التربية توريث للقيم وتوجيه للتفكير

بقلم: حنا عيسى

تشتمل التربية على تعليم وتعلم مهارات معينة، والتي تكون –أحيانًا- مهارات غير مادية (أو ملموسة)، ولكنها جوهرية، مثل: القدرة على نقل المعرفة، والقدرة الصحيحة على الحكم على الأمور، والحكمة الجيدة في المواقف المختلفة، ومن السمات الواضحة للتربية هو المقدرة على نقل الثقافة من جيل إلى آخر.

وهناك تعاريف كثيرة للتربية اختلفت باختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة ومعتقداتهم التي يدينون بها، وقد وجد منذ القدم وإلى أيامنا هذه أنه من الصعب الاتفاق على نوع واحد من التربية تكون صالحة لجميع البشر وفي جميع المجتمعات وتحت كل الأنظمة وفي ظل كل المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ورغم ذلك كان الحديث عن التربية ولا يزال يتناول معنى التطور والتقدم والترقي والزيادة والنمو والتنمية والتنشئة. وتعني "التربية" (pédagogy)توجيه المتربص (المتعلم) بأفضل طريقة نحو التحصيل المعرفي. والتربية يمكن تعريفها بأنها تطبيقًا "لعلم أصول التدريس"، والذي يعتبر تجمعًا للأبحاث النظرية والتطبيقية والمتعلقة بعمليتي التعليم والتعلم، والذي يتعامل مع عددًا من فروع المعرفة، مثل: علم النفس، والفلسفة، وعلوم الكمبيوتر، وعلوم اللغات، وعلم الاجتماع. وهي عملية صناعة الإنسان، وهي تحصيل للمعرفة وتوريث للقيم كما هي توجيه للتفكير وتهذيب للسلوك.

*أهداف التربية:-

1. الهدف المحافظ: وهو الهدف الذي كان سائدا في المجتمعات البدائية، حيث كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين.

2. التربية كإعداد للمواطن الصالح: فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة.

3. التربية كإعداد يحقق الأغراض الدينية: إن ارفع العلوم حتما هو معرفة الله وصفاته، ولكن العلوم لم تقيد بهذا الحد.

4. النزعة الإنسانية في التربية: إن التربية الكاملة هي تلك التي تمن الرجل من أن يقوم بكل الواجبات الخاصة والعامة، وقت السلم وزمن الحرب بكل حذاقة واعتزاز.

5. المعرفة وطريقة البحث كهدف أعلى للتربية : بدأ توسع العلوم واضحاً منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الإحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة.

6. الأهداف الأرستقراطية والديمقراطية في التربية: ولقد كانت أهداف كوندورسية بجملة عامة حين يقول (إن هدف التربية هو إنماء الملكات الجسمية والفكرية والخلقية في كل جيل، مما يؤدي إلى المشاركة في التحسين التدريجي للجنس البشري (.

7. التربية كنمو فردي متناسق: لقد تركت الأهداف التربوية لروسو أثرا بالغا في الفكر التربوي المعاصر، وهي تشديدها على النمو الذاتي الداخلي للطفل نموا يحقق له وحدة شخصيته وتناسقها وانطلاقها وان اختلفت معه في التفاصيل.

8. أهداف التربية التقدمية: لا بد من جعل حياة الطفل في المدرسة غنية زاخرة بالجديد والمتنوع، وبالمشاكل التي تشبه مشاكل الحياة العامة، ونجعل تربيته مبنية على طريقة حل المشكلات.

9. أهداف التربية القومية : تتفق الدول المتعاقدة على أن يكون هدف التربية والتعليم فيها بناء جيل عربي واع مستنير يؤمن بالله وبالوطن العربي ويثق بنفسه وأمته ويستهدف المثل العليا في السلوك الفردي والاجتماعي ويتمسك بمبادئ الحق والخير، ويملك إرادة النضال المشترك وأسباب القوة والعمل الايجابي متسلحا بالعلم والخلق لتثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتأمين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة.

*سمات التربية:-

- عامة لكل الناس.

- شاملة جوانب الحياة المختلفة.

- مؤدية إلى التوازن والتوافق وعدم التعارض بين الجوانب المختلفة.

- مرنة مسايرة لاختلاف الظروف والأحوال والعصور والأقطار.

- صالحة للبقاء والاستمرار ومناسبة للكائن الإنساني، موافقة لفطرته وغير متعارضة مع الحق.

-  متوافقة غير متصادمة مع المصالح المختلفة وأن يكون واضحا في الفهم ويفهمه المربي والطالب.

- واقعية ميسرة في التطبيق وأن تكون مؤثرة في سلوك المربي والطالب .