تتعامل الكثير من الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة مع ضحايا العدوان من الشعب الفلسطيني بأنهم مجرد أرقام وتناسوا بأنهم بشر مثلهم لديهم أسماء وعائلات وعواطف ومشاعر وأحلام دفنت معهم، فكل ضحية لها قصة وحكاية مع الحياة مثل كل إنسان حي على وجه الأرض أينما كان، وحقا لنا أن نتساءل كبشر مثلكم فلماذا يقتل الإنسان الفلسطيني هكذا ويسترخص دمائه أمام أعينكم يا بشر؟ أما تعلمون يا من تضعون العداد اليومي أسفل الفضائيات أن كل رقم هو حياة إنسان تم وضع حد لها بكل وحشية وإجرام من قبل آلة الدمار الاسرائيلية بفعل انسان اسرائيلي ضد الإنسانية، أليس الفلسطيني بشر يقطن هذه المعمورة بحرية وكرامة منذ آلاف السنين، أليست هذه الأرقام تحمل أطفال ونساء ورجال غزة الذين يطحنون تحت هذا القتل الضروس في ظل الصمت العربي والدولي!! نحن لسنا نشرة أخبار أو تقارير عن الموت تنتظروها للفرجة على أشلاء جثث أطفالنا ونسائنا! نحن أرواح بشرية تعشق الحياة، هذا القتل الذي تشاهدوه خارج عن كل الأعراف والقوانين والأخلاق، تنفذه اسرائيل ليس باعتبارها كيان يحتل أرض فلسطين، بل باعتبارها مشروعاً ضد الإنسانية جمعاء، فماذا أنتم فاعلون يا بشر ؟! فأين أنتم من الإنسانية وإنسانية الإنسان الذي كرمة الله تعالي بأحسن خلقه؟! اسرائيل في هذه الحرب أعدمت الانسانية وسلبت حياة المواطنين الأبرياء وأراقت دم الانسانية بسبب جبروتها، ونظرت إلى الإنسان بأنه يستحق القتل وليس انسانا سويا له مشاعر واحاسيس، وجعلت من الارض جحيم البشر، كل ذلك بدعم وتشجيع من الدول الكبرى.
فمن غزة الى فضائيات العالم نحن لسنا أرقاما، إننا بشر مثلكم لنا الحق في الحياة بكرامة على أرضنا دون احتلال، نحن لسنا عداد لاستهلاك الكهرباء أو عداد للتصويت لبرامجكم الترفيهية وغيرها، نحن عداد الموتى تطايرت أجسادنا نتيجة استهدافها بالصواريخ والقذائف بكل وحشية وحقد أعمى، فبات الموت رفيقا لكل فلسطيني في كل يوم ليلا ونهارا، فأرواحنا باتت في السماء، فهل تستطيع عداداتكم أن تحصر أحلام وذكريات أرواح الضحايا وترصد دموع كل فلسطيني على هذه الأرض، وإذا كان منظر الدماء والأشلاء مؤلمة جدا للشعور الإنساني لديكم ، فهل من شعور واحساس لنا بذلك في المكان والذاكرة اليومية والتضامن الفعلي !! فإذا كان ذلك عليكم بأن توقفوا عداداتكم لأنها لا تساوى حياة إنسان فلسطيني أراقت دمائه على أرض الرباط الى يوم الدين، فنحن بشر وللعالم نعلنها ونبشركم بالبقاء والحياة .. ونقولها كما قالها الراحل عرفات يا جبل ما يهزك ريح، وكما قالها شاعرنا الكبير درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة !!