إقليم غرب غزة.. شلل وكوتات متنافسة ومتضاربة

بقلم: حازم عبد الله سلامة

إقليم غرب غزة بعد الانتخابات أصبح إقليم مفكك ومتناحر ، وهو الإقليم الوحيد الذي جرت به انتخابات وكانت انتخابات شكلية مركبة ومعدة النتائج مسبقا للمناطق والإقليم بلا ادني التزام أو مصداقية أو شفافية ،

فانتخابات المناطق ونتائجها وعدم التوافق بين أعضاؤها ونظام الشللية وتدخلات الأبوات ، أنتج إقليما هش وبلا قدرة علي عقد اجتماع بكامل الأعضاء ، وأصبح الإقليم شلل وكوتات متنافسة ومتضاربة ، مما خلق إقليما متصارع ، يضيع كل جهده في الخلافات والمشاكل ، مما انعكس علي المناطق بمزيد من التشرذم والخلافات والتناحر ، والتي هي بالأصل غير متوافقة ومنقسمة ،

ونتيجة هذه الانتخابات وديمقراطيتها المزيفة والخداع والتلاعب بها حسب أمزجة قلة من الأشخاص الواهمون الذين مازالوا يتعاملون مع فتح بأنها بيارة خاصة لهم ولأزلامهم ويتعاملون مع أنفسهم أنهم مخاتير في وقت الغنائم والانتخابات ويغيبون ويبتعدون وقت الأزمات ويتوارون عن الأنظار ويتنكرون لفتح وقت الشدائد ، هؤلاء هم مصيبة فتح وضعفها ، مخاتير وقت المغانم ومختبئون وقت المغارم والشدائد ، هؤلاء الذين يتقنون الرقص علي شتي الحبال ، ويعرفون من أين تؤكل الكتف ، ويأكلون علي كل الموائد ،

القرار التنظيمي للتنفيذ يا إقليمنا الموقر وليس للتصويت ،

فلا يجوز قانونيا لمن قدم استقالته طواعية ليخوض غمار انتخابات الإقليم أن يعود إلى نفس موقعه السابق ولكن بالإمكان الاستفادة من قدراته في موقع تنظيمي أخر ،

والإقليم ليس صاحب قرار بالإرجاع من عدمه حيث أن قرار إلزام الاستقالة للمرشح صدر عن لجنة الإشراف المكلفة من اللجنة المركزية وهى أعلى من لجنة الإقليم ولذلك فانه لا يجوز لجهة تنظيميه أدني أن تلغى قرار جهة تنظيميه أعلى رغم أن ما حصل ما حصل ليس من النظام ، وكان المفروض الاعتراض علي القرار منذ البداية كونه خارج عن النظام ، وعدم التعامل بمزاجية وحسب المصالح مع القرار ، إذا فزنا ، فالقرار محترم وإذا لم نفوز فالقرار خارج عن النظام ، هذه معادلة المصالح والمزاجيات اتركوها وكفي عبثا ، وفتح ليس علي مقاسكم وحسب أهواؤكم ، التزموا بما وقعتم عليه من تعهد ، واعملوا لفتح واجتهدوا لخدمة الحركة ، فخدمة حركة فتح والعطاء لا يحتاج إلي مسمي تنظيمي أو كتاب تكليف أو منصب ، والميدان مفتوح للعمل ، فتقدموا واحملوا الأمانة ، وابحثوا عن العطاء والإبداع ولا تبحثوا فقط عن مسميات ومراتب ،

اللجنة القيادية لم تصادق على قرار الإقليم ، والمفروض أن لا تصادق ، فمن حق الاخوه في لجنة الإقليم أن يتخدوا قرارا بالتوصية إلي اللجنة القيادية بالإرجاع ولكن ذلك غير ملزم للجنة القيادية ولكن في النهاية لم يكن قرار الإقليم صائبا لأنه كان مزاجيا ويؤدى إلى المزيد من المشاكل على الأرض بين الاخوه في المناطق ،

علما أن قرار الاستقالة مقابل خوض غمار الترشح لانتخابات الإقليم منع وحرم عدد كبير من أمناء سر وأعضاء مناطق من حقهم بالترشح والممارسة الديمقراطية ، ومن حق هؤلاء أن يتظلموا ويحتجوا علي هذا الظلم ، أما من قدم استقالته طواعية ووقع علي تعهد بالالتزام بعدم العودة إلي مكانه التنظيمي في حال لم ينجح بانتخابات الإقليم فهم يتحملون مسئولية رضوخهم لهذا القرار الذي كان سببا في ظلم زملاءهم وحرمانهم من حقهم بخوض الانتخابات نتيجة هذا القرار الجائر ،

ولا يحق لهؤلاء المرشحين أن يلوموا أحد بل عليهم الاعتذار لزملائهم أمناء سر وأعضاء المناطق الذين تم حرمانهم من خوض الانتخابات ، فلو لم يتم تساوقهم وخضوعهم للقرار الظالم لما وصلنا لما نحن فيه اليوم من خلافات ومناكفات ومزاجيات ، ولما حُرم زملاء لهم من حق الترشح ،

وأخيرا ، نقولها كلمة حق لا بد منها ، أن ما جري في إقليم غرب غزة ، لم يكن مؤتمر ولا انتخابات ، بل كانت مجرد لعبة عابثة لإخراج إقليم حسب أهواء ومزاجية البعض المتنفذ ، لضمان استمرار مصالح خاصة لهم ،

وندعو كافة إخواننا بأقاليم المحافظات الجنوبية إلي اخذ العبرة من تجربة غرب غزة ، فغرب غزة بسبب ضعف قيادته كان حقل التجارب وبداية الاختبار للمتنفذين ،

فاحذروا من تكرار الفشل وتمرير المؤامرة عليكم ، ففتح اكبر من كل المسميات ، فحركة فتح أمانة في أعناقكم فلا تسمحوا للمؤامرة أن تتمكن منكم ،

فنحن بحاجة لعمل جاد ومخلص ولسنا بحاجة للبكاء على أطلال الماضي ، فتح بحاجة لمن يحملها ويعبر بها إلي بر الآمان بالإخلاص والوفاء والتفاني ، وليس بحاجة لعشاق المسميات والمناصب ، يكفي عبثا ، فأرواح الشهداء تستصرخ بكم ، كفي ، كفي ، نتمنى الخير دوما لحركة فتح ، فالوطن يحتاج للأوفياء ،