قراءة تقييمية أولية في معركة العصف المأكول

بقلم: د. مصطفى اللداوي

يبدو أن الساحة الفلسطينية لم تخلو من مناكفات الفئوية السياسية في أي مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني، هذه المناكفة التي تقييم الأمور تقييما فئويا حزبياً غير موضوعي، سواء من حيث المبالغة في الإدعاء بالإنجازات، والتعظيم لها، أو المبالغة في التقليل منها، والتبخيس بها. وكلا الأمران يجافي الحقيقية ويبعدنا عن جادة الصواب. إذ يجب أن توضع الأمور في نصابها الصحيح ضمن رؤية علمية موضوعية في تناول الموضوع. والحرب الأخيرة كان الثمن فيها باهظاً من دم أبنائنا الشهداء والمصبين، ومدى الدمار الهائل الذي ألحقته الآلة الهمجية الصهيونية. ومن هنا يجب نقيم هذه الحرب برؤية نقدية موضوعية تثمن الإيجابيات وتثني عليها، وتنتقد السلبيات وتطالب بالعمل على معالجها وتلافيها بعيدا كما قلنا بعيداً عن وهم المبالغة أو وهم التقليل من الشأن لأن ذلك يبقينا في دائرة لا تنتهي من التراكمات السياسية التي أدخلت شعبنا في متاهات الخطاب الديماغوجي.

هناك العديد من الإنجازات أو الإيجابيات التي يجب أن ينظر إليها ويبنى عليها ومنها:

1- إن المقاومة هي حق مقدس للشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه، ومن يدعي بخلاف ذلك عليه أن يعيد النظر إلى وعيه وانتمائه إلى وطن وقضية نجزم أنها قضية نضال عادل ليس لأننا فلسطينيين بل لأن كل السياق التاريخي وتتابع الأحداث تدل على اغتصاب أرض شعب وتهجيره، وغرس مشروع استيطاني إحلالي ضمن ذرائع وأساطير تاريخية دينية، وضمن مشاريع استعمارية للدول الكبرى الاستعمارية، وأن الشعب الفلسطيني دفع ولا يزال يدفع الثمن كضحية مؤامرة كبرى عليه. وبالتالي فالقانون الدولي، والشرائع الدينية، والقيم والأخلاق، وتجارب الشعوب تمنح الشعب الفلسطيني الحق في المقاومة والدفاع عن وطنه. وأن هذا المقاومة يجب أن تكون بكافة الأشكال المتاحة للشعب ضمن أخلاقيات النضال والقانون الدولي الإنساني. وأن هذه المقاومة قد تكون بوسائل سلمية أو عسكرية طبقاً لظروف كل حركة تحرر، وظروف السياق التاريخ للمحتل الغاصب. فقد تكون المقاومة السلمية ناجحة في تجارب شعوب عدة وقد لا تكون ناجحة في تجارب شعوب أخرى. ولذلك يبقى الخيار مفتوحاً بين المقاومة السلمية أو المقاومة العسكرية أو الجمع بينهما ضمن معطيات النضال الوطني. وقد كان ثمة خطأ كبير وقعت فيه حركتنا النضالية منذ تسعينيات القرن الماضي عندما انقسم الشعب الفلسطيني إلى تيارين منفصلين: تيار المقاومة السلمية والمفاوضات، وتيار المقاومة العسكرية. ودخل شعبنا في مناكفات وانقسامات عدة على هذه الأرضية. وقد وصل بنا الحال إلى وصول التيار المفاوض السلمي إلى طريق مسدود لأنه أعتمد على المقاومة السلمية والمفاوضات فقط. ووصل هذا التيار إلى أزمة حقيقية. كذلك التيار المقاوم الذي ركز على المقاومة دون أن يضع سقف أو غطاء سياسي لها، وبالتالي وصل هذا التيار إلى طريق مسدود ومأزوم، وإن كان أقل أزمة من التيار الأول على اعتبار أن التيار الأول فقد الرؤية والبرنامج والحاضن الشعبي له، فيما نجح التيار الثاني المقاوم في الإبقاء على رؤية وبرنامج وحاضن شعبي للفكرة مع تأزم على صعيد الواقع المعاش. ولذلك فإن هذه الحرب قد فتحت المجال للجمع بين الأثنين، وممارسة الفعل المقاوم والفعل السياسي معاً. وهذا يعتبر متغير استراتيجي هام في الساحة الفلسطينية يجب أن يبنى عليه. وأن يتم إنهاء الانقسام في الأداء الفلسطيني بين تيار مفاوض وتيار مقاوم. يجب أن تبنى استراتيجية فلسطينية تقوم على الجمع بين الأثنين. نقاوم ونزرع ثم نفاوض ونحصد، أو الجمع بين الأثنين معاً.

2- إن المقاومة الفلسطينية قد حققت إنجازات كبيرة في العمل المقاوم والمواجهة المباشرة مع الجنود الإسرائيليين، وتم مفاجأة الإسرائيليين بأدء مقاوم جديد يقوم على حرب الأنفاق التي برع بها مقاومو الشعب لفلسطيني. وقدموا نموذج يحتذى به في المواجهة والصمود وقوة الإرادة والصبر والشجاعة والثبات والقدرة التدريبية العالية. ونجحوا بذلك في مفاجأة الجنود الإسرائيليين في أرض المعركة، وألحقوا بهم الخسائر الفادحة التي كانت مفاجأة بالنسبة لهم. وقلبوا المعادلة بأن الدخول إلى غزة ليست نزهة أو ترف عسكري بل معركة حقيقية. وهذا الفعل المقاوم لمقاتلينا يجب أن يُثمن ولا يقلل من شئنه. لقد حطم المقاومون أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وهذا له مغزى كبير في الفعل النفسي والفعل العسكري. ويعد الإنجاز المقاوم الفلسطيني حدثاً هاماً ومتغيراً استراتيجياً يجب أن يبنى عليه. كما أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام قد تبنت خيارات عسكرية قوية عندما قامت بالجمع بين العمليات العسكرية الدفاعية والعمليات العسكرية الهجومية. حيث ساهمت العمليات العسكرية الهجومية البحرية والبرية وحتى الجوية في تعزيز الإرادة. وقدمت الدعم النفسي للمقاتلين من جهة وللمدنيين الذين يشكلون الحاضنة الشعبية المقاومة. هذه العمليات شكلت قوة دفع وتعزيز للمقاومة وعنصر مفاجأة وإضعاف للمعنوية للعدو الصهيوني الذي كان يعتقد أن المقاومة سوف تكون في إطار دفاعي فقط. وهذا الفعل الهجومي هو متغير استراتيجي هام يجب أن يبنى عليه، بأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم. هذا إضافة إلى أن المقاومة قد حققت ما يعرف بتوازن الردع. بمعني أن لن يكون هناك أمن للإسرائيليين في كل إسرائيل إن لم يكن هناك أمن للشعب الفلسطيني في غزة. وقد جعلت صواريخ المقاومة بالرغم من بدائيتها مقارنة بالآلة الحربية الإسرائيلية كل إسرائيل في دائرة الاستهداف من الشمال إلى الجنوب. وتوازن الرعب يعتبر عامل قوة أخرى للمقاومة وأسقطت كل محاولات العدو الصهيوني التقوقع والتخندق خلف أسور وجدران وأسلك شائكة. حيث ضربت الصواريخ الفلسطينية نظرية الأمن الإسرائيلية التقليدية في مقتل. كما أنها شكلت إضافة هامة بأن الأرض الفلسطينية المحتلة كلها هي أرض المعركة. لقد تفنن العدو الصهيوني في نظرياته العسكرية التقليدية بنقل أرض المعركة إلى أرض العدو سواء في سيناء ( كما في العدوان الثلاثي على مصر 1956، حرب يونيو 1967م، حرب أكتوبر 1973م)، أو في الجولان. الآن حدثت متغيرات هامة بدأ من الصواريخ العراقية عام 1991م، وحرب حزب الله وإسرائيل 2007م، وصولا لحروب 2008-2009م، 2012م، 2014م في غزة بأن إسرائيل كلها تشكل جبهة حرب. وهذا المتغير الهام يجب أن يبنى عليها استراتيجياً.

3- إن الشعب الفلسطيني قد شكل أسطورة صمود في الثبات على أرضه، وقوة إرادته، والأمر المهم في احتضان مقاومته. إن قوة أي حركة مقاومة هي في قوة الحاضن الشعبي لها. وقد احتضن شعبنا في الحرب الأخيرة المقاومة وكان جزء مهما من المعركة. وقد يهاجم البعض ويناكف بأن الشعب قد دفع الثمن غالياً. نقول بأنه في حال نضالات الشعوب ضد المستعمر تدفع الشعوب الثمن غالياً. لأن ما يحدث ليس حرب تقليدية بين جيشين في أرض معركة بعيدة بل أن مقاومة الشعب تحت الاحتلال تكون حرب عصابات أن تكون المقاومة جزء من الشعب وملتحمة وملتصقة به. ولذلك يحاول العدو إلحاق الضرر بالمدنيين لفصل عرى هذا الالتحام. في محاولة لعزل الشعب عن مقاومته. وهنا يعمل العدو من خلال بث بلاغاته ودعايته لضرب قوة الالتصاق النفسي والمعنوي بين الشعب والمقاومة من أجل الاستفراد بالمقاومة والقضاء عليها. ومن هنا فإن ما حدث في حرب غزة هو صمود قوي للشعب وعدم تخليه عن مقاومته. فقدم الكثير من أجل مقاومته، وفي المقابل لم تكن المقاومة في بروج عاجية بل قدمت التضحيات الكبيرة من قادتها وعائلاتهم وأصدقائهم ومن آواهم. وأثبتت المقاومة إنها ليست بمعزل عن الشعب في تضحياته بل هي جزء منه وتتقدمه وهذا بحد ذاته عمل مقاوم مبدع يجب أن يبنى عليه في تعزيز علاقة المقاومة بالشعب، وتعزيز هذا اللحمة. وأن أي إنجاز للمقاومة يجب أن يكون إنجاز للشعب وليس بمعزل عنه. لذلك من عوامل القوة في الحرب الأخيرة هي قوة الجبهة الداخلية وتلاحمها. كما تجسد ذلك في احتضان الشعب لبعضه البعض، وإيواء الأسر لبعضها البعض مما شكل حالة قوية من التضامن والتكافل الاجتماعي، وساهمت ربما في رأب الصدع في العلاقات المجتمعية التي تعكرت وتوترت في السنوات الأخيرة بسبب الانقسام الفلسطيني الفلسطيني.

4- إن المقاومة الفلسطينية قد نجحت خلال 51 يوماً في إدارة المعركة من خلال المخزون المتوفر والتصنيع المحلي لأنواع عدة من السلاح. وهذا بحد ذاته يعد إنجازا كبيرا للمقاومة فهي محاصرة برا وبحرا وجوا ومع ذلك واصلت إطلاق رشقات الصواريخ بأنواعها المختلفة ضمن وتيرة واحدة تقريبا. وهذا يشير أن مخزونها المحلي كان جيداً بخلاف توقعات الجانب الإسرائيلي، وأن تصنيعها قد استمر خلال الحرب رغم الضربات الجوية القوية والمتلاحقة. إن اعتماد المقاومة على نفسها في تصنيع العديد من أنواع الصواريخ والعبوات الناسفة هو بحد ذاته عنصر قوة لها. فهناك العديد من الدول وجبهات القتال لا تصمد خمسين يوماً من القتال دون الحاجة لتجديد مخزونها من السلاح. فحتى الدولة العبرية قد طالبت من جهات عدة بينها الولايات المتحدة بتزويدها بذخيرة إثناء حربها على غزة. صحيح أن وسائل المقاومة الفلسطينية وسائل بداية على مستوى قوة التدمير والوسائل المستخدمة في ذلك ولكنها شكلت عنصر هام في المعركة مع العدو الصهيوني لاسيما قذائف الهاون، والأربيجية والعبوات بمختلف أنواعها. وأثبت ذلك قدرة المقاومة على التصنيع والتطوير المحلي وضمن الإمكانيات المتاحة. بل أن المقاومة قد فاجئت شعبها وعدوها في آن واحد في بعض الإبداعات التي كان لها الدور النفسي أكثر من الجانب العملي مثل " طائرات بدون طيار، ووحدة الضفاضع البشرية". وهذا يعني أن المقاومة قد نجحت خلال السنوات السابقة في تهريب السلاح، وفي الوقت نفسه في تطوير قدراتها العسكرية على صعيد الوسائل والأهم من ذلك الإعداد البشري. وأن الأكاديمية العسكرية الأمنية لحركة حماس قد نجحت في تخريج مقاومين على درجة عالية من التدريب. وفوق ذلك قدرتها على تزويدهم بعقيدة قتالية قوية كان لها الدور الأساس في الصمود والشجاعة والبطولة والجرأة والمناورة وتحمل الظروف الشاقة والصعبة في ميدان القتال. وهذا جانب مهم يجب أن يُثمن ويبنى عليه كمتغير هام من متغيرات القوة في النضال الفلسطيني.

5- إن المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي قد أدارت المعركة ضمن غرفة عمليات عسكرية سادها التنسيق والتعاون. فكان هناك تنسيق واضح في مكان وزمان إطلاق الصواريخ، وإدارة العمليات العسكرية على الأرض، والأهم من ذلك الالتزام والانضباط عند التوصل لتهدئة إنسانية أو تهدئة تفاوضية. ويعد ذلك عامل قوة هام للمقاومة الفلسطينية يجب أن يعزز ويبنى عليه عسكريا وسياسياً أيضا.

6- إن وجود وفد تفاوضي فلسطيني واحد قد يكون متغير مهم، فدوما كان هناك تفاوض ضمن اطر مستقلة وغير متناسقة. حيث فاوضت حركة حماس في صفقة وفاء الأحرار بمفردها وبمعزل عن القيادة الفلسطينية الرسمية وحتى باقي الفصائل، فيما خاضت السلطة ومنظمة التحرير مفاوضات طويلة مع إسرائيل منذ أكثر من عشرين عاما دون تنسيق مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى حيث برز الموقف وكانه تفاوضاً فتحاوياً إسرائيليا لا فلسطينيا إسرائيلياً. وبالرغم من أن تشكيلة الوفد كانت ضرورة فرضتها معطيات الواقع، ورفض مصر أن تكون قيادة الوفد لحركة حماس، أو رفضها لبروز فاقع لحركة حماس إعلامياً وسياسيا بسبب معطيات سياسية وقانونية مصرية لها علاقة بالنظام السياسي الجديد في مصر وعلاقته الصدامية مع حركة الإخوان المسلمين هناك، وعلاقته المتوترة مع حركة حماس سياسيا وقانونيا. وبالتالي رأس عزام الأحمد الوفد ممثلاً للسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية. ولكن كون الوفد قد ضم معظم أطياف العمل السياسي والعسكري الفلسطيني الفاعلة فإن ذلك يعد متغير هام على صعيد وحدة الرؤية والمطالب السياسية الفلسطينية ضمن الحد الأدنى المتوافق عليه فلسطينياً. وبالرغم مما رشح عبر وكالات الأنباء وبعض الفضائيات عن بعض الخلافات والتراشقات السياسية بين أعضاء الوفد الفلسطيني، وأنه لم يكن هناك انسجاما كاملاً في الرؤية ولكن يعد تشكيل وفد فلسطيني موحد للتفاوض متغير هام، ويجب تعزيز هذا التوجه لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل الفلسطينيين وليست فصيل بعينه، وهي قضية تتطلب جهود جميع فئات الشعب الفلسطيني على اعتبار أن التحدي قوي فيجب أن تكون الاستجابة قوية وعلى قدر التحدي وفق نظرية المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد تونبي في تفسير التاريخ القائمة على التحدي والاستجابة. حيث تشكل دولة الاحتلال العبرية تحدي قوي كونها مشروعا ونظاماً إحلالياً استعمارياً استيطاني يستهدف الإنسان والأرض والتاريخ والحضارة والهوية ... الخ. وهذا يتطلب بالضرورة حشد كل طاقات شعبنا الفلسطيني لمواجهة هذا المشروع الغاشم. ولذلك فان التنسيق السياسي وفق وفد فلسطيني مشترك لتحقيق المطالب التي دفع شعبنا ثمنها باهظاً من دمه وأشلائه ودمار منازله ومستشفياته ومدارسه وأراضيه الزراعية وحتى هوائه ومياهه.

7- إن هذه الحرب الشرسة على غزة قد خاضها الشعب الفلسطيني بنفسه وسط صمت إن لم يكن توطئ معظم العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي. وهي حرب دفع الشعب الفلسطيني المحاصر ثمنها غالياً كما قلنا من مقدراته بكل أبعادها. ولكن هذه الحرب قد عززت القدرة الذاتية الفلسطينية. فكان دوماً هناك النداء والتوجه والاستغاثة بالغير. ولكن في هذه الحرب تقوقعت استغاثتنا حول الذات الفلسطينية واستنهاض كل مقومات الإرادة والصمود النفسي والذاتي في وجه العدو. هنا استلهمنا التجربة الجزائرية التي خاضها الشعب الجزائري لوحده ولم ينتظر ضوء أخضر من أحد. لقد علمتنا تجربة الحرب الأخيرة على غزة بأن " الأرض ما بيحرثها غير عجولها". وأن الشعب الفلسطيني في غزة قد خاض معركته لوحدة، وبقواه الداخلية. وهذا متغير مهم إن يطرد ذلك ويبدد أي محاولات اتكالية نفسية داخل الذات الفلسطينية. وهذا بالتأكيد يتطلب وحدة الشعب وإرادته وصموده. ولكنه في الوقت نفسه يعزز استقلالية قراره. قد يكون من المفيد القول أن المشروع الصهيوني ما كان يمكن أن ينجح لولا تقاطع دوائر عدة قامت بدعمه وتغذيته لاسيما الدائرة الاستعمارية الأوروبية والأمريكية، وأنه لم يكن ليصمد لولا دعم هذه الدوائر ومن بينها حتى دولاً أخرى في المجتمع الدولي في قارات العالم المختلفة. وأن المشروع الوطني الفلسطيني من الصعب أن يحقق النصر دون تقاطع دوائر عدة لدعمه وتغذيته مثل الدائرة العربية والدائرة الإسلامية والدائرة الدولية الإنسانية من الدول التي تدعم حركات التحرر الوطني ومطالبها العادلة مثل دول عدم الانحياز، ودول العالم الثالث التي تعاني من اضطهاد وجبروت القوة والنفوذ الأمريكي والأوروبي في العالم. وأن على الشعب الفلسطيني أن يضاعف جهوده لتعضيد تداخل الدوائر الداعمة له. ومع ذلك فإن عنصر التعزيز الذاتي للقدرة الفلسطينية مهم جدا، وتعزيز عدم الاتكالية بالاعتماد على الغير، وانتظار مبادرة الغير. وأن الجانب الفلسطيني قد خاض معركته بنفسه وبقواه الذاتية دون أن ينتظر مساعدة من أحد بسبب الحصار المحكم عليه والذي تساهم به أطراف عربية للأسف. بل يمكن القول إن الجانب العربي لم يكن صامتاً فحسب بل متواطئاً. وهذا ربما أضعف جانب المقاومة سياسياً حيث وجدت نفسها محاصرة سياسياً على الصعيد العربي، وأن هامش المناورة السياسية بقي محدوداً أمامها في ظل التواطؤ العربي. فقد حاولت المقاومة المناورة سياسياً على محور قطر تركيا للخروج من مآزق المحور المصري السعودي الإماراتي الذي هو على تماهي مع الجانب الإسرائيلي، ولكنها لم تنجح لاعتبارات جغرافية تتعلق بدكتاتورية الجغرافيا، والاستبدادية الجيوسياسية للجوار. لذلك كان العودة مجددا للدور المصري الوسيط. وبدل أن تقف الدول العربية في الدائرة الداعمة والمساندة للجانب المقاوم الفلسطيني كان هناك لعب دور الوسيط في الظاهر والمتآمر والمتواطئ في الباطن. وبالتالي افتقدت المقاومة ظهير عربي مساند وداعم لها. وقاتلت ظهرها مكشوفا سوى الاحتضان الشعبي لها والذي كان بحق عنصر القوة لها، والذي أمدها بالإرادة والعزة والصمود.

8- إن هذه الحرب قد أبرزت وحدة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. فقد ساهم العدوان على غزة في تعزيز تلاحم الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده. وكان هناك تضامن وتفاعل في الضفة الغربية التي سقط فيها الشهداء في مسيرات ومظاهرات ومواجهات مع قوات الاحتلال دعماً لغزة. كذلك وجدنا ذلك لدى فلسطينيي 48 الذين قاموا أيضاً بفعاليات تضامنية، وحملات تبرع لسكان غزة، إضافة إلى الحملات الشبابية الرائعة لجمع التبرعات أولاً، وحملات المقاطعة للمنتجات الصهيونية. ولذلك فإن الحرب الأخيرة على غزة قد ساهمت في تلاحم أطياف الشعب الفلسطيني، وتعميق الوجدان الشعبي الفلسطيني.

9- إن الحرب الأخيرة على غزة قد أعادت القضية الفلسطينية إلى المشهد السياسي والإعلامي الدولي سواء في تعاطي الدول دبلوماسيا مع الحدث أو في أروقة الأمم المتحدة. صحيح أن التحرك لم يكن بالمستوى المطلوب عربيا حيث أن جامعة الدول العربية أثبتت بأنها هزيلة وضعيفة ولا تسمن ولا تغني من جوع. بل يمكن القول إنها كانت في الجانب المتواطئ وليس الجانب الداعم للمقاومة وذلك لاعتبارات لها علاقة بمحاور النفوذ والهيمنة للدول العربية داخل الجامعة مما أفقدها تأثيرها. كذلك لم يكن الحضور الدولي من قبل الأمم المتحدة بالمستوى المطلوب بل تناغم وتواطء أحياناً وبشكل واضح مع الموقف والرواية الإسرائيلية مما أفقد الأمم المتحدة هيبتها ودورها المفترض في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ودعم حقوق الشعوب المقهورة. وبرز الارتباك في موقفها ودورها في الحراك السياسي الدائر. ومع ذلك فإن الحرب على غزة قد حركت الماء الراكد في الوضع الدولي السياسي للقضية الفلسطينية. وبالرغم من ضعف الموقف الأوروبي بشكل عام لكنه برز دور نشط ومتوازن لدى بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا والنرويج. هذا إضافة إلى مواقف صلبة وقوية لدى العديد من دول أمريكا اللاتينية. وهذه المؤشرات والمتغيرات في المواقف السياسية للدول يجب أن تُقيم تقييماً سياسياً ودبلوماسيا سليماً. وأن يتم التعاطي مع الإيجابيات ومعالجة جوانب القصور التي برزت أيضاً في الحراك السياسي وكيفية التعاطي معه.

10- التعاضد بين المسلمين والمسيحيين في قطاع غزة، مما جسد على الأرض الوحدة الوطنية، ووحدة الدم الفلسطيني. فقد شهد القطاع حالة تضامنية تكافلية كبيرة بين الطرفين. حيث فتحت كنيسة ومدرسة دير اللاتين أبوابها لإيواء النازحين الذين هدمت منازلهم في حي الشجاعية وأحياء أخرى في غزة. وقدمت لهم المساعدات النقدية والعينية خلال فترة الإيواء. كما أن الدم المسيحي امتزج بالدم الإسلامي في الحرب. حيث سقط العديد من المسحيين بين شهيد وجريح. وهناك عائلة عياد على سبيل المثال في مدينة غزة.

11- لقد أبرزت الحرب روح التفاني الذي تمتع بها العديد من العاملين في قطاع غزة، حيث شهدت فترة الحرب حالة من حمل الرسالة بين الكثير من العاملين في القطاعات الخدماتية مثل الصحة والدفاع المدني وموظفي البلديات والصحفيين. ودفع العديد منهم روحه ثمناً لذلك. حيث استشهد مسعفين وأطباء ورجال شرطة ودفاع مدني وصحفيين وعمال بلديات، وموظفي شركة الكهرباء ... الخ. ورغم الإمكانيات القليلة والظروف الصعبة إلا أن هؤلاء عملوا بتفاني منقطع النظير. وهذا الدور يجب أن يثمن.

12- لقد أبرزت الحرب الأخيرة على غزة مقدار التضامن الشعبي مع الشعب الفلسطيني في دول كثيرة في العالم، حيث لم تنقطع المسيرات وحملات التضامن في الكثير من عواصم ومدن العالم لاسيما في الدول الأوروبية وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية. بل تجدر الإشارة أن تفاعل الشارع الأوروبي والشارع في دول أمريكا اللاتينية كان أكثر وضوحاً من التضامن في الشارع العربي والإسلامي. صحيح أن جل هذه الفعاليات التضامنية قد قامت بها الجاليات العربية والإسلامية في هذه الدول بحكم هامش الحرية المتوفر هناك، ولكن لوحظ أيضاً مشاركة الكثير من المؤسسات الشعبية الأوروبية في هذه المسيرات، وبرزت أصوات تضامنية قوية من شخصيات لها حضورها في المؤسسات السياسية للدول الأوروبية مثل شخصيات مؤثرة بريطانية وفرنسية... الخ. وهذا يبرز ضرورة الانتباه لذلك من قبل المقاومة الفلسطينية لتعزيز التواصل مع هذه الشخصيات، ومحاولة استضافتها. وتعزيز عرى الصداقة مع الكثير من المؤسسات الدولية الشعبية التي أبرزت قدراً عالياً من التضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. والعمل على الانفتاح السياسي الرسمي والشعبي مع دول أمريكا اللاتينية.

ومع كل ما سبق من إنجازات ومؤشرات إيجابية فإنه يمكن القول أن هناك العديد من السلبيات التي رافقت الحرب الإسرائيلية على غزة منها:

- تعارض الخطاب الرسمي الفلسطيني مع الخطاب المقاوم الفلسطيني إلى حد أربك العمل السياسي الفلسطيني وأضعف من قدرته على المناورة السياسية، ومحاولة ترجمة إنجازات المقاومة العسكرية إلى حصاد سياسي مثمر. وقد كان هناك اتهام وتراشق واضح في الأيام الأولى للحرب، ولكن شهد الأسبوع الثاني نوعاً من الهدوء في التراشق والاتهام وساد نوعاً من الحد الأدنى في المشهد السياسي الفلسطيني.

- الخطاب السياسي والإعلامي الفئوي لفصائل المقاومة الفلسطينية، وضعف لغة المجموع في الخطاب الإعلامي مقابل تضخم الأنا. والميل إلى الاستعراض الإعلامي الفئوي. فكان واضحاً أن هناك هيمنة لحركة حماس في المشهد الإعلامي. صحيح أن حركة حماس هي الفصيل الأكبر الذي خاض الحرب عدة وعتاد وطاقة بشرية ولكن مع ذلك كان يجب أن يسود خطاب الشراكة أكثر من الخطاب التفردي الاستعراضي.

- التصرفات غير المسؤولة من بعض عناصر المقاومة مثل إطلاق الصواريخ من بين التجمعات السكانية، وبعض المعالجات الميدانية التي أثارت حفيظة الكثير من فئات الشعب الفلسطيني مثل المبالغة في فرض الإقامات الجبرية، وإطلاق النار في الأطراف ... الخ. ويمكن القول إنها كانت ممارسات بحاجة إلى انضباطية أكبر. رغم أن إنجاز الحفاظ على الجبهة الداخلية كان وضحاً بشكل جلي، وهو ضروري خلال الحروب. ولكن يجب معالجة وجه القصور في ذلك.

- إن الحرب على غزة لم تكن حرباً تقليدية بين جيشين، هي تندرج تحت مقاومة الاحتلال فيما يعرف بالكر والفر. ومع ذلك شهدت المعركة البرية ما يشبه الحرب النظامية ولكن بأساليب أخرى تتناسب مع خصوصية المقاومة. حيث قاتلت المقاومة وجها لوجه أحياناً، وتصدت بكل قوة وشجاعة لتقدم قوات غازية دفاعاً عن أرض غزة. فجمعت حرب غزة بين حرب العصابات وبين الحرب النظامية. وهو حالة معقدة تعطي للتجربة النضالية وضعاً خاصاً. وهذا يعود كما ذكرنا إلى وضع قطاع غزة كإقليم محاصر برا وبرا وجوا، ولكن على الأرض هناك مقاومة تدافع عن هذه الأرض. وهذا ما يعطي الشبه بالحروب النظامية، ولكن نجح المقاومون في المزج بين الجانبين وهو الكر والفر، والمواجهة المباشرة النظامية عند الحاجة والضرورية. وهذا الوضع المعقد انعكس سلبا في بعض الجوانب حيث وقع المدنيون أنفسهم في خضم قتال صعب بين مقاومة ومحتل. وكان المقاوم يحاول أن يعود أحياناً للانخراط بين المدنيين للتزود بالماء والمواد الغذائية. وكان هناك نوعا من الإهمال أو سوء التدبير من قبل بعض المقاومين أثناء تحركهم. صحيح أن المقاومة لم تقم بأي فعل استعراضي بين المدنيين خلال الحرب، وأداروا المعركة بشكل رائع على الصعيد الميداني. ولكن كان تحرك بعض المقاومين بين الخطوط الأمامية للمواجهة وبين الخطوط الخلفية المدنية كما قلنا يسوده سوء التدبير أحياناً مما أدى إلى ملاحقة تحركهم من قبل طائرات الاستطلاع الإسرائيلية وعملائها مما سهل رصدهم وأوقع خسائر كبيرة بين المدنيين. حيث أن هناك حالات كثيرة تم فيها قصف مقاوم أو عدة مقاومين أثناء تراجعهم للخطوط الخلفية المدنية، وقتل المدنيين ممن كانوا معهم أو قربها. وأدى ذلك إلى قتل عائلات بكاملها مثل عائلة زيادة وأبو جبر وغيرهم وهذا على سبيل المثال لا الحصر. وهذه الأخطاء التي تم ممارستها من البعض أوقعت ضحايا في صفوف المقاومين وصفوف السكان المدنيين. وكان يمكن تلافي ذلك أو على الأقل التقليل منه. كما كان سوء تصرف لبعض المقاومين بسبب استخدام الاتصالات التي كانت مراقبة من قوات العدو. وهذا أوضع ضحايا أيضاً في صفوف المقاومين والمدنيين. ويبدو أنه لم تكن هناك تعليمات واضحة أو عدم التزام بالتعليمات الواردة من القيادة من قبل البعض من المقاومين.

- إن الحرب لم تكن حرب تقليدية لذلك من الصعب تقييم النتائج بدقة. لذلك وقع الشارع الفلسطيني بين قراءات مختلفة للحرب، حيث اعتبرت حركة حماس أن نتيجة الحرب هي النصر المؤزر للمقاومة. وأنها تقيس ذلك على الأداء العسكري البري إضافة إلى فشل الجانب الإسرائيلي في تحقيق أهدافه سواء بالقضاء على ظاهرة إطلاق الصواريخ، أو تدمير الأنفاق، أو نزع سلاح المقاومة. فيما اعتبر البعض أنه رغم إنجاز المقاومة وإبداعها فإنه لم يتغير شيء على أرضية الواقع المعاش. وأن الاتفاق الذي وقع برعاية مصرية واستند إلى المبادرة المصرية به كثير من الغموض، وكثير من التعقيدات. واعتمد على المرحلية التفاوضية مما يدخل الطرف الفلسطيني في متاهات ودهاليز مؤامرات المفاوضات، والضغوطات العربية والإقليمية والدولية. وأن عودة التراشق الإعلامي والمناكفات السياسية بين حركتي فتح وحماس ممكن أن تضعف الجانب التفاوضي الفلسطيني وبالتالي لا يتم حصاد سياسي لما تم من إنجاز عسكري على أرض الواقع، ولا يرتق إلى مستوى التضحيات التي قدمت من قبل الشعب الفلسطيني والتي تزيد عن 2150 شهيد، و11 ألف مصاب منهم من أصيب بعاهات مستديمة. هذا إضافة إلى تدمير نحو ثمانية آلاف منزل تدمير كلي، وعشرات الآلاف من المنازل بتدمير كلي. هذا إضافة إلى الخسائر الكبيرة في القطاعين الزراعي والصناعي. وقد قدرت خسائر قطاع غزة في الحرب الأخيرة بنحو تسعة مليارات دولار. ولذلك فأن الجولات التفاوضية القادمة ومدى النتائج التي ستحققه ستساهم في إعطاء تقييم حقيقي للحرب ونتائجها.

- لم يكن تضامن وتفاعل الضفة الغربية وعرب 48 يتماهى مع قوة الهجمة الصهيونية على غزة حيث كان يجب أن تكون هناك حركة تصعيد ومقاومة أكبر. ورغم محاولة حركة حماس استنهاض الشارع في الضفة الغربية إلا أن أجهزة الأمن الفلسطينية هناك قمعت ذلك إضافة إلى قيام الجانب الإسرائيلي بتصعيد اعتقالاته وعنفه في الضفة الغربية. ومع ذلك فإن الأداء المقاوم هناك كان ضعيفاً ولم يرتق للمستوى المطلوب. وهذا له أسبابه التي لم نرغب بالخوض بها تفصيلياً.

- ضعف الإمكانيات في قطاع غزة لمثل هذه الحروب على صعيد الدفاع المدني وغيرها من القطاعات الخدماتية. فأمام آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة كان لابد من توفير إمكانيات أكبر في مجال الدفاع المدني، والبحث تحت الأنقاض. فما حدث في غزة حرب مدمرة استخدمت فيها قوات الاحتلال أكثر من عشرين ألف طن من المتفجرات والقذائف بأنواعها والتي وصلت ل 45 ألف قذيفة مدفعية هذا ناهيك عن البراميل المتفجرة والصورايخ من الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع. وقد قدرت هذه المتفجرات بأنها تعادل أكثر من ست قنابل نووية تقليدية. وفوق ذلك سياسة تدمير الأبراج التي استخدمتها قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة للحرب. فكل ذلك يتطلب وسائل وآليات مناسبة توضع في خدمة الدفاع المدني لمواجهة هذا القدر التدميري الكبير.

توصيات المقال:

- ضرورة وجود رؤية وطنية تستند على برنامج سياسي توافقي تشكل وثيقة الوفاق الوطني والتفاهمات حولها الحد الأدنى. وأن يتم الجمع بين المقاومة والمفاوضات، وإنهاء التشظي السابق حول ذلك.

- ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية على أسس سليمة وراسخة تقوم على احترام الآخر، والشراكة معه. وإنهاء ممارسات الإقصاء في الفكر والوعي الفلسطيني. وهذا يتطلب أن تكون حكومة التوافق حكومة الجميع وفق برنامج متفق عليه بعيدا عن حكومات الظل والمناكفات السياسية. حيث يجب إعادة بناء السلطة على أسس وطنية وليس وظيفية. وأن يتم تفعيل وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سليمة تضمن مشاركة الجميع. فالمشروع الوطني بحاجة للجميع.

- يجب عدم النظر لغزة كجزء منفصل عن الوطن والمشروع الوطني. وبالتالي عدم الدخول في متاهات الإعمار وفتح المعابر أي إعطاء الموضوع أبعاد إنسانية فقط بل يجب أن تكون المقاومة في غزة، وإنجازاتها رافدا من روافد المشروع الوطني. بمعني أن مقاومة غزة يجب أن يكون لها سقف سياسي هو الدولة الفلسطينية وليس الدخول في تجزئة الموضوع. وبالتالي ندخل في متاهات الإعمار في كل حرب تتعرض لها غزة بمعزل عن المشروع الوطني. فبوصلة المشروع الوطني هي كل الوطن وكل الشعب وليس جزء جغرافي أو ديموغرافي منه.

- ضرورة تكاتف الجهود جميعا لمعالجة تداعيات الحرب الاقتصادية والنفسية والمجتمعية والإسكانية وهذا يتطلب خطط عمل تواجه التحديات يشارك فيها الجميع وفق قدرته ونفوذه وموقعه. فذوي الضحايا من الشهداء والمصابين بحاجة إلى من يحتضنهم يخفف مصابهم، ويقدم الدعم لهم. ومن دمرت منازلهم بحاجة إلى من يدعمهم في معركة الإيواء والإعمار. كذلك المزارعين وفئة الشباب الذي تواجه تحديات الفقر والبطالة مما يدفعهم للموت في البحر طلبا للهجرة. كما أن أطفالنا في غزة بحاجة إلى دعم نفسي لإعادة الطفولة التي انتزعتها الحرب منهم.

- ضرورة العمل السياسي والدبلوماسي والقانوني لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة.

- ضرورة وجود خطاب سياسي وإعلامي موحد متماسك يرقى لمستوى عدالة القضية وتضحياتها.

- ضرورة التخلي عن الفئوية في الأدء السياسي والإعلامي والتعبوي وأن تكون القضية الفلسطينية والنضال الوطني هو الحاضن للفكر والممارسة.

- ضرورة معالجة الممارسات السلبية التي مورست خلال الحرب أو كانت من تداعياتها لتعزيز صمود الشعب ولحمته.

- القيام بدراسات موضوعية ونقدية تقييمة للحرب في جوانبها الإيجابية والسلبية. وفي المقابل دراسة المجتمع الإسرائيلي وتداعيات الحرب عليه في محاولة فهم عناصر القوة والضعف لديه لتحسين الأداء الفلسطيني في مواجهتها.

- أن يكون هناك رؤية واضحة لعملية التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، فإنجازات المقاومة يجب أن تترجم على الأرض والحذر من مؤامرات وكولسات المفاوضات، فهي معركة قد تكون أكثر شرسة نظرا لكثرة اللاعبين في ساحتها. وأن يحافظ الجانب الفلسطيني على وحدته ضمن أداء سياسي وإعلامي كفئ يستند على الخبرات المتراكمة، والاستعانة بذوي المعرفة في الجواب المختلفة السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية.