نزع سلاح المقاومة

بقلم: فايز أبو شمالة

المتطرف الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، كان أول وزير إسرائيلي يعلن عن استحالة نزع سلاح المقاومة، وقال في 7/9 أثناء حوار له مع الصحفيين الإسرائيليين: علينا الاعتراف بان المطالبة بنزع سلاح المقاومة أمر غير واقعي.

وفي 24/9 اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو في مقابلة له مع صحيفة "إسرائيل هيوم"، اعترف أن نزع سلاح المقاومة هو غاية بكل تأكيد، ولكنه غير مؤمن بتحقيق هذه الغاية في الفترة القريبة.

أزعم أن التراجع الإسرائيلي عن شرط اعمار غزة مقابل نزع سلاح المقاومة يعتبر أهم انتصار سياسي تقدمه المقاومة للقضية الفلسطينية، وذلك لأن وجود سلاح المقاومة بحد ذاته لا يعني إلا دفن اتفاقية أوسلو تحت رماد المعارك؛ التي أثبت فيها الشعب الفلسطيني أنه ند في الميدان قبل أن يكون نداً على طاولة المفاوضات.

ورغم التسليم الإسرائيلي العلني باستحالة نزع سلاح المقاومة، إلا أن بعض المسئولين الفلسطينيين ظلوا غائبين عن الواقع، وهم يرددون شعاراتهم القائلة: لا مليم لغزة قبل نزع سلاح المقاومة، ولا اعمار لغزة إلا بنزع سلاح المقاومة، ولا فتح لمعابر غزة إلا بعد فرض القانون الواحد والسلطة الواحدة والسلاح الواحد، وهذا ما يعني ضمناً، نزع سلاح المقاومة.

اليوم، تنتصر المقاومة من جديد، وتوجه ضربتها القاضية إلى كل أولئك الذين طالبوا بنزع سلاحها، اليوم تنتصر المقاومة مع صدور تصريحين مدويين، جاء الأول على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي قال: إن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية مرتبط بالتسوية النهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وجاء التصريح الثاني على لسان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض السيد عزام الأحمد الذي قال لصحيفة الغد الأردنية: "موضوع السلاح لم يطرح خلال محادثات القاهرة، ولا تفكر حركة فتح في طرحه.

اليوم تنتصر المقاومة مع اعتراف القريب والبعيد بالواقع الجديد، وقد أدرك الصديق أن بقاء سلاح المقاومة يشكل علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية التي ستحقق حضوراً فاعلاً في مؤتمر المانحين الذي سترعى جلساته القاهرة والنرويج في الثاني عشر من الشهر القادم.

اليوم يمكننا القول: إن مرحلة اعمار غزة قد بدأت بفضل الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني، الذي أكد في كل استطلاعات الرأي المحايدة على تمسكه بسلاح المقاومة.