الولايات المتحدة الامريكيه غير جديرة بالثقة لتكون وسيط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وان امريكا تعمل جهدها لتصفية القضية الفلسطينيه وفق حسابات انتخابيه داخليه تتحكم فيها مصالح حزبيه تنافسيه بين الحزب الديمقراطي والجمهوري ، وان السياسة الامريكيه الخارجية تحكمها مصالح امريكا في خدمة امن اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينيه ، امريكا حرفت مجلس الامن للتجاوب مع المطلب الفلسطيني بإصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدعو إلى إعلان دولة فلسطينية ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز عامين. وجعلت من قضايا الإرهاب التي توظفها لصالح مصالحها في الشرق الاوسط ومصالح امن اسرائيل لتطغى على نقاشات المجلس في الجلسة التي كانت مخصصة في الأساس للقضية الفلسطينية ، مندوب امريكا في مجلس الامن حرف نقاشات مجلس الامن عن القضية الفلسطينيه ووضعت في سلم اولوياتها اسقاط سوريه لصالح المشروع الامريكي الصهيوني الذي يستهدف دعم الارهاب الصهيوني وممارسات اسرائيل ودعم مشروعها الاستيطاني وال تهويدي حيث هاجمت واشنطن دمشق مما دعا المندوب السوري بشار الجعفري للرد على الافتراءات الامريكيه والادعاءات الامريكيه التي تغذي الارهاب في المنطقه وتدعم احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينيه والعربية ودعا الجعفري إلى محاسبة الحلف الداعم للإرهاب في المنطقة الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكيه حيث تتم تغذية الارهاب من قبل دول منضوية تحت لواء التحالف لخدمة اهداف ومصالح امريكا وامن اسرائيل . ان القياده الفلسطينيه قد ارتأت ومنذ أسابيع للتوجه الى مجلس الامن الدولي للنظر بمشروع قرار يفرض تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحديد جدول زمني لإعلان دولة فلسطينية بموجب قرار يصدر عنه. إلا ان امريكا حرفت المجلس عن مناقشة مشروع القرار حتى لا تتم محاسبة الكيان الاسرائيلي عن جرائمه المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني ، علما ان اسرائيل تسارع الخطى في الاستيطان واقتحام المسجد الاقصى وتشرع لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا ، مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال "إن إسرائيل بددت الثقة بالعملية ألسياسية وآن الأوان لتجاوز الكلام عن الدولتين نظرياً والمضي قدماً في تحقيق ذلك قبل أن تضيع الفرصة الضئيلة المتاحة".من جهته قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون "إن كل التقارير الرسمية تعجز عن نقل صورة الدمار التي شاهدها بأمّ العين في غزة مشدداً "على أهمية الإسراع بالحلول والأعمار للمرة الأخيرة".لكن الولايات المتحدة قدّمت محاربة الإرهاب ومحاسبة النظام السوري على ما عداه. وفي تصريحها قالت المندوبة الأميركية سمانثا باور "نعرف ما ينبغي فعله. علينا إلحاق الهزيمة بداعش والمنظمات الإرهابية الأخرى. ويجب محاسبة كل المسئولين في نظام الأسد عن الفظا عات التي يرتكبونها". وقد رد المندوب السوري الدكتور بشار الجعفري على ادعاءات المندوبه الامريكيه بأن الدول التي تحمي إسرائيل في مجلس الأمن وتقيم تحالفات إقليمية خارج الأطر الشرعية تغذي الإرهاب وتشجعه. وقال المندوب السوري بشار الجعفري "آن الأوان للأمم المتحدة لأن تتحرك لمحاسبة الحلف الإرهابي التركي السعودي القطري الإسرائيلي والذي يسعى لتدمير سوريا باستخدام الإرهاب وسفك دماء شعبها وقتل القضية الفلسطينية من أجل تحقيق مشروع ما يسمى بيهودية إسرائيل". فيما حث المندوب الروسي على دور اللجنة الرباعية والتعاون الدولي مع سوريا وإيران في الحرب على الإرهاب.بالرغم من الطبيعة العاجلة للأوضاع الإنسانية والميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا تزال بعض الدول النافذة في مجلس الأمن الدولي تتعاطى مع هذه القضية كما لو أنها تحتمل التأجيل لعقود. امريكا تعمد للتهرب من عرض القضية الفلسطينيه على مجلس الامن وهي تمارس ضغوطها على اعضاء مجلس الامن لإحباط مشروع القرار الفلسطيني المقدم لمجلس الامن لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وفق الرؤيا الامريكيه لإقامة دولتين وقد سبق للرئيس الامريكي جورج بوش الابن في خارطة الطريق ان تبنى اقامة الدولتين وكذلك الرئيس الامريكي اوباما ، لكن التعهدات الامريكيه والمشاريع الامريكيه بانحياز امريكا لاسرائيل جميعها لا تساوي الحبر الذي تكتب فيه تلك المشاريع والقرارات ، تدرك امريكا ان النظام العربي منخرط في مشروعها التدميري لمقومات الامه العربيه وان النظام العربي لا يملك القدره للتاثير على الولايات المتحده الامريكيه ومواقفها الداعمه لاسرائيل وان الجامعه العربيه احد ادوات التنفيذ للسياسه الامريكيه وتمرير المخططات الامريكيه في المنطقه ، الموقف العربي والخذلان العربي بالرغم من كونه جزء اساسي بالتحالف الاقليمي بقيادة الولايات المتحده الامريكيه لمحاربة داع شالا ان هذه الدول لا تجرؤ عن تعبر عن رايها وموقفها وتثني الولايات المتحده عن مواقفها الداعم لاسرائيل ، ولو كان هناك موقف عربي يدعم التوجهات الفلسطينيه ويدعم الحقوق الوطنيه الفلسطينيه لما تجرأت امريكا لتحرف مجلس الامن عن القضيه الفلسطينيه ولما تجرأت اسرائيل بتهويدها للقدس وعرض مشروع قرار على الكنيست الاسرائيلي يهدف لتقاسم المسجد الاقصى مع المسلمين زمانيا ومكانيا ، ومهما حاولت امريكا وتخاذل النظام العربي تجاه القضيه الفلسطينيه التي تبقى اولى اولويات القضايا العربيه والقضايا الاقليميه والدوليه وان القضيه الفلسطينيه لا يمكن لايا كان من تجاهلها او تصفيتها وامريكا تدرك ان القضيه الفلسطينيه مفتاح الامن والسلام في المنطقه ، وان الارهاب والتطرف مفتاحه امريكا وإسرائيل وان تغذية الارهاب وبث الفتن المذهبيه والطائفية هو وسيلة امريكا وإسرائيل وحلفائهم ضمن مسعى تناسي القضية الفلسطينيه ضمن المسعى الامريكي الصهيوني لتصفيتها كل ذلك لن يجدي نفعا لان فلسطين كانت وستبقى في دائرة الاهميه والاهتمام العربي والإقليمي والدولي وهي قضية جميع المسلمين بكافة فئاتهم وانتماءاتهم.