قصة قصيرة بعنوان : من طرائف الحياة الواقعية ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

دخل المعلم غرفة الصف ،كان فكره مشغول بأعواد البقدونس التي شح وجودها بالأسواق ، والتي ارتفع سعرها وكان يفكر بكيس اللحمة المطلوب فرمة وهو آخر كيس من لحوم الأضاحي.. ذاك الكيس والذي تركه عند أحد محلات السوبر ماركت على أن يأخذه بعد انتهاء الدوام المدرسي في طريق العودة للبيت ..من الطريف أن المعلم فور دخوله غرفة الصف وبعد حوارات قصيرة وسريعة مع الطلاب ..توجه على عجالة نحو السبورة ليكتب عنوان الدرس الجديد ،وبما انه معلم يدرس مادة التاريخ فقد كتب على السبورة بالخط العريض : لحمه تاريخية عن فلسطين ..لم يأبه بذلك لولا انه سمع قهقهات عالية من طلاب الصف ..صرخ في وجوههم موبخا إياهم ولما أحس بان الطلاب يشيرون بأعينهم تجاه السبورة ..لمح العنوان ..حاول أن يتمالك نفسه ..ابتسم ابتسامة واسعة وغير العنوان من اللحمة التاريخية إلى اللمحة .. لكنه في قرارة نفسه كم تمنى أن تكون لحمة تاريخية وجغرافية وسياسية واقتصادية تغزو كل الأسواق والأماكن العامة .. بعدما ضاعت كل ملامح خارطة الوطن العربي ..!!