رغبة الرحيل والهجرة من الوطن ، لا تلوموا الشباب المحبط ولوموا أنفسكم يا قادة ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

عشق الوطن كبر معنا ، وتربينا علي ثقافة الرباط والصبر والتحمل علي كل الأذى وبقينا ثابتين هنا في وطننا ، لم نفكر يوما بالرحيل أو ترك وطننا ، كنا نغنى معا للوطن ، ونردد كلمات الشاعر محمود درويش ، آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر إنني العاشق ، والأرض حبيبةْ ! ، ثقافة الهجرة كانت بالنسبة لنا جريمة ، وغنينا بكل إصرار وثبات ، باقون هنا باقون ،
كان حلم العودة اكبر أمنياتنا ، أن يعود أهلنا اللاجئين والنازحين إلي وطنهم ويلتئم شمل شعبنا فوق أرضه ،

فما الذي حدث لشعبنا ، الآن أصبحت أمانينا هي الهجرة وترك الوطن ، والبحث عن مكان آمن نحيا به بكرامة وحرية ، فمن السبب يا قادتنا ؟؟؟
هل ما تربينا عليه من البقاء والثبات في الوطن كان خدعة منكم ومجرد شعارات ، وحينما تحقق جزء من حلمنا بسلطة وطنية وعودة عدد من أبناء الوطن إلي جزء من أرضنا أدي إلي تصارعكم علي سلطة وحكم ، وألهاكم الاحتلال عن أساس القضية واصل الصراع ، واختصرتم الوطن من هدف تحرير وكرامة وانتزاع حقوق إلي مجرد مسميات ومراتب واستوزار ، ونسيتم الوطن وتناسيتم المواطن ، وتركتم شعبكم بلا اهتمام ،
فالوطن ضاق بأهله وشبابه ، وبدل أن يتركز اهتمام الشباب في اعمار وطنهم والعمل علي تحريره من الغاصب وبناء جيل مقاوم ثابت متجذر بعمق عشق الأرض ، أصبح هم الشباب الأول هو البحث عن الخروج من الوطن واللجوء إلي أوروبا والهجرة بحثا عن حياة آمنة ينعم بها بحرية وكرامة وإنسانية ،

ظاهرة خطيرة تهدد شعبنا كافة وخاصة جيل الشباب بالبحث عن الهجرة خارج الوطن ، مؤامرة عدوانية وحلم صهيوني قديم بتهجير شبابنا ، يتم تنفيذها الآن بتساوق من ولاة أمر هذا الشعب بتوفير أجواء الضغط والقهر علي المواطن ليضحي بكل شيء مقابل الهجرة وترك الوطن ،

فهل من صحوة ضمير يا قادة هذا الشعب ؟؟؟ هل وصلتكم إحصائيات بعدد الشباب الراغبين بالهجرة ؟؟ هل عرفتم مدي المخاطرة التي يخوضها المهاجرين ؟؟؟ هل انتم قادة ومسئولين ؟؟؟ فخلافاتكم وتصارعكم والمستقبل المجهول الذي انتم سببه ، هو الدافع لحالة اليأس والإحباط لدي الشباب ، من السبب في شعور المواطن بغربة داخل وطنه ، إنها اشد وأصعب غربة أن تشعر بالغربة في وطنك وتبحث عن مكان أخر يكن أحن وأرحم عليك من وطنك ،

أنا حزين جدا لما وصلنا إليه ، وأشعر بآلام ومعاناة الشباب والمواطنين ودرجة الإحباط التي وصلوا إليها وأنا واحد منهم ، كنت سابقا لا أفكر مطلقا بترك الوطن والرحيل ، ورغم عشقي لوطني إلا أنني أفكر مثلي مثل كل الشباب المحبط أن أرحل لأبحث عن حياة كريمة وحرية وإنسانية افتقدتها في وطني ، فلا تلوموا الشباب المغامرين بحياتهم الباحثين عن هجرة لوطن آخر ، فحينما نفقد الأمل بقادتنا ، ونفقد الأمل بحياة كريمة علي هذه الأرض الذي نعشق ونحب ، نضطر للبحث عن مكان أخر فيه أمل لمستقبل أفضل ، فلا تلوموا الشباب المحبط ولوموا أنفسكم يا قادة ،

شعبنا الفلسطيني الذي صبر وضحي لأجل هذا الوطن وحريته وكرامته ، يستحق قيادة بمستوي تضحياته ومستوي عشقه للوطن ، فهل من صحوة ضمير يا قادة ، فالوطن يضيع فماذا انتم فاعلون ؟؟؟ والي متى هذا التهاون واللا مبالاة ، فلا تقتلوا الوطن ، فمازال هناك بعضا من أمل ، فكونوا علي قدر المسئولية ،
والله الموفق والمستعان
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "