فهمونا شو اللي بصير في فتح

بقلم: رمزي النجار

لا اعرف كيف اوصف دهشتي وصدمتي بما سمعت ورأيت من مواقف وأحداث تحصل داخل حركة فتح ومن قيادتها بكافة المستويات في هذه الأوقات بالذات، تصريح يخرج على لسان عضو لجنة مركزية لحركة فتح يقول بأن الحركة قدمت مقترح لحركة حماس بالمشاركة في قائمة واحدة في الانتخابات المقبلة، وكأن الامور بين الحركتين تسير على ما يرام في الكواليس دون علم القيادة الميدانية، ولكن الغريب والعجيب في الموضوع هو القائمة الموحدة ستكون منافسة لمن؟! هل ستكون منافسة لفصائل منظمة التحرير أم للشخصيات المستقلة أم للمتجنحين في الطرفين أم ستكون قائمة شكلية لانتخابات شكلية قائمة على المحاصصة؟ ومن ثم عن أي انتخابات يتم الحديث عنها في ظل عدم بسط السلطة سيادتها على غزة وعدم ممارسه حكومة الوفاق لمهامها ومسئولياتها اتجاه أبناء غزة، أم هذا تصريح للتسويق الاعلامي فقط لنفس يعقوب، وفي السياق هناك تصريح مشابه قبل ذلك بيومين من أحد قيادات حماس باتجاه نفس الموضوع، ربما الصدفة خير من ألف ميعاد إن كنا أمام الصدفيات، وموقف أخر حصل بأن الهيئة القيادية لحركة فتح بغزة وفي مقدمتهم عضو اللجنة المركزية مفوض التنظيم بغزة جميعهم يقاطع زيارة حكومة الوفاق لغزة لعدم دعوة قيادة الحركة في بروتوكول الاستقبال، وفي المقابل شاهدنا عضو لجنة مركزية من غزة في حفل الاستقبال، والسؤال لماذا المقاطعة وعلى ماذا؟ فالحكومة ليست حكومة حركة فتح بل هي حكومة وفاق، وأيضا هناك عضو لجنة مركزية من غزة كان متواجدا باستمرار مع عدد من وزراء، فهل هذا يمثل نفسه أم يمثل الحركة بصفة عامة؟ أما اذا كانت مقاطعة الهيئة القيادية زيارة الحكومة تعبيرا عن استيائها من عمل الحكومة وقراراتها بحق الموظفين المدنيين والعسكريين وتضامنا معهم فهذا ينم عن روح المسئولية المشتركة ولكن ليست بهذه الطريقة، إلا إذا كانت قيادة الحركة في غزة أمام اثبات الذات في ظل تغيبهم وغيابهم بقصد أم بدون قصد عن المشهد الغزاوي برمته، وهل هذا الغياب والتغيب تعبير عن عدم رضا اللجنة المركزية عن الهيئة القيادية بغزة، أم نفترض حسن النيه في هذا الاتجاه، وإذا افترضنا ذلك فلماذا لم تأخذ اللجنة المركزية بيد هيئتها القيادية بغزة خلال فترة العدوان على غزة وما بعدها؟ وإذا كانت الهيئة القيادية معنية بأثبات ذاتها فكانت الفرصة أمامها سانحة خلال فترة العدوان الأخير، ولا يمكن التحجج بعدم توفر الامكانيات، فأوضاع الطوارئ تتطلب المبادرة والتكاتف وحسن التصرف والأداء في الميدان دون انتظار القرارات العليا، وفي حدث آخر يتصل قادة الأقاليم الميدانيين بأعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية لاستيضاح موقفهم من القرارات الخاطئة الصادرة عن القيادة باتجاه أبناء غزة فيكون الرد بعدم علمهم بالقرارات وانهم ضدها ولكن لا يستطيعون عمل شيء، وعلى حد قولهم صوتهم غير مسموع، والسؤال الذي يطرح نفسه صوت من المسموع في الحركة!! وفي موقف آخر من غزة تشاهد أقاليم موازية للاطار الشرعي المكلف يقومون بتوزيع الأموال والمساعدات لأبناء فتح المحسوبين ضمن دائرتهم المغلقة باسم حركة فتح، في المقابل الاطار الشرعي المكلف لم يقدم شيئا لأبناء الحركة بشكل عام، مما خلق حالة من البلبلة وعدم الرضا العام لاختلاط الامور مع بعضها البعض، وهناك الكثير من المواقف والأحداث التي تجعلنا نتسائل ما الذي يحصل بالزبط في الحركة، لم نكن نتصور ان تصل الامور في الحركة الى هذه الدرجة، شو القصه شو الحكايه ما حدا فاهم حاجة، وكما يقول المثل الليبي "أن حاب تفهم تدوخ " بصراحة يحق لأبناء فتح الغيورين تمل وتطلع روحها ويرتفع الضغط عندهم، ولسان حالهم يقول هلكنا تعبنا وقدمنا كل ما عندنا للحركة على شو، وبعدين معكم يا قيادة فتح، بعدين فهمونا شو بصير في الحركة، فهمونا شو حاصل معكم، وفتح وين رايحه، فهمونا شو اللي بصير في فتح يا قيادة الحركة !!