بندقية بلا رصاص ...وقاتلة

بقلم: مصطفى أبو السعود

لا تغضب لو لم تكن ممن يتقن فن مداعبة ومغازلة البندقية التي تطلق الرصاص وتقتل الاجساد
داخل ميدان المعركة لجهلك بفنون العزف على اوتارها ، لكن من المؤكد ان الله اختارك لتكون عازفاً ماهراً على بندقية بلا رصاص توجه من خلالها الضربة القاضية للعدو خارج حلبة المصارعة، وتكشف قدراته الهشة وقذاراته الضخمة، وتؤكد للجمهور بأن الذي مارس دور الحَملَ سنين طويلة هو في حقيقة الامر وحش ليس في قلبه للبراءة مثقال ذرة من مشاعر، وليس له في عالم الاخلاق من خلاق.
فيا ايها الصحفي والاعلامي :
كم كنت رائعاً وانت تقدم نفسك قرباناً للحقيقة لتضعها على موائد صناع القرار داخلياً وخارجياً، وتنقل ابداعات العدو في قتل الاطفال والنساء وهدم البيوت على ساكنيها دون رحمة، وابداعات المقاومة في الدفاع عن شرف الامة، ورغم انك انسان وتتاثر بالاحداث الا انك جسرا جسورا تؤدي رسالتك بكل اتقان ، فلم تزحزك قسوة مناظر الاشلاء عن نقلها للعالم وكتمت غضبك وحزنك بداخلك، كي توصل للعالم صوت الشعب الذي يضحى دون تذمر ويقف خلف المقاومة بكل بسالة.
وان غزة تثمن دور الاعلاميين الاحرار الذين واصلوا العمل ليلا نهار فكانوا كالجنود على الحدود منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، ونقول لهم بارك الله في جهودكم ، فأنتم مصباحنا الذي ينير لنا الطريق إذا ادلج الليل ، والمرآة التي تنقل للعالم صورتنا الحقيقة بأننا أصحاب حق ولا نعتدي على احد، ولولاكم لماتت اجساد اهل غزة دون ان تستيقظ ضمائر احرار العالم