التحالف الاقليمي برعاية امريكا لمحاربة الارهاب والتطرف يتجاهل الارهاب الاسرائيلي والقضية الفلسطينيه

بقلم: علي ابوحبله

الارهاب الذي تعيشه المنطقه العربية هو في واقعه وحقيقته انعكاس للسياسة الامريكيه المهيمنة على مقدرات المنطقه ، وهو نتيجة الاحتلال الامريكي للعراق ، وتعامل امريكا بسياسة المكيالين فيما يتعلق بالقضايا العربية ، ودعم امريكا لإسرائيل باغتصابها للأرض الفلسطينيه وتنكرها للحقوق الوطنيه الفلسطينيه ، ان التحالف الاقليمي لمحاربة التطرف والإرهاب الذي تسعى الولايات المتحدة الامريكيه لإنشائه ويضم عشرة دول عربيه وتركيا اجتمع وزراء خارجيتها في جده بحضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري واستمعوا الى وزير الخارجية الامريكي جون كيري لأهداف المشروع الامريكي للتحالف الاقليمي لمحاربة التطرف وتقسيم المهام على الدول العربية وتركيا لمحاربة داعش وتنظيمات اسلاميه وفق المخطط الامريكي الصهيوني لضرب وحدة المنطقه وإشعال الفتنه المذهبيه تحت الرعاية والوصاية الامريكيه الصهيونيه ، لم يتطرق المؤتمرين في جده لموضوع القضية الفلسطينيه ولم يتم وضع اولوية للقضية الفلسطينيه ضمن جدول اعمال وأهداف التحالف الاقليمي ، تناسى المؤتمرين الارهاب الاسرائيلي الذي تمارسه حكومة الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتناست الدوله المضيفه لاجتماع وزراء الخارجية العرب جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الاطفال والشيوخ والنساء في فلسطين بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزه وتناسى المجتمعون ان الارهاب الذي تعيشه المنطقه هو بفعل المخططات الصهيونيه لاستكمال المشروع الصهيوني الذي يستهدف انشاء اسرائيل الكبرى من النيل للفرات وان ادوات التنفيذ لمشروع اسرائيل الكبرى هم المنخرطون بالمشروع الامريكي الصهيوني للتحالف الاقليمي لمحاربة الارهاب والتطرف الذي تصنعه امريكا والصهيونية العالميه وتغذيه اطراف عربيه لها مصلحه في تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد ، لقد تكشفت حقيقة وأهداف التحالف الاقليمي لمحاربة داعش وتكشفت نوايا المنخرطين بهذا التحالف الاقليمي ، وان هذا التحالف يهدف لاستكمال المشروع الامريكي الصهيوني لاستهداف سوريا وإسقاط الدوله السوريه توطئة لتقسيمها وتقسيم العراق الى ولايات وفق التقسيم الطائفي والمذهبي والاعتراف بدولة كردستان في شمال العراق واغرقا لبنان بالفتنة المذهبيه وفلسطنة الصراع في فلسطين من خلال وضع الفيتو امام عملية اتمام المصالحه الوطنية الفلسطينيه ، والعمل الى عزل ايران عن المنطقه وتحييد روسيا بمحاصرتها اقتصاديا وإغراقها بالازمه الاوكرانيه وتهديدها بالإرهاب الذي قد يطرق ابوابها ، امريكا مهدت للتحالف الاقليمي بقرار صدر عن مجلس الامن ويحمل رقم 2170 لمحاربة داعش والتطرف تحت بند الفصل السابع ، وسعت الى ذلك من خلال تحالفات اقليميه تخضع للاراده الامريكيه المحضة وفق توزيع الادوار لدول التحالف الاقليمي في المنطقه ، وان ما هدفت امريكا لتحقيقه بعيد عن ما قصده القرار الصادر عن مجلس الامن لمحاربة التطرف والإرهاب والذي حاز على تأييد جميع اعضاء مجلس الامن ، ادركت روسيا للخديعة الامريكيه ولحلفائها الاقليميين وتبينت حقيقة النوايا الامريكيه لمحاربة المصالح الروسية والصينية ومحاولة فرض الهيمنة على منطقة اسيا وبوابتها سوريا ، تحذيرات وزير الخارجية الامريكي لافروف لأمريكا من مغبة الاعتداء على سوريا والتحذير من تفسير القرار الاممي الخاطئ والتحذير من مغبة التعدي على السيادة الاقليميه لدول المنطقه وضع المنطقه امام عملية تقسيم مصالح ووضع التحالف الاقليمي امام مأزق بفعل استبعاد سوريا وإيران وروسيا عن التحالف الاقليمي لمحاربة التطرف والإرهاب بحسب التعريف الامريكي ، ان تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني ودعوته لتشكيل تحالف من منظمة شنغهاي باعتبارها المتضرر الاكبر من الارهاب يضع المنطقه على فهوة بركان ويضع المنطقه والعالم امام مخاطر الانفجار والتهديد بنذر حرب عالميه ثالثه ، ان التحالف الاقليمي بتجاهله للإرهاب الاسرائيلي والقضية الفلسطينيه خاصة وان الارهاب الذي تعيشه المنطقه هو بفعل السياسة الاسرائيليه الهادفة للتمدد والتوسع وإحكام النفوذ على المنطقه وهو يتم وفق ما ترسمه الصهيونيه العالميه للسياسة الخارجية الامريكيه ، وان دعم دول التحالف للتنظيمات الارهابيه المصنفة بالمعتدلة وتعمل ضد الدوله السوريه وتستهدف الجيش العربي السوري وقبول السعوديه لفتح قواعد تدريب للمجموعات المعارضه السوريه يدخل المنطقه لأتون الصراع المستدام وللخطر الدائم بفعل السياسات الخاطئة والاجتهادات الخاطئة للمنخرطين بالمشروع الامريكي الصهيوني ، وان الارهاب الذي تعيشه المنطقه هو مفتعل لأجل تنفيذ اهداف وغايات المشروع الصهيوني التوسعي على حساب ألامه العربية والأمن القومي العربي وان مخاطر ما يتهدد ألامه العربية هو حرف الانظار عن اولويات الصراع مع اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينيه لصالح الدوله اليهودية التي اصبحت خطرا يتهدد امن المنطقه وتهدد السلم العالمي وان الارهاب الذي تعيشه المنطقه هو بفعل تغاضي وتجاهل دول العالم للاحتلال الاسرائيلي والإرهاب الاسرائيلي الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ودول المنطقه ، مما يتطلب من كل الدول المنضوية بالتحالف الاقليمي ان تعي ان الخطر يتهدد وجودها ويتهدد امن شعوبها وعليها التراجع ومراجعة الحسابات والمبادرة لعقد قمة عربيه لبحث كيفية التغلب على ظاهرة الارهاب التي تعم المنطقه العربية والبحث في اسبابها ومسبباتها وتغليب المصلحه القوميه العربية وأولويتها القضية الفلسطينيه على المصالح الامريكيه الصهيونيه