تعالو نعترف كوطنيين :: ومن هنا ورايح راح نحكي بالبلدي كمان وبدون مصطلحات لأنو كلام السياسة الكبير ممكن ما يوصل الفكرة..
للتذكير الاسرائيليون لم يعلنوا حتى الآن انتهاء الحرب أو عمليتهم المسماة الجرف الصامد بل كل ما حدث هو وقف إطلاق للنار ...
لو صدقنا الرواية الإسرائيلية بأن خسائرهم في الجنود هم 71 قتيلا عند وقف إطلاق النار وهناك مئات الجرحى عدد منهم في حالة موت سريري أو في وضع حرج جدا ومن المحتمل أن مات منهم أو سيموت عدد آخرفتصبح خسائر الجيش الاسرائيلي ما يقارب المائة قتيل وهو عدد كبير وغير مسبوق من فعل الفلسطينيين على الأرض الفلسطينية في أقل من شهرين .... ودون شرح كثير للفارق الكبير في كم ونوع التسليح المتوفر لدى اسرائيل من طائرات ودبابات وبوارج ولوجستيات حربية رهيبة تصبح خسائر الجيش الاسرائيلي البشرية كبيرة حقا رغم أن المعركة البرية كانت في الحيز الجغرافي الصغير من فلسطين وهو غزة أو بمعنى أن خسائر الجيش الاسرائيلي المهاجم لأرض الخصم أو العدو في العرف العسكري الذي من المنطق أن يكون الاقل خسائر كان هو الأكبر خسائر في الجنود وهذا له احتمالان لا ثالث لهما إما ضعفا وغباء اسرائيليا أو قوة وذكاء في المقاومة ...
العدد الكبير من الشهداء والجرحى المدنيين الفلسطينيين مقابل الجرحى والقتلى المدنيين الاسرائيليين لا يقارن حسب الرواية الاسرائيلية وهذا يؤكد استهداف المدنيين الفلسطينيين وهي جرائم حرب حقيقية مع سبق الإصرار والمعرفة والتقدير إذا قارنا بين الصواريخ البدائية الفلسطينية وقمة التكنولوجيا والصواريخ التي تستخدمها اسرائيل ....
على ما يبدو أننا بعد الحرب بساعات أدركنا أن فلسطين غير موحدة ولا توجد مصالحة رغم ما كان واضحا من سلوكيات حمساوية عنيفة وخطيرة ضد الفتحاويين أثناء الحرب حيث عاد طرفي الانقسام بعد وقف إطلاق النار لممارسة هواياتهم في تعميق الانقسام وكان خطأ حماس أن تتعامل مع الواقع الفلسطيني والمنافسين السياسيين الفلسطينيين بعد الحرب وكأن الانتصار أو الصمود في الحرب ليس هو على اسرائيل فقط بل وعلى الخصوم من الفلسطينيين وهذه اشكالية خطيرة في تفكير حماس وبنفس أخطاء صفة الانعزالية الاخوانية والاقصائية التي لم تحسن رد المعروف بالمعروف باللغة العامية حين وقفت معها كل المكونات الوطنية الفلسطينية وأظهرت موقف ومطالب حماس على أنها موقف ومطالب الشعب الفلسطيني ولم تخدعها أو تتركها وحدها كالحروب السابقة أو انتظار هزيمتها وهذا يحدث في السياسة وفي الحروب وما كان من الممكن أن يضعف موقف حماس وخاصة بعد الحرب كان على حماس أن تفهم أنه لم يعد من يريد تقديم المساعدات وأموال الاعمار إلا من خلال السلطة المعترف بها ولا أخفي حقيقة أن الحمساويين بمنازلهم ومؤسساتهم ومشاريعهم كانوا الأكثر تضررا في الحرب وهم الذين يجب أن يسهلوا عملية الاعمارلمصلحة عناصرهم وليطيبوا نفوس المتضررين الآخرين لإستعادة جزء من شعبيتهم لو أدركوا السياسة وليس العنجهية ...
الآن أدركنا أن ما حدث من انقسام هو أصل أو شبيه أو تحول نحو الصوملة وليس نحو ربيع العرب المخرفن بسبب بسيط جدا أنه كان على السلطتين المنتيية ولايتهن منذ زمن طويل الرحيل والاسراع في اجراء انتخابات هي حق للشعب الفلسطيني ولكن المحزن أنهما مازالتا تتبادلان الأدوار في تخريب عملية استعادة الوحدة لشعبنا الفلسطيني ولا يمكن للعقل أن يستوعب بأن ما يحدث هو وضع طبيعي لأن الحل واضح لو أن هذه القيادات تتحلى بأبسط قواعد المسئولية التاريخية عما يحدث لشعبنا ... لازلت عند رأيي أن قطر تتحكم في القرار الحمساوي والقرار العباسي معا وهي تدير دفة الحكم في فلسطين الهادف لاحلال حل لغزة بعيدا عن الوحدة مع الضفة لخدمة المشروع الصهيوني وليس أدل على ذلك من التنسيق المتواصل بين عباس ومشعل وقطر في كل صغيرة وكبيرة فمن رأى حماس أثناء الحرب وادارتها للمعركة لا يتصور بأنها حماس التي تتصرف الآن استجابة لنكشات وترهات عباس لتخريب ما يعتقد الناس بأنها مصالحة والخارجين من الحرب والدمار لشعب أضاعوا مستقبله مثل حماس وعباس عادوا لذبح الشعب الفلسطيني بعد مذبحة غزة التي ارتكبها الاسرائيليون فالأهداف أصبحت وكأنها تؤدي لنفس الغرض فالحرب الأهلية أصبحت المرحلة الثانية من الحرب الاسرائيلية على غزة .. ولو أن الشعب الفلسطيني غبي لدرجة لا تصدق سيصدق أن ما يفعله عباس ومشعل بالأمس في قطروهم يتفقون واليوم يختلفون فجأة وبتعمد فهل هذه التصرفات ناتجة عن حالة استظراط كاملة للشعب الفلسطيني يقوم بها عباس ومشعل وتميم؟ ...
الزنة التي لم أعرفها أو أسمع بها إلا في الحرب ذكرتني بأن المعارك الضارية مثل المباريات الحاسمة في كأس العالم قد تكشف عن نجم جديد يصبح حديث الناس ولن ينسوه فالزنة لن تنسى من الآن فصاعدا ...
يتبع