المؤتمر السابع وتجديد الحياة في حركة فتح

بقلم: مازن صافي

لقد حدد القائد العام لحركة فتح الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن يوم السبت الماضي 18 أكتوبر، إستراتيجية حركة فتح لقيادة المرحلة القادمة، حين قال أن عقد مؤتمر حركة فتح السابع سيكون نهاية هذا العام، ومؤكدا "من أجل تجديد الحياة في حركة فتح وإتاحة الفرص لكل الشباب ليقودوا هذه الحركة"، وأضاف "كما تعلمون نحن نؤمن بتدافع الأجيال جيلا بعد جيل وصولا إلى الاستقلال".

ما أعلنه الرئيس أبو مازن يجيب بوضوح عن سؤال يتعلق بماهية السياسات التي ستتبناها حركة فتح للمرحلة القادمة، وإذا اعتبرنا أن العنصر البشري هو أساس تطبيق ونجاح وقيادة هذه السياسات، فإن المقصود ليس حصر عضوية أعضاء المؤتمر السابع فقط، بل المقصود على مستوى كل أعضاء وكوادر الحركة، وأهمية احتواء شباب الحركة تحت الاستيراتيجية التي سيخرج بها المؤتمر السابع القادم .

ربما تم الحديث عن الشباب ودورهم في سنوات سابقة، ولربما بالفعل وجدنا العنصر الشبابي الفاعل والحريص يتقدم الصفوف، ولكن نتحدث هنا عن استيراتيجية معلنة من رئيس الحركة، وتحتاج هذه الاستيراتيجية إلى أدوات وطرق متعددة وإشراف وتوجيه وتوعية وتثقيف وإعلام قوي.

الشباب يمتلئ بالطموحات والأحلام والمواقف، ويملك الدافعية والإمكانية الذاتية ليكون عنصرا إيجابيا في واقع حركة فتح وهي تقترب من الذكرى الخمسين لانطلاقتها المجيدة.

حركة فتح، تحتاج إلى قيادة ميدانية من العنصر الشبابي الواعد والملتزم، وهنا يجب ألا نقول أننا نتنكر لقياداتنا التاريخيين ولكبارنا العظماء، بل نقول من لا يأخذ من أبيه حسن صفاته فهو لم يرث إلا السراب، ولا خير فيمن يتنكر للكبار ولمن أسسوا وناضلوا وتحملوا وتنقلوا في الشتات وعانوا في المعتقلات ورسموا ملامح فتح في قلوبنا حتى صارت قلب ينبض لنا جميعا وعقلا ومستقبل، بحاجة الى حكمة قيادتنا ويجب أن تكون نبراسا لنا، فهم قادة معارك ثورتنا المجيدة، وهم من أجبروا العالم على الاعتراف بالثورة وكانوا شبابا فعالين وناضجين ومناضلين وثوار، وكثير منهم المؤسسين كانوا في مواقع مرموقة في كثير من البلاد العربية والغير عربية والتقوا حول فكرة الثورة وفلسطين والانطلاقة وكانت فتح وكان العبور إلى الوطن والى العالم وصولا إلى ما نحن فيه اليوم .

ولذا نقول وبوضوح نحتاج كبارنا وقياداتنا ونحتاج أيضا أن يأخذ الشباب دوره، وحين يكون الأخ القائد العام هو صاحب المبادرة وصاحب القول وصاحب الصرخة، فهذا يعني وبكل وضوح أن فتح تحتاج الشباب، وسمعت أحاديث كثيرة في مجملها أن القائد العام الأخ أبو مازن يقود الربيع الفتحاوي والتغيير المستند الى واقع حركتنا ومعطيات الواقع العربي والإقليمي والدولي، والتغييرات الجذرية الكبرى التي نشاهدها اليوم في عالم السياسة، ويرفض سياسة الاحتواء والتضليل والنفاق .

إن تمكين القيادة الشبابية في حركة فتح، ستحظى بالقبول والرضا وتجديد الدماء والدفع بعوامل نجاح إضافية والدخول إلى العام 51 من عمر الحركة باستيراتيجية جديدة، وفي أجواء تحتاج إلى الجرأة والديمقراطية والقيادة والحكمة والتعبئة الفكرية والالتزام بأن فتح واحدة موحدة لا تقبل القسمة على أي تفسيرات أخرى أو تلوين أو ولاءات للأزلام والشخوص .