بالأمس كانت الجريمة البشعة التي نفذتها وكما تناقلت وسائل اعلامية متعددة تطلق على نفسها اسم بيت المقدس وهو الاسم الذي ظهر جليا وواضحا بعد خروج الشعب المصري مطالبا قيادة القوات المسلحة المصرية العمل على اكمال مسيرة الثورة الشعبية التي خرجت الجماهير المصرية من أجل تغيير النظام المصري الذي تربع على السلطة فترة زمنية طويلة عم خلالها الكثير من الفساد في الحكم وأدواته مما أدي التي تهميش دور الشباب المصري الذي هو عماد المشروع الوطني والقومي العربي في الحرية والتحرير والعمل على مواكبة الامم لتأخذ أمتنا العربية مكانتها ودورها ولا تبقى تعيش حالة التبعية والتهميش التي أرادتها بعض القوى الداخلية والخارجية والتي ومن خلال غض النظر عن وصول تلك الاحزاب الى السلطة والتي نمت وترعرعت في احضان نظام الحكم السابق وبمساندة من الولايات المتحدة الامريكية تحت يافطة نشر الديمقراطية في الوطن العربي ,وكأن أمريكيا تسعى من أجل هذا الهدف وهي الداعم الرئيس لأخر احتلال في الكون كما انها هي التي تقف كعقبة أمام طموحات شعبنا ورغبات كل الشعوب الحرة من تمكين شعبنا في نيل حريته واستقلاله .
والسؤال من هم أنصار بيت المقدس ؟وهل من الضروري أن يكون للاسم الذي أطلقته هذه المجموعة على نفسها أي ارتباط بالمكان وأهله ؟ وهل تلك الافعال تجلب الخير للمكان وأهله والقضية الفلسطينية ؟ وأخيرا من المستفيد من نشر الفوضى في الساحة المصرية التي هي عماد الاستقرار في الوطن العربي بشكل عام كما أنها الداعم الاساس لكل القضايا العربية في كل المحافل وعلى كل الاصعدة.
جماعة أنصار بيت المقدس عُرفت على نطاق واسع في مصر في أعقاب 30 يونيو من خلال مجموعة عمليات التفجير التي قامت بها ضد أهداف ومنشآت عسكرية وشرطية. أنصار بيت المقدس من الجماعات المسلحة التي استوطنت في سيناء مؤخرا، وأعلنت أنها تحارب إسرائيل ولكن بعد سقوط نظام الإخوان أعلنت بوضوح أنها تحارب الجيش المصري وقوات الأمن. وقد أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات والاغتيالات التي وقعت بعد 30 يونيو .
من هنا نجد بأن الهدف الرئيس لتلك المجموعة من حيث التكوين والميلاد لا علاقة له ببيت المقدس الذي يتعرض منذ فترات طويلة لعميات تطاول وتهويد من قبل المستوطنين والحكومة الصهيونية كما لم نشهد عمل عسكري موجه بشكل مباشر ضد اهداف صهيونية نتيجة لتلك الممارسات الصهيونية المتعددة والمتنوعة ضد أهداف ومواقع اسلامية وعربية بشكل عام .
هذا أضافة الى أن العمل العسكري والفدائي الفلسطيني ضد الاهداف الصهيونية في الساحات الخارجية بشكل عام متوقف منذ زمن بعيد من قبل كل فصائل العمل الوطني والاسلامي والتي اعلنت بشكل عام ادانتها وشجبها واستنكارها لمثل هذه الاعمال الارهابية ضد الجيش المصري بشكل خاص والشعب المصري بشكل عام لأنها جميعا تؤمن بأن مصر تمثل الحضن والسند الرئيس لقضيتنا قضية العرب الرئيس .ولكن وبعد الموقف المصري الوطني والقومي الاخير من الحرب الاجرامية على غزة وبدايت عودة العلاقات ما بين فصائل العمل الوطني والاسلامي العاملة في غزة من عودة العلاقات الى ما يجب أن تكون عليه الامور لم يرق لبعض القوى الخارجية التي تريد أن تعبث بأمتنا وعلاقاتنا الثنائية تعمل على تعكير هذا الصفو في العلاقات من خلال تلك المواد الاعلامية التي تتيح لبعض السطحيين والذي يعملون في بعض وسائل لأنه لا يعقل أن يقبل أي وطني أو إسلامي أو قومي عربي في هذا الشهر العظيم وفي هذه الذكري الكريمة والطيبة في نفوس جماهير أمتنا العربية بشكل عام وشعبنا الفلسطيني بشكل خاص أن يكون تكريم صانعي هذا النصر بتلك الطريقة البشعة والحقيرة ولا يمكن أن يكون هذا الفعل ألا من عدو يعمل على الانتقام من الجيش الذي أذاقه الذل والهزيمة ومرغ أنفه في التراب وحطم نظرية واسطورة الجيش الذي لا يقهر ,وما استخدام اسم جماعة بيت المقدس ألا وسيلة واداة من اجل تشتيت المجهود من اجل الوصول الى الفاعل الحقيقي لتلك الجريمة النكراء التي يجب أن يتعاون الجميع من أجل كشف الغطاء عن المتورطين فيها أينما كانوا ,لكي يكون معلوما للجميع أين تصب ولصالح من هذه الافعال الاجرامية ضد أبناء وجيش مصر العظيم .
وأخيرا الناظر الى الساحات العربية بشكل عام وساحات ما سمي الحراك فيها بالربيع العربي نجد بأن هذا الربيع الى اليوم لم يزهر سوى عصابات قتلة إرهابيين جالبين لقوى خارجية أدوات استعمارية جديدة برسم كرسي الحكم أن بقي شعب يحكم ,فاليمن بحاجة الى عصى موسي لكي يعود سعيد كما كان يسمى ,وتونس بحاجة الى موسم أمطار قوية تخلصها من كل الشوائب التي خرجت الى السطح في زمن الفلتان لتتمكن النفوس الطيبة التي تكمن في قلوب ونقوس الشعب التونسي من أعادة تونس الى حالتها الخضراء ,كما سوريا بحاجة الى سوريا تعود تنظر الى وجهها الذي مزقه القتلة والإرهابيين لتعلم الفرق بين نظارة الماضي وقبح الحاضر علها تخط طريقا لتخلص من كل اعدائها ,ومصر بحاجة الى صحوة حقيقية من الشعب المصري بكل أطيافه للوقوف والالتفاف والتلاحم مع قيادته التي هي هبة الامة كما النيل هبة مصر ,لكي تعود مصر الطيبة الى حالها التي جبلت عليه منذ الزمن البعيد .
وأخيرا عزائنا الى أمتنا العربية بشكل عام وشعبنا المصري العظيم بشكل خاص واسر الشهداء بهذا المصاب الجلل وتمنياتنا بالشفاء العاجل لكل الجرحى والسكينة والاستقرار لمصر
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
27-10-2014