لا نحتاج مبادرات ولا مفاجآت أيها الرئيس

بقلم: طلال الشريف

لا أريد قراءة مفاجآت الرئيس ولا مبادراته ولن أتعب نفسي في التنبؤ بها ولكن أقول غزة تدمر والضفة تحتقن والمجهول هو شعار المرحلة على ما يبدو..

طرح المفاجآت والمبادرات من الشعب الفلسطيني أو قيادته ستكون ملزمة تاريخيا وقد تنزل بالسقف الفلسطيني الثابت تاريخيا بحجم شلال الدم الفلسطيني النازف منذ عقود. قد تضغطنا الظروف الآنية الذاتية والموضوعية فلا نحسن قراءة المستقبل ونجتهد فيما لا اجتهاد ذاتي فيه لانه ملك الشعب والأجيال وليس ملك جيل أو قيادة ما في زمن ما أو مكان ما أو حالة ما وخاصة ما حدث فينا من اجتهاد "قبول" أوسلو الذي ندفع فيه ثمنا باهظا حتى الساعة فما بالك من اجتهاد "عرض" تقدمه أنت سيادة الرئيس.

كي لا تحدث كارثة جديدة تحل بشعبنا أتمنى على الرئيس ألا يقدم مبادرات لأحد وليعمل بخطوات السياسة الممكنة لفائدة هذا الشعب والتي نضيعها بأيدينا في كثير من المحطات والاخطاء والمكتسبات. تقديم الرئيس لمبادرات سيصبح إلتزام بالمستقبل الذي ليس ملكه ولا ملك لقيادة فشلت لعقود ولا داعي لإجتهادها في انتظار قيادة منتخبة من جديد .. لست أنت الذي يجب أن يقدم المبادرات لكي لا تصبح طروحاتك أيها الرئيس سيفا مسلطا على رقاب القضية والمستقبل.

دع العالم كله يقدم مبادرات وعلينا قراءتها وتفنيدها واكتشاف مصالحنا الوطنية فيها ومن ثم التعامل معها خاصة ومنطقتنا في مهب ريح عاتٍ تتغير فيه العادة والسلوك والتحالفات والمصالح والثوابت والاخلاق والمرتكزات بسرعة البرق.

الأفضل السيد الرئيس أن تقدم برنامج عمل دون إشعار الآخرين من الأعداء والأصدقاء وتجهيز أدوات ومستلزمات العمل لهذا البرنامج وهذا يتطلب الاعداد وليس الفضائح ولقطات الأكشن .. فقد يتطلب بيان بموقف أنهم فعلوا كذا ولذلك طريقنا هي هكذا وتحشد الشعب معك على برنامج عمل وليس مبادرة أو مفاجأة فقضية فلسطين ليست فيلما سينمائيا يحتاج لدعاية في الاعلام ليحضره المشاهدون. هذا تخريف وليس سياسة.

الله يستر من مفاجأة الابداع للرئيس .. هل ستغادر أوسلو والمفاوضات وتحل ما ترتب عليهما من سلطة؟ أم سنقفز في الهواء بأفكار " قد " مثل أوسلو لعقود قادمة ؟

ليس من حقك أيها الرئيس أيضا أن تقدم مبادرات جديدة بحكم الفشل السابق أي أن أي مبادرة جديدة لا تبنى على ما سبق من مشروعك "أوسلو " هي قفزة في المجهول الفلسطيني الجديد وتتطلب أن تعلن فشل أوسلو يا سيادة الرئيس وتغادر المسرح ومن معك وليتدبر الشعب الفلسطيني أمره مع قيادة جديدة منتحبة ..