العنصرية هي أمر خطير جداً، كما أنها تعد أحد أسباب الفتنة، وتعد من أبرز أسباب الحروب، إضافة للتفرقة بين الناس، وقد عرفت العنصرية منذ بداية الحياة على الارض، كما تعد العنصرية هي بعض السلوكيات والمعتقدات والتي يمكن من خلالها ان تعلي من شأن فئة ما بحيث تمكنها من التحكم بفئة اخرى وان تقوم بعدها بسلب حقق الافراد كافة، كما ان التمييز العنصري يكون اما بالدولة او ان يكون بالاصل او ان يكون بالعرق او حتى بالدين او الجنس او حتى لون البشرة، بالاضافة الى عنصرية الطبقات الاجتماعية وهي الاكثر انتشاراً على مستوى العالم .
التمييز العنصري هو معاملة الناس بشكل غير متساو أو متكافئ بناءً على إنتمائهم إلى مجموعة عرقية أو قومية معينة. وهو وضع الإنسان في مرتبة مختلفة ومميزة بالمقارنة مع غيره بناءً على ديانته أو لون بشرته أو جنسيته. وبالإضافة إلى المعاملة غير المتساوية أو غيرالمتكافئة، كما هو خلق جو تهديدي أو عدائي أو مهين أو مذلّ للناس بناءً على ما سبق من الأسباب.
صور من من أعمال التمييز المحرّمة بموجب قانون التكافؤ:
- التمييز الوجاهي أي المباشر: مثلاً رفض خدمة زبون ما بالمحلات التجارية بسبب إنتمائه إلى أقلية عرقية.
- التمييز غير الوجاهي أي غير المباشر: مثلاً أن يشترط رب العمل أن يتقن طالب العمل اللغة الفنلندية بالتمام على الرغم من أن إنجاز العمل بحد ذاته لا يتطلب ذلك.
- الإزعاج: مثلاً حالات الإيذاء والمضايقة بين التلاميذ بالمدارس إذا لم يتم التدخل في ذلك، كذلك عرض مواد مهينة أو محقرة بحق مجموعة معينة من الناس في المحلات التجارية.
- إعطاء تعليمات أو أوامر بالتمييز: مثلاً أن يطلب رئيس العمل من عماله أن يتصرفوا بشكل تمييزي حتى لو لم يكن العمال قد قاموا فعلياً بإتباع هذه التعليمات بعد.
* أمثلة معاصرة للعنصرية :
- العزل العنصري ضد الأفارقة السود ( قوانيين الفصل في جنوب أفريقيا).
- الحركة الصهيونية ضد السكان العرب لفلسطين.
- الحركة العنصرية ضد اليابانيين في أمريكا خلال الحرب العالمية.
- حركة معاداة السامية ضد اليهود في أوروبا عموما وفي ألمانيا النازية.
- العنصرية في الامبراطورية العثمانية وتركيا الحديثة ضد الطوائف المسيحية ادت إلى حدوث مذابح الأرمن والمذابح الاشورية ومذابح اليونانيون وبوغروم إسطنبول، وكذلك ضد العرب في بدايات القرن العشرين.
- العنصرية ضد الشرق أوسطيين والمسلمين في أمريكا والغرب بعد أحداث 11 سبتمبر.
*أسباب العنصرية:
1- الرهاب من الأجانب والغرباء منذ الصغر والخوف من الناس الذين يختلفون عنه يزيد عنصرية الكراهية للأجانب . وايضا الخوف العميق يمكن أن يتسبب في أعمال عنف سواء كانت فعل أو قول.
2- حاجة الشخص بأن يصبح على ما يرام وأن يكون انسان مفيد بنظر من هم حوله هذا قد يسبب فيه الحاجة بأن يكون متفوق وأفضل منزلة من الأجانب والغرباء.
3- سماح عائلة أو قبيلة متنفذة لبعض المجموعات بالهيمنة بشكل هرمي سياسيا أوأقتصاديا أو دكتاتوريا قد يصنع شخصيات عنصرية تبحث عن السيطرة.
4- في بعض الاحيان الحكومات تستخدم وتنشر العنصرية عن طريق الجهات الأعلامية المسيسة والشعوب المستعبدة وذلك لتبرير قمعها المنهجي والمنظم ولتبرير انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
5- الترويج لدعاية حد التمييز والمساواة قد يتسبب بشكل عكسي ويوقظ التمييز والعنصرية .
6- الشعور بحاجة بعض الاقليات بالحماية يجعلهم يصنعون "حقوق أنسان خاصة" عنصرية.
7- التاريخ مليء بأنماط من التمييز والاستعمار والأستعباد وعداوات الحروب قد تسهم بالعنصرية بين القبائل والاعراق والجنسيات.
8- جهل بعض الناس بالثقافات الأخرى والأديان والقيم للأخرين.
9- الخوف من تقاسم السلطة أو الوظيفة أو التجارة مع مجموعات أخرى من الناس.
10- القوانين والسياسات الحكومية الرامية إلى منع التجنس والهجرة بين الناس من مختلف الثقافات والأديان يسبب بشكل كبير العنصرية عند بعض الفئات المستعبدة.
*التمييز في المجتمعات العربية:
بالرغم من محاولة معظم دساتير الدول العربية الإقرار والعمل على المساواة وعدم التمييز بين مواطنيها بسبب الجنس، إلا ان الهوة ما تزال واسعة بين واقع المرأة المعاش وبين الاعتراف بالحقوق. يبدو أن ظاهرة التمييز هذه لا تنطلق من التراكمات والممارسات الاجتماعية الخاطئة فحسب، بل تتعداها إلى الحكومات العربية نفسها، إذ ان نصف الحكومات العربية تقريباً لم تصدق بعد على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة. أما الدول التي صادقت عليها فقد قامت بوضع العديد من التحفظات عليها. أحد أشكال التمييز العنصري الأخرى داخل المجتمع العربي يتمثل في افتقار العمال المهاجرين في بلدان الخليج العربي الى الحماية القانونية الكاملة. فالعمالة المهاجرة في بلدان الخليج ما زالت تعاني من نظام الكفيل، الأمر الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية.