الشهيد

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

يمر الشهيد مسرعاً ...

ساخراً من قاتله ...

باسقاً، شامخاً ...

يعانق الشمس ...

في وضح النهار ...

يحرق ولا يحترق ...

****

يخط عنواناً جديداً للنصر ...

للحياة ...

لا للسكون أو الممات ...

يغيظ العدا ...

يعلن نهاية المرحلة ...

أو نهاية المهزلة ...

****

موج قادم هادر ...

من أعالي البحر الهائج ...

من أحشاء الشعب الغاضب ...

من أساطير الغيب ...

يعلن النصر ...

أو يعيد صياغة المرحلة ...

****

من تحت ركام الجمر ...

أو من تحت ركام الردم ...

من قلب غبار المعركة ...

يمضي كشهاب أو قبسٍ ...

في جوف السماء ...

لا يعرف معنى للغياب ...

لا يعرف سوى لغة البحر ...

يخاطب الشمس ...

بلسانه ...

ثم يمضي نحو الخلد ...

****

فيا بحر تمدد ...

لا تنحسر أو تنجزر ...

يا شمس إسطعي ...

لا تغيبي ...

أو تكسفي ...

فوجه الشهيد اليوم ...

يشبه البحر عند الصباح ...

كما يشبه الشمس قبل الغروب ...

****

جرح الشهيد يزداد حمرة ...

يتماثل للشفاء دون دواء ...

يوزع عطر الحياة عبقاً ...

ثم يمضي دون عناق ...

أو وداع للناطرين ...

****

يشق زحام الناظرين ...

نحو الحقيقة ...

أو نحو ما يريد ...

لا تردد عنده ...

أو بكاء أو عويل ...

يرتقي نحو العلا ...

رافعاً رأسه ...

شاهراً سيفه ...

ساخراً من قاتله ...