نظمت المبادرة الإنسانية لإغاثة منكوبي الحرب على غزة بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" حفل زفاف جماعي لثلاثة عرسان وعرائس مع النازحين في إحدى مراكز الإيواء برفح، وسط حضور شعبي كبير.
والعرسان هم "عبد الهادي أبو طعيمة، وعروسه هنادي أبو طعيمة، وجهاد أبو طعيمة، وعروسه نسرين أبو طعيمة، ونسيم أبو رجل وعروسه باسمة أبو رجل"، وجميعهم من سكان المناطق الشرقية لمدينة رفح، نزحوا لمدرسة ذكور رفح الإعدادية "أ" للاجئين، بعد تعرض منازلهم للهدم خلال الحرب البرية.
وحضر العرسان بحافلة صغيرة تتبع للوكالة برفقة عرائسهم الثلاثة، ونزلوا لساحة المدرسة وسط حالة من الفرح الممزوج بالحزن والألم، فيما تعالت الزغاريد من أفواه النسوة، ودقت أهازيج الأغاني البدوية كـ "الدحية، وأغاني السامر".
وتخلل حفل الزفاف رقص شعبي من قبل عشرات الشبان النازحين بالمدرسة، فيما أدى عدد أخر من الشباب الدبكة والدحية كما في جميع الأفراح البدوية، فيما وزعت الحلوى على الضيوف وأهالي العرسان، ونثروا الورود فوق رؤوسهم.
وأصر العرسان على إقامة فرحهم رغم عدم توقف الحرب رسميًا، وأعلنوا مسبقا نيتهم الزواج بعد شهر رمضان مباشرة، إلا ان الحرب ونزوحهم من منازلهم أفشل مخططهم، وبعد طرح الفكرة على الإداريين في المدرسة وافقوا على تسيير وإنجاح الفرح والمساعدة على توفير معظم ما يلزم لهم داخل المدرسة.
وقالت العروس باسمة أبو رجل لـ مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "حبيت أفرح كل الأمهات، خاصة والدتي، التي تعتصر ألمًا وتبكي يوميًا على منزلنا والحي الذي نعيش فيه، بعد أن دمرته الأليات قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الحرب الحربية".
وأضافت أبو رجل "أمي تألمت كثيرًا وجميعًا تألمنا على وفاة أبناء خالي خلال الحرب، وهم من أقرب الناس لنا، وأتمنى من خلال حفل زفافي هذا الذي كنت أتمنى أن يكون خارج مدرسة الإيواء، وداخل منزلي أنا وزوجي، وينطلق زفافي من بيت أهلي لبيت زوجي، أن يشكل حالة من الفرج للجميع".
بدوره، قال العريس عبد الهادي أبو طير : "خطبت قبل عامين تقريبًا، وموعد زواجي أتى، وأعلم أن الظروف غير مواتية، بسبب ما نمر به، لكن أردنا إيصال رسالة تحدي وصمود للمحتل، وأننا شعب نعشق الحياة كما نعشق الموت، وأننا سنفرج رغم الجراح والألم والمعاناة".
من جانبه، قال حاتم أبوطه أمين سر المبادرة الانسانية لإغاثة منكوبي رفح لـ "وكالة قدس نت للأنباء" : "هذا الفرح هو لثلاثة عرسان من النازحين، الذي حان وقت زواجهم، وهي بمثابة رسالة قوية الى العالم بأن المدرسة التي كانت الأولى التي تفتتحها وكالة الغوث كمركز إيواء، ستكون أول مدرسة ستقيم فرح لأبنائها من عمق الجرح الغائر".
وأشار أبو طه إلى أن المدرسة استوعبت " 4500 نازح"، واستشهد فيها 10 نازحين واصيب 30 أخرين، بعد أن قصفتهم طائرات الاحتلال وهم داخلها، وهي نفس المدرسة التي ستزف اليوم ثلاثة عرسان جدد، لتشكيل رد قوي على رسالة الموت التي أرسلها الاحتلال لهذه المدرسة، والتي حاول من خلالها أن يغيب صوت النازحين فيها, وأنها مازالت تتمسك بالأمل في الحياة والسعي لحياة أكثر استقرار".
ولفت إلى أن المبادرة الانسانية لإغاثة منكوبي رفح عدد من الهدايا والمساعدات العاجلة للعرسان الثلاثة، كما قدمت وكالة الغوث عدد من الهدايا المتنوعة، ما بين "الطرود الغذائية والعينية والأجهزة الكهربائية، كما قدمت عدد من الفعاليات المحلية والشركات الهدايا العينية لمساعدة العرسان على بداية حياة جديدة مستقرة".
ونزح 367.218 ألف فلسطيني موزعين في 87 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" من منازلهم خلال الحرب البرية على قطاع غزة، بحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا" مؤخرًا.
وأكد التقرير الحاجة إلى توفير المساكن البديلة لحوالي 100 ألف شخص دمرت منازلهم بالكامل أو بشكل جزئي، مضيفا: أن 230 مدرسة من بينها 90 تابعة لوكالة "أونروا" والباقي مدارس حكومية تعرضت للتدمير وهذا الرقم يشمل 25 مدرسة دمرت تماما منذ بداية الأزمة الحالية .
تصوير/ عبد الرحيم الخطيب
