هل الفلسطينيون قتلة إرهابيون؟

بقلم: فايز أبو شمالة

موقفان يؤشران على سوء النية المبيتة، ويقودان إلى الاستنتاج نفسه!
الأول: عندما يقول السيد محمود عباس: اسألوا الذي لم يوقع!! وهو يغمز إلى تنظيمي الجهاد وحماس، جاء ذلك رداً على سؤال: لماذا لم توقعوا على اتفاقية روما، الذي تخول لكم الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولة، لمحاكمة قادة الكيان على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.
فهل تنظيم الجهاد الإسلامي وتنظيم حركة حماس تنظيمان إرهابيان يخشيان التوقيع؟
وهل يصح أن يلغي السيد عباس دوره الرئاسي، وهو الذي تعود على التفرد في كل القرارات التي تخص الشعب الفلسطيني؟ هل يصح أن يشترط توقيع تنظيمات فلسطينية بعينها على وثيقة تطالبه بالتوقيع على اتفاقية روما؟ أي رئيس هذا الذي يتباطأ أمام أي عمل يؤذي المحتلين؟
وبعد أن وقع التنظيمان على الوثيقة، ترى هل سيصير توقيع الرئيس على اتفاقية روما؟ أم هنالك حجج وذرائع جديدة في قبعة الحاوي، سيخرجها على الناس بعد أيام؟
الموقف الثاني: حين يصر السيد محمود عباس على وقوف القتال في غزة أولاً، وبعد وقف القتال يصير التفاوض مع الإسرائيليين.
إن ظاهر الدعوة برئ وحنون، ويعكس موقف رجل حريص على دم الشعب الفلسطيني الذي استرخصه الأخرون، فيطالب بوقف إطلاق النار، ومن ثم كل شيء قابل للتفاوض.
هل الفلسطينيون إرهابيون، يقاتلون الإسرائيليين حباً بالقتال؟ فكيف تصير مطالبتهم بالتوقف عن القتال، ومن ثم الذهاب إلى طاولة المفاوضات؟
وإذا كانت طاولة المفاوضات مهمة إلى هذا الحد، فلماذا لم تذهب إليها إسرائيل مباشرة قبل بدء القتال، وقبل تقديم ألاف الشهداء والجرحى؟
إن الفلسطينيين يقاتلون مغتصب أرضهم، ومحتل بيتهم؟ الفلسطينيون يقاتلون من أجل فك الحصار عن وطنهم، وإنهاء لاحتلال، أي أن القتال جاء لوقف العدوان الإسرائيلي، ولإجباره على القعود على طاولة المفاوضات لفك الحصار، أما إذا اطمئن عدونا إلى أننا لن نقاتله، فإنه سيسخر منا، ويبصق على لحية قائدنا السياسي، وهو يزيح برجله طاولة المفاوضات.
وكأن السيد محمود عباس يتناغم بدعوته هذه مع موشي يعلون، وزير الحرب الصهيوني، الذي قال: هدفنا اليوم هو إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات! من حق يعلون أن يجلب حماس إلى الطاولة، ومن حقه أن يتحايل عليها، ولكن هل من حق عباس ذلك؟
وهل نسي الشعب الفلسطيني الأوامر الصادرة عن السيد محمود عباس قبل عشر سنوات، حين طالب بوقف انتفاضة الأقصى، وتجريد المقاومين من السلاح، بناء على حسن نوايا الاحتلال الإسرائيلي الذي لن يفاوض مع وجود الانتفاضة.
لقد تم ذبح الانتفاضة، وتم جمع السلاح، وتم استئناف التفاوض مع الإسرائيليين، فماذا كانت النتائج بعد عشر سنوات، ماذا تبقى من أراضي الضفة الغربية لم ينزرع مستوطنات؟
فهل يريد عباس من المقاومة أن تكرر نفس المأساة التفاوضية، هل يريد عباس أن يرى عزة عارية على طاولة المفاوضات بلا سلاح؟ هل يريد عباس أن يلف جدائل غزة المقاومة على يديه، ويجرها خلفه ذليلة إلى طاولة المفاوضات، تنتظر من اليهودي ذنب السمكة؟.
لا يا سيد عباس، شعبنا الفلسطيني المقاوم ليس إرهابياً، ومن واجبك كرئيس أن توقع على اتفاقية روما دون أن يتقدم إليك كل الشعب الفلسطيني بطلب.
لا يا سيد عباس، لن يتوقف القتال في غزة حتى لو مات آخر رئيس فلسطيني حزناً، لن يتوقف القتال قبل أن يوافق العدو على شروط الشعب الفلسطيني الذي أفرز قيادته من خلال ميدان القتال، وليس من خلال حجب شمس المقاومة بغربال.