الهدنة وتجار القضية

بقلم: هاني زهير مصبح

حرب بدأت علي فلسطين بدايتها رواية اسرائيلية كاذبة بأن الفلسطينيين خطفوا ثلاثة مستوطنون وجري البحث عنهم ثم قالوا أنهم وجدوهم في محافظة الخليل مقتولين ،تلك هي الرواية الاسرائيلية الكاذبة لان بها حلقات كثيرة مفقودة وأهمها أن كيف لأحد خطف ثلاثة أشخاص من قلب حرم جامعي به أمن اسرائيلي مكثف ومن قلب منطقة اسرائيلية وكيف للخاطفين تخطي جميع الحواجز العسكرية وكيف للجيش الإسرائيلي عرف وتوصل لمكان المخطوفين دون أن يعرف الخاطفين ،كلها حلقات مفقودة والجواب عليها هو أن للقصة تداعيات آخري أرادتها حكومة اسرائيل هدفها في ذلك الوقت إعادة هيبة الردع الاسرائيلية وتدريب جيشهم المهزوم علي دخول كافة المدن الفلسطينية في ظل تلويح الرئيس الفلسطيني لعدة مرات بحل السلطة نتيجة التعنت الاسرائيلي المستمر في عدم الحلول الجدية من اقامة دولة فلسطينية علي حدود العام 1967م ووقف الاستيطان والانتهاكات اليومية لمدينة القدس وتهويدها، ففي عالم السياسة يبقي هناك قنوات دولية تتجه إليها الحكومات في حالة إدانة وتوجيه أصابع الاتهام لسلطة أخري ولكن اسرائيل فعلت تلك الحماقات فتوجهت نحو غزة دون سبب وبدأت حربا علي قطاع غزة في 8 يوليو 2014 والتي أطلقت عليها اسرائيل اسم "عملية الجرف الصامد" وردت فصائل المقاومة الفلسطينية باسم " عملية العصف المأكول".

هذه الحرب قامت بها اسرائيل دون أي مبرر وفي ظل صمت عربي ودولي رهيب لم يدين اسرائيل رغم وجود كل اركان ومعالم جرائم الحرب التي استخدمتها اسرائيل في عدوانها علي غزة من قصف وقتل المدنيين الآمنين في بيوتهم من أطفال ونساء وشيوخ وكذلك أنواع الأسلحة المستخدمة ضد المدنيين من سلاح "الدايم" الذي يحتوي علي الألياف الكربونية التي تسبب الحروق والبتر للأطراف وكذلك سلاح الفسفور الأبيض الحارق والسام والممنوع دوليا وكذلك استخدام القوة المفرطة لسلاح الطيران مع منازل المواطنين وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار وكذلك تهجير أحياء بكاملها قصرا إلي مراكز إيواء لجأوا إليها من مدارس الاونروا التابعة لوكالة الغوث وساحات المستشفيات والتي هي أيضا لم تكن آمنة من جرائم المحتل الاسرائيلي وقصفة لها بالطائرات والمدفعيات وخير دليل علي جرائم الإبادة الجماعية ما حدث في حي الشجاعية وحي خزاعة وأيضا وفقا للقانون الدولي يكون المسعفين والمستشفيات والدفاع المدني والصحفيين ومراكز الإيواء في مأمن من الإستهدافات ولكن اسرائيل هي أكثر وحشية ودموية ولا تحترم القانون ولا تطبق المعاهدات فكل ما ذكرناهم لم يكونوا في مأمن من جرائمهم.

حدث ما حدث وتفاجأت اسرائيل من براعة وقوة المقاومة الفلسطينية فعاشوا كابوس أسود جعل خمسة ملايين مواطن اسرائيلي يعيشون في الملاجئ وكانت صواريخ المقاومة تصل إلي تل أبيب وحيفا والقدس ومن أقصي الجنوب حتي أقصي الشمال ومنعت الطائرات من الإقلاع من مطار "بن غريون" وكذلك العمليات النوعية التي كبدت الجيش الاسرائيلي خسائر كبيرة في صفوف جنوده عند بدء العملية البرية علي غزة فكان فيهم عدد كبير من الخسائر ما بين قتيل وجريح وأسير وتدمير للآليات العسكرية فكان هناك كابوس وشبح علي حدود قطاع غزة اسمة الأنفاق يخرج إليهم المقاومين الفلسطينيين ويشتبكون معهم من مسافة صفر وهذا غير المعادلة بكاملها ورغم التحليق الكثيف للطائرات الاسرائيلية واستخدام القوة المفرطة إلا أن صواريخ المقاومة لم تتوقف واستمرت والعمليات النوعية ايضا لم تتوقف مما أجبر اسرائيل علي طلب التهدئة عدد من المرات والذهاب إلي مصر للتوصل إلي اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين فكان الوفد الفلسطيني ممثلا بالسلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة برئاسة عزام الأحمد مما أثار غضب الاسرائيليين بسبب توحد الفلسطينيين وتبني السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير خيار المقاومة وخيارات الشعب الفلسطيني بفرض حلول جذرية وسيادة كاملة ومن شروط المقاومة هو وقف العدوان الاسرائيلي وكسر الحصار عن قطاع غزة وإخراج الأسري ووقف الاستيطان والسماح لأهالي غزة بالصلاة في القدس وبناء مطار وميناء وإعادة إعمار غزة والسماح للصيادين بدخول 12 ميل بحري ومنع الطيران الاسرائيلي من التحليق في سماء غزة ووقف سياسة الاغتيالات .

المفاوضات كانت بين مد وجزر وتجدد تهدئة بعد تهدئة وللأسف الضغوطات العربية أكثر من الضغوطات الخارجية علي الجانب الفلسطيني ويبدو أننا أكلنا كما أكل الثور الأبيض من قبل والكل يساومنا إما نقبل بالقليل القليل وكما يريدون هم أو نجد أنفسنا في العراء دون أدني شيء ويحاربنا في ذلك أبناء جلدتنا وللأسف ليس أمامنا إلا القبول لأن القليل القليل يمكنه عالاقل لملمة جراح شعبنا ووقف نزيفه وتحقيق أدني متطلبات الشعب فشيء أفضل من لا شيء ولكن التاريخ لن يرحمكم يا عرب و يا مسلمون علي مؤامراتكم الدنيئة علي قضية فلسطينية عادلة ولك الله يا شعب فلسطين.