صرخة من مواطن إلي حكومة الوفاق ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس الوزراء وزير الداخلية : رامي الحمد الله ،
السادة وزراء حكومة الوفاق ،
تأتون إلي غزة الجريحة النازفة ، كما جاءت قبلكم وفود القيادات وقضوا أجمل أوقات رائعة في فنادق غزة الفخمة ، وأكلوا من أشهي مأكولاتها ، وعقدوا اللقاءات الصحفية ووزعوا الابتسامات عبر الفضائيات ، وأكثروا الوعودات والتعهدات بالإصلاح وتحسين الوضع للسكان ، وذهبوا ولم يتغير شيء بل ازداد الوضع سوءا أكثر وأكثر ،

تأتون إلي غزة وقد تراكمت آلامها ومازال دمها نازف ، ودموعها منهمرة ألما وقهرا ،
تأتون إلي غزة بعد أن أثخنتها الجراح وكانت طعناتكم أشد ألما في جسد غزة بقراراتكم الظالمة الفئوية ،
فبأي حال تأتون ؟؟؟ وماذا تبقي لسكين قراراتكم من ذبح لغزة وأبناؤها ،
وهناك من يدعو للخروج لاستقبالكم بالورود والهتاف والتصفيق ، فغزة لم يعد بها ورود فقد داستها جنازير دبابات الاحتلال ، وأصواتنا بحت ومن شدة صراخ الألم والقهر والمعاناة والاضطهاد ، وأيادي أطفالنا بترت بقذائف الاحتلال ولم تعد قادرة علي التصفيق ،

وعائلات غزة تجلس فوق ركام بيوتها المدمرة ، تشكو إلي الله ، ظلم الاحتلال وتهاونكم وإهمالكم لها ، حتى أصبح الوطن بأعينهم مجرد كومة من ركام وأطلال بيوت مدمرة تروي حكاية الم ومعاناة ، وظلم الاحتلال وغطرسته ،
فهل أتيتكم لتعيدوا لها حقها وابتسامتها ؟؟؟ هل أتيتكم كمسئولين عن شعبكم لتعطوا واجبكم بأمانة ومسئولية ؟؟؟
هل أتيتم كقاة لهذا الشعب المظلوم أم أتيتم كسماسرة وتجار تبحثون عن أموال إعمار ؟؟؟ وتجنون المكاسب علي حساب آلامها وجرحها النازف ؟؟؟

نتمنى أن يكن أول قرار وزاري يصدر عن اجتماعاتكم هو إصدار قرار بالإفراج الفوري عن معتقلي فتح السياسيين ، والعمل علي ترتيب الوضع لعودة آلاف الموظفين الذي اجبروا علي ترك مقراتهم ومؤسساتهم ووزاراتهم بالقوة ، ليشاركوا في إعادة بناء الوطن من خلال حكومتكم التوافقية ، والتراجع عن كافة القرارات الجائرة الظالمة التي اتخذتموها ضد موظفي غزة ، وحل قضية تفريغات 2005 ،
والعمل علي إعداد برامج لتوفير فرص العمل لآلاف الخريجين والعاطلين عن العمل ، وإنصاف العمال الفئة الأكثر تضررا علي مدار سنوات الانقسام ،
واعتبار غزة منطقة منكوبة والبدء بتنفيذ مشروع اعمار غزة وإيواء آلاف الأُسر المشردة ،
فغزة بها من الألم ما تنوء عن حمله الجبال ، وغزة تنتظر منكم الكثير من العمل والعطاء والوفاء ، فشعبكم الصامد الصابر يستحق منكم الأفضل ، فكونوا علي قدر المسئولية ، وكونوا أهلا لحمل الأمانة الوطنية ،
فالتاريخ سيسجل ولن يرحم من تهاون بأداء واجبه وحق شعبه ، فبغزة حقوق كثيرة تحتاج لإعادتها إلي أهلها وإنصافهم ،
غزة تنتظر منكم عهد جديد يعيد لها حقوقها ، ومازال بغزة أمل ،
وهذه الكلمات صرخة مواطن يعشق وطنه أثخنته الجراح آلما وقهرا ، ويتمني وطنا حرا ينعم بأمن وأمان وعدالة اجتماعية وحرية رأي وحياة كريمة ، فهل تصل لكم الصرخات ؟؟؟
والله الموفق والمستعان
[email protected]
مع تحيات أخوكم / حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "