مملكة العلاج في الخارج ..وضحايا الأميرة

بقلم: رمزي نادر

هي رسالة إنسانية إلى معالي رئيس الوزراء والسيد وزير الصحة أكثر منها مقال اسرد فيه وجهة نظر خاصة آو شخصية وهي تسليط للضوء على" قضية بحاجة إلى حل عاجل" أكثر منها جدلية فلسفية وهي من باب التبليغ والإعلام وليس من باب المناكفة والمزايدة ,فآلام الناس وحياتهم اكبر وأسمى من أن تكون باب لمناكفات من أي نوع ,رسالتي تبدأ من آخر ضحايا العلاج في الخارج الشهيد صلاح خليفة وصدق أو لا تصدق هو احد الكوادر الطبية التي أفنت عمرها في خدمة الناس وتخفيف معاناتهم ,عمل الشهيد خليفة لأكثر من 30 عام كممرض ختمها بالتضحية والبذل في العدوان الأخير على غزة حيث كان من السباقين الذين القوا بأنفسهم على الموت خدمة لأبناء شعبهم, 51 يوم من العدوان لم يغادر سيارة الإسعاف وفي لحظاته الأخيرة لم يجد الشهيد صلاح من ينقذ حياته سبعة أيام متتالية من السعي على العلاج في الخارج أملا في الحصول على تحويل علاج لحالة طارئة "ورحل صلاح ولم تصدر التحويلة " .

وقبل أن يحدثني احد بان صلاح قضى نتيجة خطأ أو إهمال طبي ,أقول له بان هذا اتهام لكم وليس دفاع فان غزة التي تركت لمدة سبعة سنوات متتالية دون تدريب أو تطوير لكوادرها الطبية كانت ومازالت تنتظر من يمد لها يد العون في مجال تطوير الكفاءات والكادر والأجهزة والمعدات الطبية ,ولا احد يحدثني عن الانقسام وبان  المستشفيات في غزة كانت خاضعة لسيطرة الحكومة المقالة وأنها هي من يتحمل المسؤولية عنها لتعتبرنا الجارة الضفة الغربية جارة شقيقة تحتاج العون علما بان غزة تعرضت للعدوان ثلاث مرات برز بوضوح خلالها النقص والعجز وان غزة بحاجة إلى تطوير مستشفياتها وكوادرها وأجهزتها وتوسيع القدرة الاستيعابية من ناحية السرر .

السيد وزير الصحة لا اعلم إن كنت تعلم بان هناك مرضى سرطان دم في غزة ينتظرون الرضا السامي والموافقة باستكمال علاجهم أو قضاء الله ولكني أيقن بأنك تعلم أكثر مما أنا اعلم بان الوقت عامل حاسم في علاج هؤلاء البؤساء أو موتهم و لا استطيع أن اجزم بأنك تعلم أن هؤلاء المرضى كانوا قد خضعوا للمرحلة الأولى من العلاج "بالكيماوي " وهم الآن في انتظار عمليات زراعة النخاع ,وآخرين يا سيادة الوزير خضعوا للعلاج داخل مستشفيات الخط الأخضر "إسرائيل" وبعد قطع مشوار في العلاج تم تحويلهم إلى مستشفيات أخرى تحت بند تقليص النفقات ,وبالطبع سيادتك تدرك أكثر من غيرك أن نقل المريض يعني أن سجله الطبي سيبقى في المستشفى السابق وعليه الخضوع مرة أخرى للفحص والمتابعة .

وبالتأكيد حدث ولا حرج عن البيروقراطية الإدارية في دائرة العلاج في الخارج والتي تشكل رحلة معاناة مضافة إلى معاناة المرض تبدأ بالتقارير والأوراق والمراجعات والدور واللجنة الطبية التي يجب أن ترفعها لرام الله لتأخذ الموافقة النهائية عليها ولكي تتعرف على طبيعة هذه المعاناة يكفي منك زيارة سيادة الوزير إلى مكتب سمو الأميرة لترى كم الملفات المكدسة على مكتبها لغزة ,وطبعا سموها ترغب وبشدة تقليص النفقات على السلطة الفلسطينية ولا يهم كم عدد المرضى ممن يموتون وهم بانتظار العلاج أو ما يتسبب به التأخير في العلاج .

ظاهرة عدم الثقة في التقارير واللجنة الطبية في غزة هي احد الظواهر التي تتسبب في معاناة المواطنين وتزيد من الإرهاق على كاهلهم وكاهل موازنة السلطة ,فهناك عشرات من الحالات التي تحتاج إلى علاج خارج الوطن ويكون هناك إصرار على أن تدخل مستشفيات في الضفة الغربية وتعود مرة أخرى دون علاج لتعيش كابوس استخراج التحويلة مرة أخرى ,كما نذكر قضية عدم التنسيق بين المواعيد في المستشفيات والارتباط الذي يحتاج إلى أيام للتنسيق الأمر الذي قد يشكل معاناة أخرى ولا نحملها للارتباط .

بعض الحالات يكون الوقت عامل حاسم وخط فاصل بين الحياة والموت بالنسبة لها ومع ذلك لا تعفى من البيروقراطية المتبعة في الدائرة ,وهناك من الحالات التي فقدت فرصة العلاج أو حتى توفيت نتيجة لانتظارها الموافقات المتداولة بين الدائرة في غزة ورام الله وبات الجميع في غزة يدرك أن موظفة واحدة مسئولة عن الأمر ورغم كل الشكاوي والمناشدات لم يتم مراجعة أو سؤال هذه الموظفة والتي يبدوا أنها أهم وأغلى من أرواح الناس أو أن ما استطاعت أن تقلصه من نفقات العلاج في غزة يستحق التضحية بهذه الأرواح ؟؟!!!.

أما السادة في دائرة العلاج في الخارج وعلى رأسهم مديرها الدكتور فتحي أبو وردة إننا نستغرب صمتكم على معاناة المواطنين واستمراركم في العمل بهذه الطريقة رغم رؤيتكم المعاناة اليومية وشكواكم المستمرة من طريقة التعامل من الدائرة في رام الله وترحيلكم الأزمة عليها فإننا هنا نود أن نذكر الموقف النبيل للدكتور فتحي الحج والذي رفض الاستمرار في مهزلة أن يكون شكلي أو ديكور فترك العمل وانتم مطالبين أما بسد حاجات الناس أو اخذ نفس هذا الموقف النبيل وترك مملكة العلاج في الخارج لسمو الأميرة أم أنكم لم يعد لديكم مشكلة في تحمل وزر ضحايا سموها مات صلاح خليفة وهو ينتظر العلاج في الخارج ترى من غدا سيموت وكم عدد من سيموت كضحايا للتقليص والبيروقراطية  لم يعد صلاح بحاجة إلى تحويلاتكم ولكن هناك المئات من أبناء غزة ينتظرون قرار سموها فكم صلاح تريدون قبل أن تسمعوا  .

معالي رئيس الوزراء معالي الوزير هناك العشرات من الحالات والتي تتعرض لخطر حقيقي لم ارغب في نشرها مما تلقيته من المواطنين فإذا رغبت فيها ولم تشأ مراجعة مكتب الأميرة فان الأسماء جاهزة كي لا يقول احد أن هذا المقال من باب المزايدة أو المناكفة ونأمل ألا ننشر هذه الأسماء كضحايا جدد لدائرة العلاج في الخارج وسموها .

 

رمزي نادر