احساس فائض ...ومشاعر جياشة ...وفكر مستنير ومستمر ...وأعصاب لا تهدأ ولا تستقر علي هدوء ...ونبضات قلب تنبض بصورة سريعة ...واولويات ما قبلها ...وما بعدها .. في اطار واجب وطني مهني لا خلاص ولا انفكاك عنه ...لمجموعة من الاسباب ذات العلاقة بالتجربة والثقافة والفلسفة الفكرية ...ومحددات ومعالم الطريق الذي يسلكه الكتاب بحسب مكنوناتهم الشخصية ...وسماتهم وصفاتهم المرتبطة بشخص كل منهم ...وتمنيات صادقة لا لبس ولا غموض فيها علي أن نصبح علي خير وعافية والسلام لهذا الوطن ...وأن نمسي لكي ننام نوما هادئا غير مضطرب ...حتي لا نشهد ما يسي لنا ولواقعنا .
الكتاب لا يقبلون علي أنفسهم بالاعوجاج ولا بانحراف فكرهم ولا بمحاولة انتقامهم أو تعبير عن غضبهم ازاء شخص او فصيل ...ولا يتفهمون ولا يمكن أن يقروا بالأخطاء والخطايا والعجز والقصور... ولا حتي بالإفساد والفساد... وحتما بالفشل والافشال ...ويأملون ويعملون علي ملامسة واقع أفضل وأكثر تنظيما وملائمة بما يخدم شعبهم وقضيتهم....تعزيزا لثقافة اجتماعية ديمقراطية وطنية ....خالصة من الشوائب والانحرافات والالتواءات ...وبطبيعة الحال لكل قاعدة استثناء .
الكتاب وبما في داخلهم من مشاعر واحاسيس انسانية ووطنية ...وبمنطلقاتهم الفكرية الثقافية تفرض عليهم استنفار دائم ....ويقظة واعية ...وواجب مستمر لمجموعه القضايا الملحة بكل تفاصيلها ومشهدها العام ...وبكل ما يجري من حولنا من متغيرات سياسية وثقافية ...يقظة مطلوبة ..ووعي متراكم لا يتوقف ...حتى لا يسجل اهمال ...أو قصور ...او عجز عن ملاحقة كافة التفاصيل وفي اطار المشهد العام الذي لا زال يفرز مع صباح كل يوم جديد ....ومع كل لحظة من اللحظات ما يحتاج الى المتابعة والتحليل الموضوعي وابداء الرأي حوله .
الكتاب وبأغلبيتهم المسيسة وذات الانتماء لهذا الفصيل او ذاك يحكم علاقاتهم بالفصائل ..طبيعة الموقف التنظيمي وقدرة الكاتب علي ابداء وجه نظره بما لا يسئ للأخرين ....وبما يقرب من وجهات النظر ...وبما يعزز وحدة الموقف...بقدر ما يستطيع هذا الكاتب أو ذاك الكتاب ...وقدرتهم علي معالجة محن ومصاعب الواقع ومواجهه تحدياته الانية والمستقبلية والمساهمة في وضع اللبنات الاساسية لاستراتيجية المواجهه وبما يحقق العناوين الرئيسة لمجمل الثوابت والاهداف الوطنية في اطار موقف الفعل ...وليس ردات الفعل... وفي واقع الفعل المخطط ...وليس الفعل العشوائي .
يقف الكتاب.... امام محطات عديدة وكأنهم يسيرون في حقل ألغام ...فلا يقبلون بغضب أحد ..كما لا يقبلون بأن يصفقوا أو يطبلوا لاحد ...ليس من مهمتهم ارضاء الجميع ولا اغضاب الجميع ....يكتبون بما تمليه عليهم ضمائرهم ...وبما يؤمنون وبحسب تفكير كلا منهم ومدي وعيه وثقافته ومنظورة السياسي والذي يحدد توجهات ما يقال وبما يستخدم من بلاغة ومفردات وبما يحقق ويصيب وما يأمل الكاتب بإيصاله أيا كانت المواقف الراضية او الرافضة .
لكل كاتب ....توثيقه وأرشيفه الخاص ولكن نأمل أن يكون علي مستوي الوطن توثيقا عاما لكل ما يكتب من خلال الكتاب والمثقفين والساسة والقادة وعدم اضاعة هذا الجهد الكبير ....وهذه الاستخلاصات الهامة والاستنتاجات بالغه الأهمية ...والتي يمكن أن تشكل ارضية ثقافية وطنية يمكن الرجوع اليها ازاء أي قضية من القضايا ...هذا اذا ما كان هناك جهة ذات اهتمام ...او كان هناك من يقرأ للكتاب بعيون محبة ...وبفكر متفتح .
يجب ان يكون هناك من يبدي اهتماما بمن يساهمون في بناء الرأي العام اذا ما كانت فصائلنا وقادتنا يأخذون ما يكتب علي محمل الجد والاهتمام ..باعتباره اضافه نوعيه يمكن الاستفادة منها والبناء عليها... وتحديد أليات الفعل الوطني الفصائلي بحسب ما يكتب من اراء وما تستخلص من نتائج .
ليس واجب الكتاب... أن يكتبوا بما يرضي الفصائل والقادة والسياسيين ...بقدر ما يهم الكتاب ان يضعوا كل هؤلاء أمام موقف التفكير والمراجعة وتصويب التوجهات اذا ما كان هناك خطأ ما او خطيئة ارتكبت ...وما أكثر الاخطاء والخطايا التي لم يتم المراجعة فيها ولا الاستخلاص حولها ...ودفنت بعوامل الزمن والنسيان ..وتلاحق الاحداث وتسارعها ...ومجمل المتغيرات ونتائجها .
الكتاب ...يحملون أمانة كبيرة في ايصال الحقيقة من منطلق واجبهم المهني الوطني وان يكتبوا ما يشعرون به وبما يخدم المواطن والوطن ...ولا يهم الكتاب من يعجبهم ...ومن لا يعجبهم ...فليس مهمه الكتاب أن يكتبوا ما يعجب الفصائل والقادة والسياسيين ...ولكن ما يهمهم ان يصيبوا كبد الحقيقة بقد استطاعتهم ومن خلال تحليلهم .
الكتاب... يكتبون ما بداخل المواطن من أحاسيس وافكار ومواقف ويطرحون التساؤلات التي تحتاج من يجيب عليها ....فليس مهمه الكاتب ان يطرح السؤال ويجيب عليه ...ولكن مهمته أن يضع أصبعه علي القضية وتفاصيلها ...وأن ينتظر الاجابة التي يمكن التعليق عليها وتحليلها .
السياسيين.... لهم منهجيتهم وفكرهم واساليب عملهم والذين يأملون بزيادة قاعدة مؤيديهم بعكس الكتاب تماما الذين يقولون كلمتهم حتى ولو اغضبت البعض ..لان هذا رايهم وفكرهم وتحليلهم ..واذا ما كان عند البعض خطأ هذا اليوم ...سيكون صوابا غدا .
السياسي محكوم بموقف حزبي أو حركي لا يستطيع الخروج عنه ....بينما الكاتب يكتب قناعاته ويحرص علي قول ما يؤمن به مهما تكن النتائج ...ومهما كان مساحة الغضب ...أو السرور ...فلا يهم الكتاب من يفرحون بكتاباتهم ...ومن يغضبون منها... لأن الوطن لا يعلو عليه أحد ....وهذا ما يجعل الكتاب بصورة شبه دائمة بحالة عدم توافق دائم مع السياسيين .
حقا ان الكتاب يزاولون مهنه المتاعب ...وحرق الاعصاب... لأن الوطن بالنسبة لهم أكبر وأعظم بكل من فيه .
من هنا فالمراجعة والتوثيق لكل ما يكتب من كتاب المقال وعبر عقود ماضية وحتي الان سيبرز مدي عمق الفجوة التي لازالت بحاجة الى قراءة ما يكتب واستخلاص ما تم كتابته ...وليس الاستمرار بتجاهل ما يكتب تحت مبررات وذرائع واهية ...أن الساسة يحكمون ...والكتاب يكتبون .