الإستراتجية الأمريكية لمحاربة داعش تجسد الانقسام الدولي والإقليمي حول الصراع على سوريا

بقلم: علي ابوحبله

الرئيس الامريكي اوباما بإستراتجيته لمحاربة داعش يعلن عن اهداف ونوايا تشكيل التحالف الاقليمي الذي عنوانه محاربة داعش وحقيقته استكمال المشروع التآمري الامريكي الصهيوني بالتحالف مع النظام العربي المتامرك لاستكمال مخطط اسقاط الدوله السوريه وعزل ايران وإضعاف المقاومه في لبنان واستهداف قوى المقاومه في فلسطين توطئة لتصفية القضية الفلسطينيه ، الرئيس الامريكي اوباما يضرب على وتر الخلافات المذهبيه ويدعوا لتجميع السنه في المنطقه لمحاربة التطرف الاسلامي بحسب توصيفه.

وان الرئيس الامريكي اوباما اعلن انه مستعد لشن ضربات في سوريا ضد داعش حيث صرح انه لن يسمح بأي ملاذ امن للتنظيم ، وفي خطاب الرئيس الامريكي اوباما للكشف عن استراتجيته لمحاربة داعش قال هدفنا واضح سنضعف تنظيم داعش وندمره في نهاية المطاف من خلال استراتجيه شامله ومتواصلة لمكافحة الارهاب مشددا على انه سيلاحق متشددي التنظيم اينما كانوا ، وفي سياق كشفه عن ألاستراتجيه الامريكيه كشف الرئيس الامريكي عن زيادة المساعده العسكريه المخصصه للمعارضة السوريه.

اجتماع جده الذي يعقد بحضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري وكل من وزراء خارجية تركيا والأردن وقطر والإمارات ومصر هو استكمال للخطة ألاستراتجيه الامريكيه لإنشاء التحالف الاقليمي لما سمته محاربة داعش والتنظيمات الاسلاميه المتطرفة ودعم المعارضه السوريه المعتدلة بحسب التوصيف والتسميات لمحاربة داعش على الاراضي السوريه ، ان الوضع في الشرق الاوسط مرشح لمزيد من التصعيد القتالي في ظل التباين الحاد في المواقف والرؤى الامريكيه والروسية حول كيفية محاربة ما يسمى التطرف التكفيري في المنطقه ، ألاستراتجيه الامريكيه تقود الى سياسة التمحور والتمرس حول المواقف وتقود لتصعيد الصراع على سوريا بعد ان اعلنت السعوديه عن استضافتها لمعسكرات تدريب للمعارضة السوريه.

لقد انساقت الاداره الامريكيه في استراتجيتها لمحور السعوديه للتدخل العسكري في سوريا والتي تهدف الى تقسيم سوريا ، ان التحالف الاقليمي في المنطقه يهدف الى ضم قطر وتركيا للتحالف مع السعوديه لأجل تطويع العراق وعزله عن ايران وسوريا ضمن استراتجيه تهدف لتأجيج الصراع في سوريا عبر اشعال جبهة تركيا والأردن وإسرائيل مع سوريا لإشغال الجيش العربي السوري وتشتيت قواه تمهد لسيطرة المعارضه على اكبر اجزاء سوريا لإضعاف سيطرة النظام على الارض ضمن محاولة قلب موازين القوى على الساحة السوريه ، تركيا من جانبها تسعى لحث حلف الاطلسي لإنشاء منطقة حظر طيران في الشمال السوري وتقوية المعارضه المسلحه في سوريا.

المعادله السوريه تعود لتشكل عامل انقسام في الموقف الدولي وتقود لسياسة الاصطفاف في عملية الصراع التي تشهدها المنطقه ، تحذيرات وزير الخارجية الروسي سيري لافروف من حقيقة وأهداف نوايا التحالف الاقليمي لضرب داعش من التخوف لاستهداف الجيش العربي السوري ، مما ينبئ باختلاف امريكي غربي مع روسيا والصين باستصدار قرار من مجلس الامن لتشكيل غطاء للتحالف الاقليمي للتدخل في العراق وسوريا لضرب داعش ، ويفشل مسعى الرئيس الامريكي الذي يسعى لترؤس جلسات مجلس الامن مع نهاية الشهر الحالي بداية الشهر القادم لهذا الغرض.

وان روسيا ستسعى لتقوية تحالفها مع ايران وتفعيل منظمة شنغهاي ودول مجموعة البر يكس لتعزيز مفهوم محاربة الارهاب والوقوف في وجه التحالف الاقليمي الامريكي الهادف لضرب سوريا وإسقاط الدوله السوريه وعزل ايران ، ان حقيقة وواقع ألاستراتجيه الامريكيه لمحاربة الارهاب " داعش "هي لخدمة المصالح الامريكيه الغربيه في المنطقه ، وان امريكا تسعى لإعادة مكانتها وهيبتها الدوليه والاقليميه من خلال ترؤسها لهذا الحلف الاقليمي وهي تسخر جميع الموارد الماليه العربية والنفط العربي لخدمة ألاستراتجيه الامريكيه ، وان الولايات المتحدة الامريكيه تعطي للسعودية الدور القيادي التنفيذي لهذا التحالف.

هناك صراعات اقليميه وتمحورا اقليميا تشهدها المنطقه وهذا ينبئ بتصدع التحالف الاقليمي الذي يسعى وزير الخارجية الامريكي جون كيري لإنشائه قبل الاعلان عن موعده ، هناك مصالح تركية قطريه تتعارض مع السعوديه وأطراف اخرى في التحالف الاقليمي وان مصر لا يمكن لها القبول ان تتبع السعوديه في قيادتها لهذا التحالف ، ويبقى السؤال عن موقع اسرائيل في هذا التحالف ، ان السياسة الامريكيه هي سياسة صب البنزين على النار وهي سياسة تقود لزيادة الصراعات وزيادة بؤر التوتر في المنطقه وانتشار العنف والتطرف ، وهي تجسد الصراع الاقليمي والدولي حيث ان روسيا ستدافع عن وجودها ومصالحها وحلفائها ولن تسمح بإسقاط سوريا او عزل ايران مما ينبئ بمخاطر حقيقيه تتهدد المنطقه بفعل انخراط دول الاقليم في الصراع الدامي الذي يتهدد الامن والاستقرار الدولي والإقليمي نتيجة السياسات والممارسات الامريكيه الخاطئة والتي جميعها تهدف لخدمة امن وترسيخ وجود اسرائيل على حساب امن المنطقة والأمن القومي العربي.