القوى السياسية....بين التصريح والاحتمالات.!!

بقلم: وفيق زنداح

اذا ما صحت التصريحات المنسوبة للدكتور احمد يوسف احد قيادات حركة حماس والتي أشارت الى تفكير جاد للشراكة بقائمة انتخابية موحدة ما بين حركتي فتح وحماس ... وبهذه السرعة الفائقة والتي تعطي مدلولات متقدمة حول حرص حركة حماس علي الشراكة السياسية ...ولكن ما لم يكن متوقع أن يصدر تصريح من أحد قيادات حماس بمثل هذا المحتوي والمضمون حول الحركتين الاكبر علي الساحة الفلسطينية ....الحركتين الاكثر تنافسا ...وحتي الامس القريب كانوا الاكثر تشابكا... والحمد لله وقد أصبحوا أخوة وأحبة .
لم نسمع وعلى الاقل كاتب هذا المقال عن أي ردود فعل من قبل حركة فتح بخصوص هذا التصريح ...كما لم أسمع أي تصريح مؤيد من قبل قيادات حركة حماس لمثل هذا التوجه الذي أعلن عنه الدكتور أحمد يوسف أحد قيادات الحركة....وهذا ما يوفر مساحة شاسعه من التحليل والدراسة والبحث حول مدلولات وأهداف مثل هذا التصريح والتي أختصرها بالتالي :
أولا: حركة حماس ومن خلال المراجعات الداخلية واستقراء الواقع ودراسة أفاق المستقبل تري في حركة فتح المنافس الأقوى على الساحة الفلسطينية هذا التنافس الكبير يراد منه أن يكون شراكة انتخابية.... والفرق شاسع.... ما بين الشراكة السياسية... وما بين الشراكة الانتخابية بقائمة واحدة.... مما يدلل علي أن حركة حماس لا تثق كثيرا باستطلاعات الرأي التي تفيد بتفوق الحركة وحسمها للانتخابات القادمة مما يجعلها تفضل الشراكة أكثر من المنافسة .
ثانيا: احتمالية أن يكون التصريح للدكتور أحمد يوسف بالون اختبار وهذا متعارف عليه بالعمل السياسي لدراسة مدي استجابة حركة فتح لمثل هكذا تصريح ومدي انعكاساته الداخلية علي قيادات وكوادر وعناصر الحركة والأهم علي قاعدتها الجماهرية الواسعة .
ثالثا: احتمالية أن تكون حماس قد وصلت من خلال قرار داخلي بالعمل علي تفادي ترددات الزلازل الذي أصاب حركة الاخوان المسلمين بالمنطقة ومحاولة تلافي ترددات هذا الزلازل بحكم خصوصية الحركة داخل الشارع الفلسطيني بالتوجه للمشاركة بقائمه انتخابية موحدة مع حركة فتح الاكثر تنافسا واحتمالا بالفوز بنتائج الانتخابات القادمة .
رابعا: محاولة التقدم بخطوات مدروسة ومنظمة لاقتسام ما هو قادم من نتائج حلول ممكنة في ظل التحرك السياسي وامكانية اقامه دولة فلسطينية مستقلة .
خامسا: إن مثل هذا التوجه لدي حركة حماس يأتي في اطار التكتيك السياسي وليس الاستراتيجي للحركة لاعتبارات عديدة سياسية وايدلوجية وثقافيه ....وبالتالي يبقي التصريح حتي وان كان جاد في اطار التكتيك وليس تعبيرا عن استراتيجية حركة حماس .
حركتي فتح وحماس هما الاكبر على الساحة الفلسطينية ...وهما الاكثر تنافس ...الا أن هذا لا يعني غياب القوي التنافسية الأخرى واهمها اليسار الفلسطيني كقوي ثالثة وقوية اذا ما أحسنت فعلها علي واقع الارض وهذا ما سأتطرق له لاحقا بعد طرح العديد من التساؤلات الهامة .
هل حركة فتح تقبل بمشاركة حركة حماس في قائمه انتخابية موحدة ؟؟
هل حركة فتح يمكن أن تقبل بترك شركاء النضال الطويل من قوي اليسار الفلسطيني ؟؟
هل هناك احتمالية قائمة لإمكانية تشكيل قائمه موحدة بين حركة فتح واليسار الفلسطيني ؟؟
ما هو موقف حركة الجهاد الاسلامي من شريك المقاومة الذي يريد أن يتوحد بقائمة موحدة في الانتخابات القادمة ؟؟
وهل ستبقي حركة الجهاد الاسلامي علي موقفها بعدم المشاركة بأي انتخابات علي ارضية اتفاقيه اوسلو ؟؟
في عالم السياسة كل شى متوقع ومحتمل ....وليس هناك من موقف ثابت ...لا يتغير ...والتاريخ حافل بالمتغيرات السياسية .
وهذا ما يجعلني أحرص علي اليسار الفلسطيني ذات التاريخ النضالي الطويل والشراكة السياسية الممتدة عبر عقود ..والمعمدة بدماء الألاف من الشهداء والجرحى والاسري بطرح النقاط التالية :
أولا : ان وحدة اليسار الفلسطيني في ظل معادلة وخارطة القوي داخل الساحة الفلسطينية أصبحت ملزمة وضرورية وهامة بالمرحلة الحالية والمستقبلية .
ثانيا : أهمية مراجعه موقف اليسار الفلسطيني ونمطيه التفكير والمواقف المتخذة بما يخص ترتيب الاوضاع الداخلية خاصة ما بعد البدء بتنفيذ بنود المصالحة ما بين حركتي فتح وحماس ثالثا: اليسار الفلسطيني واهميه استثمار تاريخه وطاقاته السياسية ...الفكرية ...الثقافية ...والاستفادة القصوى من القدرات النوعية لقيادات وكوادر وأعضاء هذا اليسار
رابعا: أهميه الحضور الاعلامي لقوي اليسار الفلسطيني وعدم ترك الساحة الاعلامية حتي يتمكن اليسار في صياغة الرأي العام والفكر السياسي المجتمعي والثقافي المشارك بأي انتخابات قادمة .
خامسا: يجب أن يكون اليسار الفلسطيني موحد ومنافس قوي في أي انتخابات قادمه كقوة ثالثة تحدد معالم الخارطة السياسية الداخلية .
سادسا: وحدة قوي اليسار الفلسطيني وان كانت مطروحة منذ زمن ..الا انها أصبحت اليوم ضرورة وطنية وذات أهميه استراتيجية بعيدا عن اجندات أي فصيل .
قوي اليسار الفلسطيني يجب ان تخترق جدار الصمت.... وما يمكن أن يكون محاولة للمزيد من السيطرة والتفرد ....فاليسار الفلسطيني شريك أصيل بالنضال الوطني وهو الاقرب لحركة فتح ...وهذا ما يؤشر ويدلل علي أن المرحلة القادمة ستشهد ترتيب جديد لخارطة القوي السياسية الداخلية .....وما يمكن أن تفرزه من نتائج غير متوقعة...وغير واردة في حسابات الاخرين ...لان السياسة مليئة بالمفاجئات...ولكن الاهم من يمتلكون قدرة تحديد التوقعات ....والاحتمالات الاكثر توقع ....وستبقي الكرة بملعب حركة فتح.

الكاتب : وفيق زنداح