هل من تغير استراتيجي للتحالفات الاقليميه بتطور العلاقات الايرانيه المصريه

بقلم: علي ابوحبله

كل الدلائل تشير الى ان مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تسعى لترسيخ دور مصر الاقليمي في المنطقه ، وان زيارة الرئيس المصري الى موسكو والاتفاقات التي تم التوصل اليها بين روسيا ومصر توحي ان هناك تغير استراتيجي بالتوجهات المصريه لإعادة التوازن للعلاقات التي تربط مصر بالتحالفات الدوليه ودول الاقليم ، ما تواجهه منطقة الشرق الاوسط من ارهاب يستهدف المنطقه برمتها ويهدد امن واستقرار الشرق الاوسط وبلدان الوطن العربي تحديدا ، وان الحركات المتطرفة في واقعها وحقيقتها صناعه امريكيه غربيه مدعومة من بعض دول الاقليم وان هذه الحركات تشكل البوابه الرئيسيه للتدخل الامريكي الغربي الصهيوني بغطاء دولي وتحت مظلة دوليه تحت مسمى محاربة داعش والإرهاب ، ان الارهاب الذي يستهدف سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا هو بحقيقته وواقعه يتم بمظله اقليميه وبغطاء دولي هدفه الاستراتيجي استهداف دول المنطقه وان خطر الارهاب اصبح يتهدد تلك الدول التي احتضنت ومولت الارهاب على سوريا والعراق ولبنان واستهدفت النيل من مصر ، ان خطر ما يتهدد المنطقه يهدف ضمن ما يهدف لتحقيقه تصفية القضية الفلسطينيه وتقسيم المنطقه ضمن استراتجية تقود لإعادة ترسيم وتقسيم المنطقه وفق ما يحقق اهداف امريكا لحماية مصالحها وتامين امن اسرائيل ، ان مخطط ايجاد شريط حدودي للفصل بين اسرائيل وسوريا مع حدود الاردن في منطقة الرمثا يهدف لايجاد منطقه عازله على غرار الشريط الحدودي الذي انشئ سابقا في جنوب لبنان ويهدف الى تامين امن اسرائيل هذا ما اوضحت عنه اسرائيل بدعمها لجبهة النصره للاستيلاء على معبر القنيطرة والإعلان عن دعم اسرائيل للجماعات الاسلاميه المناهضه للدولة السوريه ، ان التحرك المصري المدعوم اقليميا لحل ألازمه السوريه وجمع اطراف المعارضه السوريه مع الدوله السوريه ضمن سياسة دعم الوحدة الجغرافيه السوريه واحترام الاراده الشرعيه للشعب السوري قد تقود لتغير في معادلات الصراع في المنطقه ، محمد حسنين هيكل سبق وان دعى لضرورة اعادة العلاقات المصريه الايرانيه وطالب بضرورة عودة العلاقات الديبلوماسيه المصريه الايرانيه وفق مفهوم يقود لتحول استراتيجي في التحالفات الاقليميه ويعيد لمصر ثقلها الاقليمي والدولي عبر اعادة صياغة تحالفاتها ، محمد حسنين هيكل الذي يدعم الشرعيه المصريه وعبر العديد من الندوات السياسيه والمقالات الصحفيه يصر من خلالها على ضرورة اعادة مصر لعلاقاتها الاقليميه وضرورة عودة العلاقات الايرانيه المصريه ، ان الايماءات الايرانيه توحي لتوجيه رسائل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رغبة ايرانيه لإعادة العلاقات المصريه الايرانيه وفق مفهوم استراتيجي يعيد لمصر دورها الاقليمي والدولي ، مستشار الامام على الخامانائي على اكبر ولاياتي وفي تصريحاته امام الوفد الصحافي المصري ان انتصار غزه ما كان ليتحقق لولا صمود اهالي غزه ومقاومتهم ولولا الدعم المصري للمقاومة ، ويؤكد ولايتي ان ايران لن تتردد في تقديم أي نوع من المساعده والدعم الى الفلسطينيين ما يمكنهم من تحرير اراضيهم كاملة ويشدد على ان ايران تحترم ارادة الشعب المصري في ما يختار ومن ينتخب ، مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يؤكد خلال لقائه الوفد الصحافي المصري في مقر وزارة الخارجية الإيرانية في طهران أن مصر لها مكانة وموقع خاصان ولا يضاهيها أي بلد آخر أو تعوض تراجعها أي دولة أخرى. عبد اللهيان يقول إن بلاده ترغب في أن تتجاوز مصر مشكلاتها سريعاً، وتعود إلى موقعها الطبيعي ودورها في حل مشكلات الشرق الأوسط مشيراً إلى ان ايران على استعداد لمساعدة الحكومة والشعب على تأدية مصر لدورها. هذه التصريحات الايرانيه تعبر عن تغير استراتيجي في الموقف الايراني تجاه مصر ، وان القضية الفلسطينيه هي عامل اساسي في الجمع بين كافة الفرقاء في المنطقه ، وهي تشكل اولى الاولويات في الصراع بين المحاور الاقليميه ، ان تطور العلاقات الايرانيه المصريه ان تمت وسارت بخطى سريعة فان ذلك يقود لتغير استراتيجي في المنطقه ويقود الى تحالف اقليمي من شانه ان يعيد التوازن للعلاقات الاقليميه ويوقف الصراع الدامي الذي تشهده المنطقه ويوقف خطر التدخل الخارجي الذي تعد له امريكا والغرب تحت مظله دوليه ضمن ما يتم الترويج له للتصدي لتمدد داعش ووقف الخطر الذي يتهدد بلدان المنطقه ، وان هذا التحالف من شانه دعم القضية الفلسطينيه ودعم الموقف الفلسطيني للتصدي للمشروع التهويدي الذي يستهدف تهويد الارض الفلسطينيه والتوسع الاستيطاني وفصل الضفة الغربيه عن قطاع غزه ، ان العديد من دول المنطقه يخشى من التقارب الايراني المصري ويتخوف حقيقة من التغير الاستراتيجي الذي سيحدثه هذا التقارب وإحباط المخططات التي تستهدف المنطقه ، لا شك ان هناك من يحاول افشال أي محاوله لهذا التقارب وان هناك قوى تحاول وضع الالغام امام التقارب وتتخوف حقيقة من الايماءات الايرانيه لكن وبحقيقة الواقع فان هذا التقارب الاستراتيجي ان حصل سيغير حقيقة من قواعد اللعبه في صراع المحاور ويقود لفرملة سرعة الاحداث ووقف التآمر الذي يستهدف دول المنطقه ويعيد لمصر دورها الطليعي والدولي والإقليمي لإيقاع ضبط الاحداث ويعيد لها قيادة العالم العربي ، وفق ما يحقق للمنطقة العربية وآلامه العربية والاسلاميه تطلعاتها لتحقيق امنها الاستراتيجي واعادة الاهتمام بالقضايا القوميه العربيه والاسلاميه وعودة الاولوية لقضية الصراع العربي الاسرائيلي وتصدر القضية الفلسطينيه اولى اولويات الصراع في المنطقه