بسم الله الرحمن الرحيم
موضة جديدة بدأت بالانتشار بشكل مكثف وكبير عبر إذاعاتنا المحلية والفضائيات وعبر نشرات الأخبار اليومية ، موضة المحللين السياسيين والخبراء بالشأن الصهيوني ، يسترسلون بتوقعاتهم ويتحدثون بشراهة وطلاقة حول تحليلاتهم وتوقعاتهم كأنهم منجمين ، نستمع إليهم وننتظر هذه التوقعات فتصيبنا الصدمة حينما نري الواقع مختلفا عن كل ما قالوا وتوقعوا ،
يحدثون إرباكا في المجتمع ، يرفعون سقف توقعاتهم حسب رؤيتهم ومصلحة حزبهم أو من يوالون ، بعيدا عن الواقع وبعيدا عن المهنية والحقيقة ،
ظاهرة مؤلمة تنتشر في إعلامنا بعيدة كل البعد عن العمل الإعلامي والسياسي المهني الصادق ، فلا احد يملك الحقيقة المطلقة ، فلا تصدعوا رؤوسنا بتحليلاتكم وتوقعاتكم الخيالية البعيدة كل البعد عن الواقع ،
لقد أرهقتمونا وزدتم من حالة التيه والتخبط ، فالتوقعات السياسية ترتبط ارتباط كامل بالواقع ولا تنفصل عنه ، فكفاكم تنجيما وشعوذة سياسية ،
شعبنا مجروح ووطننا ينزف وما عاد يحتمل عشقكم للظهور خلف الميكروفونات والفضائيات ، فحبكم للشهرة والظهور من خلال أحاديثكم وتحليلاتكم الغير منطقية أساء لمجتمعنا وأربك تفكير الناس ،
فأحد المحللين والخبراء بالشأن الصهيوني كما يعرفه الإعلام ، ومع اقتراب انتهاء موعد الهدنة يخرج عبر الإعلام ليقول :ن لا تجديد للهدنة وان جيش الاحتلال يحشد قواته ويستدعي الاحتياط والاجتياح لغزة قادم ، والمؤلم بالموضوع أن آلاف المشردين والنازحين من منازلهم وكافة أبناء شعبنا يتابعون الأخبار والتحليلات بشكل دائم ويراقبون نشرات الأخبار فيسمعون هؤلاء المحللين ، فتصيبهم خيبة أمل وإحباط بان معاناتهم ستزداد وان الوضع نحو الأسوأ ،
ومحلل أخر يخرج علينا لينشر التفاؤل وان النصر قادم وان الاحتلال انتهي وان هذه المعركة معركة النصر وان غزة مقبلة علي عهد الانتصارات والامتيازات والانفتاح ، فيتفاجأ الناس أن حالهم ازداد سوءا وان التفاؤل انقلب إلي شؤم وأحزان ،
فيا محللينا ، يا خبراء ، يا جهابذة ، ارحموا شعبنا من تحليلاتكم وتوقعاتكم وأوهامكم ، وتحدثوا بالحقيقة وبالواقع ، فلا تصدموا الناس ولا تتراقصوا علي هذا الدم النازف ، ولا تبحثوا عن الشهرة وحب الظهور علي حساب آلام ومعاناة الناس ، وكفي تضليلا ، فجرحنا النازف ما عاد يحتمل ، فارحمونا ،
تحدثوا بالواقع وليس بما تتمنون ، كونوا حياديين ولا تكونوا ناطقين باسم جهة معينة وتمررون أراء وأجندات البعض من خلال تحليلاتكم ، فهذا ليس تحليل ولا توقعات بل تساوق مع رؤية معينة ومحاولة إثباتها ، وسريعا ما يتم إثبات العكس ،
فأيها المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي والعسكري وأيها المصدر المسئول الذي ترفض الكشف عن هويتك ، والمصدر الموثوق ، والمصدر المجهول ، كفاكم تصريحات ،
وليخرج علينا أصحاب الشأن ليعلنوا صراحة للشعب ما يجري من مفاوضات بالقاهرة ، ومن لقاءات ، وحتى لا نتوه بين المحللين السياسيين والخبراء والمصادر الخاصة ،
كان الله بعونكم يا شعبنا فدمكم ينزف ليكتب حكاية وطن ، وهناك من يستغل دمكم ليكتب مجدا وشهرة لنفسه ،
فحسبنا الله ونعم الوكيل
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "