الاتصال هو التواصل مع الآخر أو بلغة أخرى هو البحث عن أرضية مشتركة بين طرفين أو شخصين، وإيجاد هذه الأرضية المشتركة هو هدف أي اتصال فعَّال وناجح يسير في الاتجاهين معا " الأخذ والعطاء في نفس الوقت" .
الإنصات الواعي أهم من التحدث المطلق، لا تمارس التشويش على انتباهك بتفادي الغرق في مشكلاتك الشخصية أثناء حوار الآخر، واصنع دائما هدفا للحديث والإنصات والحوار، لكي لا يكون كل ذلك مجرد مضيعة للوقت.
ان الكتابة هي أسلوب أصيل في الاتصال، فعندما نبدأ في التفكير بكتابة مقال، فهنا علينا أن نبحث عن هدف المقال "لماذا ..؟! "، بغض النظر عن عدد القراء المستقبلين، فأنت لا تعرف متى تصبح فكرتك فاعلة أو مؤثرة أو عامة، وفي نفس الوقت لا تفكر في أن تكتب لنفسك، أي لا تكتب انفعالاتك لمجرد الفضفضة الداخلية، فهذا يمكن أن يدخلك في دوامة من التناقضات، ولكن تعامل مع القراء على مبدأ " العصف الذهني"، بحيث تطرح الفكرة وتنتظر ردود الأفعال أو إيصالها وبذلك تكون قد نجحت في زرع بذرة في تربة خصبة .
الكتابة ليست وظيفة ولكنها رغبة ومشاركة و قدرة على اختراق الصمت وتفعيل كل أدوات الاتصال بالقارئ، وبهذا يكون هناك تواصل مستمر بين الكاتب والقارئ والكتاب والأفكار، مما يزيد "الاثنين" ثقافة ومعرفة وتفاعل أيضا .
في نفس الوقت الكتابة تعتبر انعكاس لغريزة المقاتلة عند الإنسان، فأحيانا يكتب الإنسان مدافعا عن نفسه أو عن مجتمعه أو عن أفكاره أو حتى عن إنسانيته أو ضد ظلم وقع عليه أو ضد محتل اغتصب أرضه وحقوقه، فكلما استطاع الإنسان تقدير ذاته كلما استطاع أن يكتب عنها وأن ينطلق في مجالات أوسع، سيشعر بعدما تصل أفكاره للقراء انه شارك في الدفاع عنهم وممارسة حقوقه وتحقيق أهدافه، وهنا يجب أن يتسلح الكاتب بالقراءة الدائمة والموهبة والخبرة والقدرة على خلق أفكار جديدة ومقنعة .
وأخيرا علينا أن ننصت لصوت أطفالنا وان نعلمهم كيف يمسكون الكتاب وكيف يرسمون أفكارهم ونراقب طريقة تفكيرهم، لأنهم عماد المستقبل لنا جميعا، وما نغرسه اليوم سوف نفتخر به غدا، فليكن الغد هو التواصل الأوسع نحو الحضارة والتطور والكتابة والقراءة والعصف الذهني دون أي تشويش بسبب مشكلاتنا الخاصة أو المجتمعية .