والتحالفات الاقليميه في المنطقه وفق المصالح المستجدة والمتبادلة بين البلدين على قاعدة التغير في موازين القوى وإعادة اقتسام النفوذ بين امريكا وروسيا