مخاطر السياسة الامريكيه بتشكيل تحالف اقليمي لمحاربة الارهاب ويستهدف سوريا وإيران ولبنان وتصفية القضية الفلسطينيه

بقلم: علي ابوحبله

ان امريكا وهي ترفع شعار محاربة الارهاب مسلحة بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2170 الذي يشكل حلقه من حلقات التآمر على سوريا ولبنان وإيران والقضية الفلسطينيه ، اذ لا يعقل تشكيل تحالف اقليمي من دول المنطقه التي يستهدفها الارهاب وإبعاد كل من سوريا وإيران ولبنان ، امريكا فشلت سياستها في سوريا واخفق حلفاء امريكا مما يسمون انفسهم اصدقاء سوريا بتحقيق هدفهم لإسقاط الدوله السوريه ، من باب محاربة داعش تسعى امريكا لتشكيل تحالف اقليمي يستهدف امن المنطقه برمتها ، حلفاء سوريا يدركون مخاطر التوجهات الامريكيه وانعكاس تشكيل تحالف اقليمي في المنطقه على امن المنطقه ، تحذير وزير الخارجية الروسي سيري لافروف ان تستغل امريكا وحلفائها الاقليميين عنوان محاربة داعش لتوجيه ضربات للجيش العربي السوري لاضعاف قدرات الجيش العربي السوري مقابل تقوية قوى الاعتدال للمعارضة السوريه بحسب التصنيف الامريكي ، ان امريكا تستهدف من ابعادها لدول ذات اهميه في محاربة الارهاب هو استهداف لهذه الدول لأجل محاولة امريكا وحلفائها من استكمال المشروع الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد بعد ان فشلت امريكا بتحقيق مبتغاها عبر ادواتها لزرع الفتنه المذهبيه الشيعيه السنيه في المنطقه من خلال استغلالها لداعش وجبهة النصره ، صحيفة عكاظ السعوديه وبقلم على بن حسن التواتي في مقال بعنوان ألاستراتجيه المفقودة جاء فيه ولضمان النجاح لا بد أن تكون أهداف التحالف الإقليمي لمحاربة الإرهاب في سوريا واضحة منذ البداية وأن تتعامل أولا وقبل كل شيء مع أصل العلة وماكينة توليد الإرهاب وهي النظام السوري الفاقد للشرعية بالسعي لإسقاطه بأسرع وقت ممكن واستبداله بنظام متوازن للحفاظ على ما تبقى من بنية الجيش السوري وإعادة تسليحه لتنتظم تحت رايته كافة القوى العسكرية من غير (تهميش) ولا (اجتثاث). وحينها يمكن التحرك من دمشق لبسط سيادة الدولة على كافة أرجاء القطر السوري ..هذا المفهوم لهذا التحالف الاقليمي الذي تسعى امريكا لتشكيله يستشف منه استكمال حلقات التآمر التي تستهدف الدول الخارجه عن بيت الطاعة الامريكي ، الرئيس الامريكي اوباما يسعى لخلق ميلشيات في منطقة الشرق الاوسط تخدم السياسة الامريكيه والمصالح الامريكيه في المنطقه وهو في هذا يدعم قوات البشمركه في شمال العراق ويدعم نظام الصحوات في العراق ويدعم تنظيمات ارهابيه بعينها في سوريا لتحقيق اهداف المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقه ضمن سياسة عنوانها ارهاب دول المنطقه لتبقى تحت العباءة الامريكيه ، الجنرال ديمسي رئيس هيئة الاركان للجيوش الامريكيه بتصريح جاء فيه امريكا غير مضطرة للتدخل البري في حرب لا ترى فيها الولايات المتحدة تهديد مباشر لأمنها ،ان ما تسعى الولايات المتحدة اليه ايجاد نوع من التحالف الاقليمي والدولي تحت المظلة الامريكيه يهدف اساسا للحفاظ على المصالح الامريكيه في المنطقه وضمن امن الكيان الاسرائيلي الى جانب استمرار تدفق النفط الى الاسواق العالميه وتعمل من خلال التحالف الاقليمي لتامين امن ادواتها وحلفائها في المنطقه وتحد من أي تمدد للدولة الاسلاميه في العراق وبلاد الشام وعنوانها داعش ، ان نواة هذا التحالف الاقليمي مهد له بالاجتماع الذي تم في جده بناء على الدعوة السعوديه ، والذي ضم كل من السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر، حيث تم مناقشة كيفية مجابهة خطر الدولة الإسلامية في العراق وإيجاد حلا سياسيا للازمة السورية. والان تتضح معالم الصورة بشكل أوضح وخاصة بعد التصريحات الامريكية حول العمل على تشكيل "تحالف أساسي" لمحاربة مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق، داعية الى تأييد واسع من حلفائها وشركاءها مستبعدة في الوقت ذاته، إرسال قوات برية إلى العراق ومستبعدة مشاركة ايران ومصر وسوريا في هذا التحالف الذي يضم تركيا اضافة لدول المنطقه وحلف الناتو . الولايات المتحدة الامريكيه ستقحم حلف الناتو وخاصة في تسديد الضربات الجوية هنا وهناك. وهي بهذا تسعى الى تكوين تحالف إقليمي ودولي قائم على توزيع او تقسيم العمل بين أطراف التحالف بحيث يكون هناك من يمول العمليات ويدفع معاشات المرتزقة من المقاتلين سواء من العناصر ألإرهابية أو من وحدات مقاتلة مكونة من جيوش الدول ألإقليمية الى جانب تسديد فاتورة الأسلحة ألمستخدمة وهناك من سيقوم بتوفير أجهزة الاتصالات ومن يقوم بعمليات التدريب وتوفير الأسلحة. والذي يبدو أن التحالف الإقليمي سيضم معظم الدول الخليجية والأردن الى جانب تركيا وإسرائيل. في الاجتماع الذي عقد على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز لوضع إستراتيجية لمواجهة تنظيم "الدولة ألإسلامية من قبل وزراء الخارجية والدفاع لعشرة دول مشاركة صرح كيري "نحتاج إلى مهاجمتهم على نحو يحول دون استيلائهم على مزيد من ألأراضي وأضاف "علينا تعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم من دون أن نلتزم بإرسال قوات برية هذا خط أحمر ولا شك ان هذا القول ذو دلالة بمعنى أن الولايات المتحدة ستعمل على عملية احتواء "الدولة الإسلامية واستخدامها كحصان طروادة للتدخل في شؤون ألبلاد وإبقاء الدول رهينة وأسيرة للولايات المتحدة وتحت سيطرتها، خوفا من البعبع الذي أوجده الفكر الوهابي الإرهابي والذي رعته وغذته الأموال والثقافة ومناهج التعليم السعودية وبعض الدول ألخليجية والذي تدرب وتتلمذ عناصره على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية وغيرها من المخابرات الإقليمية والغربية، لاستخدامهم في تحقيق الاجندات والمصالح لهذه الدول. وتصريحات المسؤولين الامريكيين حول الاحتواء وليس ألقضاء على الأقل في هذه المرحلة بالتحديد ما يوحي ان لهذه التنظيمات الإرهابية في المنطقة وخاصة في سوريا وخارجها والتي قد تصل الى القوقاز مهمات لم تستكمل بعد . ان استبعاد سوريا من المشاركة بالتحالف الاقليمي لما يسمى بمحاربة الارهاب هو ان سوريا دوله ذات سيادة ولا ترغب في ان تكون تابعه لأحد او تتلقى تعليمات من احد وان المنضوين في التحالف الاقليمي يتآمرون على سوريا وهم ينادون لإيجاد قوى اعتدال في سوريا تحت مظلة ما يسميه التحالف الاقليمي لمحاربة الارهاب والتطرف وهم في ذلك يدعمون جبهة النصره وينسقون معها وان جبهة النصره مرتبطة بإسرائيل ومخططها لا يجاد منطقة عازله في جبهة الجولان وان هذه من دلائل مخاطر السياسة الامريكيه لتشكيل التحالف الاقليمي لمحاربة الارهاب والذي هو في حقيقته استكمال للمشروع الامريكي الصهيوني لتدمير سوريا وتصفية القضية الفلسطينيه ، امريكا التي تحاول استعادة هيمنتها وحكمها وتحكمها القطبي الاحادي في حكم العالم تعمل جاهدة لعزل روسيا عن محيطها الدولي والإقليمي وإغراقها في ألازمه الاوكرانيه وان اجتماعات ويلز لحلف الناتو التي عقدت بحضور ما يقرب من 60 رئيس دولة بالإضافة الى حلفاء وشركاء الحلف لحضور المؤتمر السنوي لحلف الناتو. على جدول الاعمال لحلف الناتو ثلاثة نقاط رئيسيه منها الوضع في أوكرانيا والخطوات العسكرية والاقتصادية لدول الحلف التي يجب اتباعها لتحجيم الدور ألروسي والدعم العسكري للحكومة الانقلابية في أوكرانيا لتأهيلها للقضاء على ما يسمونه بالتحركات الاحتجاجية في شرقي البلاد وخاصة في دونيتسك ولوغانسك وهي الأقاليم التي تدعو للانفصال عن أوكرانيا نتيجة السياسات العنصرية التي تتبعها الحكومة في كييف ضدهم، ولجوء الجيش الاوكراني الي العدوان على سكان هذه ألأقاليم بدعم واضح من الولايات ألمتحدة وعدم إعطاء فرصة للحلول ألسياسية التي تأخذ بعين الاعتبار حقوق سكان هذه الأقاليم وذلك تحت مظلة الفيدرالية. وشكل الوضع في أفغانستان وعملية الانسحاب المرتقبة لقوات الحلف عام 2015 النقطة الثانية على جدول الاعمال. أما النقطة الثالثة فهي المتعلقة بمكافحة الارهاب للدولة الإسلامية في العراق وسوريا ، فالإرهاب في العراق هو نفس الارهاب في سوريا وغيرها من دول ألإقليم ويجب التعامل معه على هذا الأساس. وانطلاقا من هذا الفهم لا يمكن محاربة الارهاب في العراق وتقديم الدعم له في سوريا لمحاربة الدولة السورية بهدف اسقاطها وتغيير النظام بها،. ان زيارة وزير الخارجيه الامريكي جون كيري للمنطقه واجتماعه مع العديد من المسؤولين لدول المنطقه تحمل اشارات وعلامات استفهام وان اجتماع جده الذي يجمع دول الخليج وبحضور مصر لتشكيل التحالف الاقليمي يترافق مع مطالب هذه الدول من الامريكيين لنزع مسببات تشكيل التنظيم المتشدد في علاقة الوضع في العراق وسوريا وسبق لوزراء الخارجيه العرب في اجتماعهم في القاهره يوم الاحد الماضي الموافقه على اتخاذ كل التدابير الممكنه لمواجهة الدوله الاسلاميه في العراق وسوريا ، ان الارهاب في العراق وسوريا تغذيه الدول المشاركه بالتحالف الاقليمي المنوي تشكيله وان مشاركة تركيا وقطر والسعودية ومصر في هذا التحالف يثير الشكوك حول اهداف التحالف الاقليمي لمحاربة داعش وتنظيمات اسلاميه خاصة وان المجموعات الارهابيه التي تعمل في سوريا تتدفق عبر هذه الدول وهذا ما سهل تمددها وعملها في العراق ولبنان ،واشنطن وضمن مخططها واستراتجيتها تقود المنطقه الى حرب جديده غير محسوبة النتائج وهي تحاول من وراء استراتجيتها لخلق المزيد من بؤر التوتر والفلتان الامني والفوضى لتعم المنطقه ضمن ما عليه الوضع في ليبيا توطئة لتحقيق امن اسرائيل وترسيخ وجودها في المنطقه واشغال دول المنطقه بحرب تبدأ ولا تنتهي ، ان امريكا تسعى لتوريط الدول العربيه في المواجهات البريه مع داعش على ان تقوم الدول الغربيه المنضويه تحت لواء حلف الاطلسي الناتو بتوفير الغطاء الجوي وفي النهاية الضحايا جميعهم من العرب المسلمين ، ان هدف الاستراتجيه الامريكيه هو اغراق المنطقه بالفوضى ضمن مشروعها للشرق الاوسط الجديد وهدفه خلق الفوضى الخلاقه التي تمكن الاستراتجيه الامريكيه من تمرير مخططها التامري الذي يستهدف سوريا والعراق وايران ولبنان ضمن مسعى يهدف لتصفية القضيه الفلسطينيه ، ان محاربة الارهاب ان صحت التوجهات الامريكيه هو بالتنسيق والتعاون ليشمل كل دول المنطقه وهذا هو .هذا هو المقياس الحقيقي والمحك للحكم على صدق النوايا في محاربة الارهاب. والإرهاب منظومة متكاملة ومحاربته تستدعي مجابهته عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا، وهذا يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية على هذه الأسس وليس على أسس انتقائية، واستخدام محاربته كذريعة للهيمنة على المنطقة. فهل ما يسمى "بالمجتمع الدولي" جاد بمحاربة الارهاب بشكل متكامل؟وهل بمقدور المجتمع الدولي وضع حد للارهاب الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني خاصة وان جرائم غزه ماثلة للعيان ان الارهاب واحد لا يمكن تجزئته ولا يمكن فصل بعضه عن بعض وان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينيه والعربيه هو ارهاب قائم بذاته ، وان ممارسة اسرائيل بسياسة التهويد والاستيطان والقتل والاعتقال السياسي هو خطر دوله وهو جريمة بموجب القانون الدولي وهو الوجه الاخر للإرهاب الذي يستهدف سوريا والعراق ولبنان وتتم تغذيته من قبل امريكا والتحالف الاقليمي المنوي تشكيله ، وان الامر يتتطلب من الشعوب العربيه الوعي لمخاطر الاستراتجيه الامريكيه وخطرها على امن المنطقه وان امريكا تعيدنا لخمسينات القرن الماضي ولسياسة التحالفات الاقليميه وتعيدنا لحلف بغداد وغيره وهذا يتطلب تحرك جماهيري لا سقاط التحالفات المستجده باهدافها ونواياها التي اصبحت واضحة وهدفها التامر على القضيه الفلسطينيه وتقسيم سوريا والعراق واغراق لبنان بالفتنه المذهبيه الطائفيه