مؤتمر باريس للأمن والسلام في العراق وعنوانه محاربة داعش امتداد للتآمر على الامن القومي العربي

بقلم: علي ابوحبله

باريس هي القاعدة الخلفيه للولايات المتحدة الامريكيه وهي حليف استراتيجي للولايات المتحدة الامريكيه في مشروعها للشرق الاوسط الجديد ، وقد ساهمت فرنسا في اسقاط الرئيس الراحل معمر القذافي عبر ترؤسها للضربات الجوية لحلف الناتو التي ادت الى سقوط نظام الراحل معمر القذافي حيث لا زالت ليبيا تعاني لليوم الاضطرابات والاقتتال والإرهاب الذي يعم مختلف الجغرافيا الليبيه وان الارهاب في ليبيا يتهدد دول الجوار الليبي وخاصة مصر وتونس والجزائر ، احضنت باريس اجتماع مجموعة سوريا في 13/1/2014 وصدر عن مؤتمر مجموعة اصدقاء سوريا مجموعة قرارات جميعها ساهمت بتصعيد الارهاب الممارس ضد الدوله السوريه من خلال دعم المجموعات الارهابيه التي تمارس ارهابها في سوريا ،معاناة العراق والعراقيين هو بفعل ما خلفه الاحتلال الامريكي للعراق وهو نتيجة التآمر الذي يتعرض له العراقيين من دول الجوار العربي ، وان التدخلات الخارجية ادخلت العراق لأتون الفتنه المذهبيه الطائفيه التي تمهد للعودة الامريكيه الغربيه من بوابة الارهاب الذي تغذيه امريكا وحلفائها في المنطقه لضمان استمرارية مخطط التآمر الذي يستهدف الدول العربية توطئة لتقسيم العراق وإسقاط سوريا وإغراق لبنان بالفتنة المذهبيه وذلك ضمانة لأمن اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينيه ،

مؤتمر باريس للأمن والسلام في العراق لن يكون في قراراته بأفضل من تلك التي خرجت منها مؤتمرات تتعلق في فلسطين او سوريا او المنطقه ، جميع المؤتمرات ابتزاز واستنزاف للقدرات العربية ضمن ما تسعى اليه باريس للحصول على الاموال العربية والاستحواذ على الصفقات التمويليه العسكريه ضمن عملية اقتسام كعكة المصالح والنفوذ التي يقتسم الغرب مع امريكا المصالح ، مؤتمر باريس للأمن والسلام في العراق هو لتحقيق مصالح فرنسيه ولن يحقق المؤتمر لا الامن ولا السلام في العراق وغيره لان المخطط هو اغراق المنطقه العربية بالفوضى لأجل الابتزاز وسرقة الاموال والثروات العربية ، الدول المشاركه في مؤتمر باريس تسعى لتحقيق مصالح امنيه لأنظمتها على حساب مصالح شعوبها وعلى حساب تحقيق تنميه مستدامة لدولها وهي منخرطة بالمشروع الامريكي الصهيوني لاستدامة الفوضى في المنطقه ، الرئيس الفرنسي هولا ند يعد الاداة التنفيذيه للولايات المتحدة الامريكيه ، وان خلفية الرئيس الفرنسي ذات الاصول اليهودية يعمل على خدمة امن اسرائيل ويسارع دائما لأجل تنفيذ المخططات والمشاريع التي تخدم الكيان الاسرائيلي ،

باريس تحتضن مؤتمر السلام والامن في العراق ومحاربة الارهاب والتطرف عنوانه داعش ، وهي الداعم لهذا الارهاب ، وان دعم وتدريب وتسليح المجموعات الارهابيه في سوريا هو خير دليل على ذلك ، لن يتحقق الامن والسلام في العراق من بوابة امريكا والغرب ولن يتحقق الامن والاستقرار في المنطقه العربية طالما ان دول المنطقه منخرطة في المشروع الامريكي الصهيوني وعنوانه خلق الفوضى الخلاقه ، مؤتمر باريس الذي يحضره ما يقارب اربعون دوله لن يتعدى كونه مسرحيه من مسرحيات سابقه وهي بمثابة ذر الرماد في العيون ، ان غياب دول ذات تأثير دولي وإقليمي عن مؤتمر باريس يفقد المؤتمر اهميته وجدواه في محاربة التطرف والإرهاب وهو تجسيد للغة المصالح وفرض الوجود والتحكم ضمن سياسة امريكا لإلغاء الوجود للأخر وضمن التعامل بسياسة المكيالين وفق ما يحقق مصالح امريكا والغرب وإسرائيل على حساب الامن القومي العربي ، غياب ايران عن مؤتمر باريس ذات التأثير في المنطقه ادراك ايران لمحاولة استدراجها وإغراقها من قبل امريكا والغرب ضمن محاولة استهداف عزل ايران عن محيطها ومحورها الروسي السوري الصيني لإدخالها في الصراع الاقليمي حيث تغذي امريكا وحلفائها هذا الصراع وتغذي الارهاب في المنطقه ،

ايران وروسيا والصين وسوريا ترى في هذه المؤتمرات مسرحيات ليس إلا ولا تخدم سوى مصالح امريكا والغرب على حساب مصالح المنطقه ، باريس سبق لها وان دعت لعدة مؤتمرات تحت مسمى اصدقاء سوريا لأجل محاربة سوريا ومؤتمر الامن والسلام في العراق ومحاربة الارهاب والتطرف لا يختلف في اهدافه وغاياته عن مؤتمرات اصدقاء سوريا وان اختلفت العناوين ، هذه العناوين جميعها هدفها محاربة سوريا وإسقاط الدوله السوريه ، ان مؤتمر ر باريس في اهدافه ومخططاته يسعى الى اعادة ترسيم خريطة المنطقه ضمن مخطط زمني بحسب ما يتم الترويج له لحصر نفوذ داعش وان مخطط تسليح الاكراد والسنة ضمن البرنامج الذي اعلن الرئيس الامريكي اوباما والرئيس الفرنسي هولا ند في زيارته للعراق وبابل ما يحمل في ثنايا محاربة داعش اهداف خبيثة تستهدف اغراق المنطقه بحرب مذهبيه طائفيه تحقق اهداف وغايات المشروع الامريكي الصهيوني الغربي وهو استكمال لمخطط احتلال العراق والهدف تقسيم العراق الى دويلات وإحداث شرخ بين السنه والشيعة ومحاولات لجر ايران لحرب في العراق بحيث تغرق ايران بحرب مذهبيه مع السعوديه ودول المنطقه وهذا نتيجته اضعاف المنطقه وإخضاعها للهيمنه والسيطرة الامريكيه الغربيه ضمن مسعى تحقيق امن اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينيه ، ان جل الاهتمام الامريكي الغربي من وراء حرب داعش هو استهداف سوريا وان عرب امريكا وإسرائيل منخرطون بإستراتجية امريكا المستجدة التي عنوانها محاربة داعش وحقيقة اهدافها اسقاط سوريا وحصر نفوذ روسيا وتقوقع ايران وحصر نفوذها في المنطقه ،

روسيا التي تعي اهداف ونوايا ألاستراتجيه الامريكيه الغربيه وتعي اهداف وغايات محاصرة روسيا ومقاطعتها اقتصاديا شرعت هي الاخرى بتشكيل تحالف مضاد للتحالف الاقليمي الامريكي الغربي وهو تحالف يضم روسيا والصين وإيران وسوريا وأعضاء منظمة شنغهاي التعاونيه ، العالم اليوم يعيش توتر دولي وإقليمي ، وان مخاض ما ستسفر عنه هذه الصراعات تولد قوى جديدة مناكفه ومناوئه لحلف الناتو وان محاولات الاستئثار بالمنطقة من قبل امريكا لن يكون بالأمر السهل لأننا امام تولد عالم مستجد متعدد الاقطاب والمصالح وان لعبة امريكا وإستراتجيتها لمحاربة الارهاب لعبه مكشوفة واهادفها وغايتها ليس بخافية على احد وان المنخرطون بال استراتجيه الامريكيه سيجدون انفسهم وقد غرقوا بمستنقع الارهاب الذي له بداية ولن يكون له نهاية ، ان الامن والسلام في العراق وسوريا ولبنان والخليج العربي لن يتحقق ما لم يتم المبادره لتبني موقف استراتيجي عربي لتحقيق الامن القومي العربي لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقه والعودة الى اولوية الصراع مع اسرائيل لحل القضية الفلسطينية حلا عادلا وانسحاب اسرائيل من كافة الاراضي العربيه المحتله بما فيها الجولان المحتل ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة