فتح باب الهجرة لكل الشباب !!

بقلم: هشام أبو يونس


إن الرئيس ابوعمار فقد حياته دفاعاً عن هذا الشعب وقام بلم شمل مليون ونصف عائلة فلسطينية من الشتات فمنهم حصل علي رقم وطني والأخر ينتظر ذلك، إلا أنهم موجودين داخل الوطن وعلي جغرافيا هذا الوطن فهل تغير هذا الزمن إلي زمن يعيش شبابنا فيه ألان حلم الهجرة إلى الخارج؛ طمعًا في حياة أفضل، وأخذ فرصهم لتطوير أنفسهم واستغلال طاقاتهم على النحو الأمثل، فأنهم يهاجرون إلي المجهول فالناس في الوطن أصبحوا في حالة قلق دائم، أرواحهم ثائرة لا تهدأ. لا يعرفون سُكون النّفْس، ولا راحة الفكر، ولا نعمة الإستقرار. إنّهم ينتقلون من حياة إلى حياة، ومن أزمة الي أزمة ، ومن نكبه الي أخرى ومن مبدأ إلى نقيضه، ومن اتجاه إلى عكسه. حياتهم بحثٌ دائم عن حلٍّ مجهول، ومستقبل قاتم السواد وعن استقرارٍ غائب ،استقرارهم بعيد المنال. لا كهرباء ولا ماء ،ورعب وفزع وخوف من الحاضر والمستقبل . فأصبح هؤلاء المهاجرون لا يقبلون واقعهم الروحي، ولا يرضون عن حياتهم، لكنهم لا يعرفون إلى أين يتجهون، أو ماذا يحتاجون. لذلك يفتقدون الراحة والاستقرار والسكون. فالوطن يمتلئ بأنواعٍ أخرى من المهاجرين الّذين لا يغادرون هذا الوطن، بل يهاجرون وهم في مواقعهم، ويسافرون بلا أوراق في دوائرٍ حول أنفسهم. ومن استطاع أن يكسر حاجز الخوف واعتقد انه حطم القيود فأصبح من قائمة المهاجرون بأوراق رسمية حيث تمتلئ هنالك سفن وقوافل الموت بالمهاجرين من شباب هذا الوطن ، الّذين يحملون أوراقهم الرّسمية، ويغيِّرون مواطنهم، بحثاً عن ظروفٍ أفضل. فيصبحون هم المهاجرون بصِفة رسميّة ومن ينجو من الموت منهم تبدأ رحلة الضياع ورحلة المجهول وما إن يستقر أحدهم بعيدًا عن وطنه وأهله مدة طويلة حتى يتملكه شعور جارف بالحنين إلى الوطن والأهل فيكون وقتها فقد الأهل والوطن . ويكون تحول عنوان سكنه من معسكرات لاجئين في وطنه إلي معسكرات لاجئين خارج الوطن في معسكرات إيواء وحدث ولا حرج ..
فهل مات حقاً الزعيم الخالد فينا أبو عمار ولم يكتمل حلمة عندما قال " هذا الجيل سيرفع علم فلسطين فوق مآذن ومساجد القدس" .!!! ومن السبب في ضياع هذا الجيل ؟؟؟
فلابد من انقاذ مايمكن أنقاذه وحث هذا الجيل من الشباب إلي عدم الهجرة والتشبث بأرضهم وعدم الصعود إلي قوافل الموت هذه ووقوف كل العقلاء في الوطن بمساعدة هذا الجيل الشاب الذي فقد الأمل في الحياة والذي تولد لدية الإحساس المفقود نحو المستقبل والذي تحطمت إمالة نتيجة الانقسام المرير والغير مألوف علي شعبنا وعادته والذي خلف انحدار اقتصادي لا يمكن وصفة .
لان هذا الانقسام هو احدي أهم الأسباب الرئيسية في الهجرة وذلك لتزايد جيش من البطالة والعاطلين عن العمل حيث كل المهاجرين الشباب اليوم يحملون شهادات علمية مرموقة وتخصصات فريدة فعلينا ألان وللضرورة القصوى تنمية عقول البشر قبل الحجر. لان الناس والشباب تحديداً تخسر معظم الفرص التي تواجههم، لأنها تأتيهم دائماً بملابس العمل فهم يبحثون عن العمل ولا يجدوه .فلا توجد فرص مجردة من الجهد بالطبع إلا في الأحلام، ولا يري الفرص في الأحلام إلا النيام.وبناء المجتمع يتوقف علي الإنسان القادر على مواجهة الحياة والتغيرات التي تحدث حوله بشكل ايجابي وواقعي وفعال لا بالخيال أو بالشعارات وبهذا يكون دور كل إنسان لدية مهارات بشرية وكل قائد في موقع المسئولية يحاول مساعدة الإفراد المحيطين به على التفكير بشكل ايجابي وابداعى وتغير نظرتهم من نظره سطحيه سوداوية إلى نظرة أكثر عمقاً وبشكل مختلف للحياة من حوله.ومحاولة إثراء تواصل الفرد بالمجتمع بشكل اخلاقى ومؤثر يعبر فيه الفرد عن نفسه وعن أرائه ولا لكتم الأفواه ولا بتشويه الآخرين أو خلق عراقيل لتنغيص حياتهم فكرامة الفرد وشعوره بها في وطنه يولد شئ من الارتياح بينه وبين الآخرين ويجب أن نعلم جيداً ليست العبره في الوصول إلي نتيجة هنا أو هناك أو الصعود علي انجازات الآخرين ولكن تكمن العبرة فأن يكون لنا هدف نصل إلية وهو قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس وهذا هو الانتصار الحقيقي بعيداً عن الشعارات الرنانة التي لاتسمن ولا تغني من جوع ولا تؤمن ولا تحمي من خوف.لأنه ما من شخص إلا ويمكن الاستفادة منه و ما من شخص إلا يمكن الاستغناء عنه. الأشخاص الناجحين يتخذون قراراتهم بسرعة ويغيرونها ببطء حيث أن كبار الناس يتبادلون الأفكار وأن صغار الناس يتحدثون عن الأشياء وأما عامة الناس يتحدثون عن الناس التي تنام ألان علي إنقاذ بيوت مدمرة وأمامهم شلال من الدم لم يجف بعد وبالتالي يجب جميعاً ان نسعى الي تنمية نفسيات البشر قبل الحجر.

د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي
عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب