بسم الله الرحمن الرحيم
أي عيد .... ياغزة الحزينة .. ؟؟ !!
ياغزة الحبيبة ....ياسيدة الحزن ..أي عيد هذا الذي ستحتفلين به ، وقد غاب عن وجهك الجميل الشهداء الأبطال الأطهار الأحرار...؟؟!!
أي عيد ستحتفلين به ياغزة ، ياحبيبتي وقد ابتلع البحر ابناءك وهم يفرون من الموت إلى الموت ، وم الشهادة قصفاً وحرقاً وتقطيعاً ، إلى الشهادة غرقاً ، وهجرةً وغربةً ...؟؟!!
ياغزة أنت المدينة الشامية / الفلسطينية الجميلة ، والتي إعتادت أن تصنع من الرماد نهوضاً ....!!
، ومن الدمار انتصارأ واشتعالاً ..!!!
أنت التي إعتادت أن تنتصر على الموت ... والحرق والتدمير والقتل ، أنت التي كانت تولد من الموت ، وتشتعل فيك الحياة من جديد ، اكثر إشتعالاً وتضحيةً وعطاءً وصموداً ..
أنتي ايتها الجميلة من حار فيك الصديق والشقيق والحليف والعدو ، فتمنى العدو ، ومعه ( بعض الشقيق !! ) ، ان يفيق في الصباح ليجد أن البحر قد إبتعلك ...!!!
ولكنك يا سيدة الحياة والجمال والمقاومة والصبر والصمود والتحدي ، ابتلعت اعدائك وبعض اشقائك ، وكل من خانك وطعنك في ظهرك ، وإنتصرت ، وانتصرت ، وانتصرت ، نعم أنتصرت ياسيدة الطهر والشهادة والعشق ، والحياة الصعبة ن ولمنها الحياة الأكثر جمالاً وعزة..
ياغزة ... سا سيدة البهجة ، يا سيدة الفرح وسيدة الحزن ...
سيغيب هذا العيد أيضاً الشهداء الأحباب ، الذين رحلوا نحو الجنة وهم مبتسمون ...
ضاحكون ...
فرحون ....
سيغيب عنك ، وعنا هذا العيد أحبابٌ كثر ، ولكن حضنك الدافئ ياغزة العزة والكرامة سيضمنا ، وستعلميننا ساسيدة الصبر والصمود كيف نتجاوز لحظات الحزن القاسية ..
فهذا العيد ستفتح الجراح من جديد في الصباح ، ونحن نسترجع الذكريات الجميلة لأروع الناس واطهرهم واشرفهم واعظمهم ...
سنغني لهم ...
سنصرخ بأسمائهم ، سننادي كلاً منهم باسمه ...
سنفتش في وجوه من بقي من الأحباب والناس عن ملامحهم الجميلة ، علنا نكتشف أن احداّ منهم قد عاد ...!!! تُرى هل عاد من احبابنا احدٌ
ولكن ....
للأسف ... الشهداء لن يعودوا هذا العيد ...
وعلينا نحن ان نحث الخطى للحاق بهم ...
فهناك الرفقة الجميلة ، والصحبة الطيبة ، هناك حيث لاتعب ولا نصب .
هناك حيث الرضى والخلود الأبدى ...
لك الله ياغزة وأنت تمسحين الحزن والتعب والدموع المتساقطة على محياك ووجنتيك ....
وتنهضين من جديد ..
تصنعين فجراً جديداً وعزاً وإنتصاراً وكرامة وصبرا وصمودا
وتبقين انت ياسيدة النصر والصمود والفرح عنوان عزة شعبنا وكرامته وبوابة حريته ومجده ومستقبله ..
احبك ياغزة .. وكل عام وانت وأهلك الرائعون / اشرف الناس ، اعظم الناس ، اكرم الناس ، أطيب الناس بالف ... ألف خير
كل عام وفلسطين من بحرها إلى نهرها بألف خير
كل عيد وشعبنا الفلسطيني البطل العظيم الصامد المرابط بألف خير
كل عام والجزائر الحبيبة وشعبها الأصيل الطيب بألف خير
كل عام وأمتنا الإسلامية والعربية بألف خير
وأعاد الله تعالى العيد السعيد على شعبنا وامتنا وبلادنا ، ومسجدنا الاقصى المبارك ، وقد تحققت كافة أماني شعبنا بالنصر والحرية والاستقلال والعودة ، وتحرير الأرض والانسان ، وكذلك على امتنا الاسلامية والعربية ، وقد تحققت كافي أماني الأمة بالوحدة والتكامل والاستقرار والازدهار .
وكل عام وأنتم بألف خير أحبتي ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.محمد أبوسمره ـ غزة / فلسطين
مفكر ومؤرخ إسلامي / فلسطيني
رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني ، ومركز القدس للدراسات والإعلام والنشر ( القدس نيوز )
النشر خاص بجريدة الخبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البريد الاليكتروني [email protected]