فكر "داعشي" في رام الله.... وقضايا اجتماعية

بقلم: جهاد حرب

(1)  رام الله محال تجارية ممنوع دخول الرجال إليها

توصف مدينة رام الله ببلد التنوع والانفتاح أو هي تجمع "لثقافات فلسطينية" تتفاعل في إطار مكاني مانح للتعدد والاختلاف القائم على القبول بالآخر في مساحة ليست كبيرة بالجغرافيا، بل كبيرة بالثقافة والمسارات المتوازية الهادئة.

لكن هذا الانفتاح والتعدد الظاهر لا يخفي حالات عدم قبول أو ممارسات بين ظهرانيها  تخيف في تبعاتها الفكرية، وتتناقض مع الانفتاح القائم عبر ممارسات غير  منطقية قائمة اليوم في محلين على الأقل: الأول،  للملابس الداخلية النسوية، وعلى الرغم من عرضه لهذه الملابس على واجهة المحل "البوتيك" في الشارع الرئيسي في المدينة إلا انه يمنع على الرجال الدخول لشراء هذه الملابس على الرغم من وجود صاحب المحل "الرجل" في المحل للمحاسبة ولمس ملابس النساء المشتراة بيديه عند تسليمها للمشترية.

اما الأغرب في محلٍ ثانٍ يكتب يافطة على مدخل محله "معذرة للنساء فقط" على الرغم من مكوث صاحب المحل "الرجل" داخله طوال الوقت لا يفارقه. وكـأنه يمنح نفسه مكانة بين النساء أكثر من المقربين منهم، أو يحلل له ويحرم على غيره. كما أن المخيف في الامر هي ثقافة صاحب المحل الذي لم يكن يعرف اللغة العربية بداية فتح للمحل التجاري قبل عشر سنوات تقريبا.

ويمكن القول اذا اراد ان يمنع صاحب المحل دخول الرجال وأن يبقى المحل خالصا للنساء كان عليه الامتناع عن الولوج للمحل أصلا وتسليم إدارته لامرأة تعمل له. لكن اليوم من غير المستغرب تحول استاذة جامعية سورية إلى تنظيم داعش أو انضمام الشقراوات السويديات أو الفرنسيات والانجليزيات من أصول مسلمة لنفس التنظيم بسبب الاغتراب في مجتمعاتهم، والخوف هنا ان تتحول النتوءات الرماللوية الى داعشية مستقبلا  بسبب نفس السبب "الاغتراب الفكري".

(2)  جاهة العريس جيشٌ عرمرم

يفتخر الفلسطينيون بعاداتهم وأعرافهم وهي تتناقل من جيل الى أخر ، كما يفتخرون بعائلتهم الكبيرة والحمولة والعشيرة، وكذلك ببلدانهم الأصلية قبل النكبة عام 1948، وكثرة الأصحاب والرفاق. لكن هذه العلاقات المتعددة القائمة على الدم أو الوظيفة أصبحت تؤرق أو ترهق عاداتنا خاصة في جاهة العريس أو قراءة الفتحة عند طلب العروس.

فبات يتباهى البعض بحجم جاهته وعَديدها  وأعضائها من الشخصيات العامة والزعامات العشائرية لكن الإشكالية الأهم تكمن أن هذا العدد الكبير  غالبا لا يكون راضيا فهم يجرون بين مدينة وأخرى لمسافات طويلة لعمل لا تعدو مدته أكثر من خمس دقائق، وأحيانا منازل المواطنين غير مؤهلة لاستقبال عددٍ كبير "جيش عرمرم" ويمكثون على باب البيت أو أحد الزقاق أو أرصفة الشارع إن لم يكن إغلاقه مما يتعذر القيام بواجب الاحترام للقادمين أو المقيمين، أو احترام "قدسية" المناسبة.  

(3)  قراءة الفاتحة بعد عقد الزواج

في السنوات الأخيرة بدأت عادة تقوم على قراءة الفاتحة "او الطُلبة أو الجاهة"  بعد عقد الزواج. صحيح أن الجاهة تأتي بعد التفاهمات العائلية حول ما يتم الحديث في جاهة العريس، لكنها هي مصادقة أوسع على نوايا مقدسة "الزواج"، وهي تأخذ طابع الإشهار على هذه النوايا وليس الزواج ذاته. وقد يُرجع البعض للإسراع في عقد الزواج الى حرمة الاختلاط أو السماح لوجود شخص غريب في منزل أهل العروس.

هذه العادة الجديدة تثير أمرين؛ الأول: التلاعب "الضحك على الذقون" على من يتم اصطحابه في الجاهة الكريمة، والثاني: ازدياد ظاهرة الطلاق قبل الزواج في السنوات الأخيرة بسبب غياب فترة الخطوبة وهي فترة التعارف ما بين الطرفين اللذان سيعيشان، مبدأيا، طوال عمرهما في بيت واحد.