لبنان الى اين في ظل مخاطر ما يتهدد طرابلس من اعتداءات تنذر بمواجهة تتعدى الصراع الاقليمي

بقلم: علي ابوحبله

بات الخطر يتهدد لبنان وأصبحت المجموعات المتطرفة تشكل مصدر قلق للبنانيين خاصة في ظل الخلافات التي تعصف بمختلف القوى في لبنان ، وفي ظل عجز القوى اللبنانيه من اختيار رئيس للبنان ينال ثقة غالبية مجلس النواب اللبناني وخلافات اللبنانيين للتمديد لمجلس النواب للمرة الثانية ، وان الاتهامات التي توجهها قوى الرابع عشر من اذار لحزب الله ومحاولة بعض قوى 14 اذار من تشكيل حاضنه للمجموعات المسلحه لتكون في مواجهة حزب الله ومحاولات البعض توجيه اصابع الاتهام لحزب الله لمخاطر ما يتعرض له ، كل ذلك مناكفة لسوريا واصطفافا مع المتآمرين على سوريا وهذا كله يصب في مخاطر لبنان حيث الارهاب يطرق ابواب لبنان ، لم يعد لبنان بمنأى عن الارهاب ولم يعد بمقدور لبنان الدوله والشعب والمقاومة لتنأى بنفسها عن مجريات ما يدهم المنطقة من اخطار ، لقد اصبحت المجموعات المسلحه مصدر قلق للبنانيين ، وبشكل واضح وجلي ينفذ المسلحون عمليات داخل الاراضي اللبنانيه ، وان عملية بريتال في البقاع هو خطر ما يتهدد لبنان والجيش اللبناني واللبنانيين ، حيث تتحدث المعلومات عن مخطط كبير يستهدف مدينة طرابلس وتحويلها الى امارة اسلاميه لتشكل منفذ داعش على البحر الابيض المتوسط ، هناك خطر داهم يتهدد امن لبنان واللبنانيين اكثر من أي وقت مضى وان داعش وجبهة النصره والعديد من المجموعات الاسلاميه باتت تهدد عنق الدوله اللبنانيه ، وكما يبدوا ان عملية بريتال قد تكون مقدمه لعمليات قد يشهدها لبنان ، فبحسب محللين عسكريين المعركة في جرود بريتال ليست سوى فاتحة عهد جديد من الاعتداءات التي قد تتكرر مع المزيد من التصعيد وعلى نطاق أوسع في أكثر من منطقة لبنانية فالمجموعات المسلحه المختلفة الاتجاهات والانتماءات والولاءات يعدّون لهجمات أخرى على أكثر من محور في لبنان ، عشرات الخلايا النائمة موجودة في مخيمات النازحين السوريين ولا سيما في البقاع الغربي. الوضع في طرابلس يعد الاكثر قلقا خاصة وان النوايا تتجه لإعلان عاصمة الشمال اللبنانية الاقتصادية ولاية اسلاميه تحت راية داعش ، والخلايا النائمة تنتظر الضوء الاخضر لتنفيذ مخطط الاستيلاء على طرابلس اللبنانيه ، ان خطر الانقسام اللبناني يصب في صالح مخطط انقسام واقتسام لبنان خاصة وان قوى الرابع عشر من لبنان ما زالت تعتبر سلاح حزب الله هو الخطر وان قوى الرابع عشر من لبنان بموقفها تشكل حاضنه للمجموعات المسلحه لا ستنزاف قدرات حزب الله وهذا ما يخدم اهداف اسرائيل لإشعال معارك داخليه لبنانيه تشغل حزب الله عن اسرائيل ، فإسرائيل التي تستبعد سيناريو التدخل المباشر بعد هزيمة تموز 2006 ما برحت تسعى للضغط على الحزب واستنزافه بطريقة غير مباشرة المعلومات تتحدث عن أن إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول إقليمية وعربية تعمل على توفير منطقة عازلة للمسلحين، ابتداءً من القنيطرة إلى سفوح جبل ألشيخ المطلة على أهم معقل للمقاومة.وبحسب محللين استراتجيين فإن "داعش" يسعى لإقامة ممرّ آمن الى ألبحر وهذا ما لم يتوافر له حتى الآن لا في سوريا ولا في العراق، لهذا هو يحاول فعل ذلك في لبنان. ليست داعش لوحدها التي تتهدد امن لبنان حيث تسعى "جبهة النصرة " الى افتعال معركة مع الجيش في طرابلس لأنها عاجزة على تسجيل اي انتصار في اي معركة تخوضها على جبهة عرسال بفعل الاجراءات التي اتخذتها القيادة العسكرية في تلك المنطقة وأدت الى عزل البلدة عن الجرود و قطع التموين والطبابة ومستلزمات لوجيستية اخرى كان مقاتلو الجبهة يؤمنونها.وبحسب تقارير أمنية أن "الجبهة" تريد تأمين إيواء عائلات مع اقتراب فصل الشتاء وان احياء في طرابلس يمكن اعتبارها بانها حاضنة لمناصريها يمكن ان تشكل سندا لها. وجاء في تلك التقارير أن "منتسبين للجبهة يلقون قنابل يدوية او يطلقون النار على حواجز للجيش في شكل مباغت فيصيبون الجنود وينتج عن ذلك اما مصرعهم اوجرحهم".أما الطريقة الثانية وهي الأشد خطراً محاولة إقناع بعض العسكر ترك المؤسسة والالتحاق بالجبهة. وتبين ان الأسلوب الثاني فشل الى الان وان من يفر من موقعه العسكري او من ثكنته، انما يقدم على ذلك لانه ارتكب مخالفات مسلكية عدة وينتهز فرصة ما ليهرب بدلا من ان ينفذ عقوبات قانونية. الطبيعة الجغرافيه لمدينة طرابلس تشكل عقده لدى الجيش اللبناني لكيفية مواجهة المجموعات المسلحه التي تلوذ بالفرار بعد تنفيذ هجماتها التي تستهدف الجيش وتخبئ في مناطق سكنية ضيقه يصعب على الجيش الوصول اليها خشية الحاق الضرر بالمواطنين اللبنانيين ، هناك تقارير امنيه استخباراتيه عربيه وغربيه مقلقه للغاية عن استعداد لجبهة النصره لمقاتله ومواجهة الجيش اللبناني بعد الهزيمة التي لحقت بالمجموعات المسلحه في معركة عرسال الاولى بعد منعه من ان تكون الماوى لعائلات المجموعات المسلحه وتشكيل بنى تحتيه لهذه المجموعات وان خسارة المجموعات المسلحه التي لحقت بهم في البقاع وجرود القلمون تدفعم للمزيد من العمليات المسلحه التي تستهدف لبنان واللبنانيين ، ان خطر ما يتهدد لبنان هو الحدود الشرقيه وكيفية تامينها لمنع تسلل المجموعات المسلحه من النصره وداعش وغيرها من تنظيمات تنضوي تحت مسميات واسماء لتنظيمات اسلاميه ووضع حد لهجماتهم وتجنيب القرى المسيحيه والشيعيه القريبه من الحدود من مجازر تفتعلها لاحداث شرخ مذهبي يقود لبنان للفتنه المذهبيه الطائفيه حيث ما زال لبنان ممسكا بوحدته ، لبنان امام خطر داهم وينذر بمخاطر انفلات امني يتهدد المنطقه باكملها ولن تفلت منه اسرائيل ولن تكون بمعزل عنه ، وان هذا الخطر يتهدد المخيمات الفلسطينيه ويتهدد لبنان باكمله لينعكس الصراع في لبنان ان حدث على المنطقه ويصبح اعم وشامل ، فهل تدرك واشنطن وحلفائها لمخاطر انتقال الصراع الى لبنان وخطر تهديد المنطقه وخاصة امن اسرائيل الذي تسعى واشنطن من استهدافها لسوريا وايران وحزب الله وقوى المقاومه الفلسطينيه من تامين امن اسرائيل وترسيخ وجودها وتقزيم وتصفية القضيه الفلسطينيه عبر مشروعها للشرق الاوسط الجديد ، وهل اصبح بعلم واشنطن وحلفائها من خطر ما يتهدد المنطقه من الفوضى الخلاقه التي ابتدعتها واشنطن وانعكاسها على المصالح الامريكيه والغربيه وهل بمقدور واشنطن وحلفائها من وضع حد للتمدد لداعش في المنطقه ، الحرب اصبحت مفتوحه وخطرها لن يقتصر على سوريا والعراق وانما سيشمل الخليج العربي والشرق الاوسط برمته ، وان واشنطن مسؤوله عن ما ستؤول اليه المنطقه وان الخاسر في هذا الصراع هم شعوب المنطقه لان هدف الصراع ليس مقتصرا في حدود دوله وانما هو صراع اممي للامساك بزمام السيطره على مقدرات اسيا حيث التنافس جليا في هذا الصراع الاممي بين واشنطن وحلفائها وروسيا والصين ومحورها وان خطر ما يتهدد المنطقه ان تجر العالم الى حرب عالميه ثالثه تدمر العالم بفعل التخبط في السياسه الامريكيه والتصرفات الرعناء لدول التحالف الامريكي الاقليمي بعنوانه العريض محاربة داعش والارهاب وهو عنوان مصطنع بعيد كل البعد عن عنوانه الحقيقي وهو صراع المصالح والنفوذ على حساب شعوب المنطقه وامنها الاقليمي