"أبت الخيانة أن تفارق أهلها".. بعيدا عن العواطف وقريبا من اللغة التي يفهم حكام العرب وأذناب الغرب والشرق؛ ها هو المسجد الأقصى المبارك تتكرر معه مشاهد ثارت الدنيا عليها ولم تقعد، فحديثا "كوباني" التي تحالف فيها عربان بأموالهم ونسائهم وطائراتهم التي حللوا للمرأة أن تقودها وتقصف المسلمين بحجة أنها احتلت منذ أيام.
قذائف يومية على تلك المدينة من أجل ما أسموه إعادتها للحرية فكانت تلك الهجمة الدولية ضد ما أسموه "داعش"؛ وما زال الظلم يخيم على أهالي فلسطين منذ 66 سنة والعراق منذ 11 سنة وحصار قبل ذلك سنوات وسوريا وليبيا ومصر وغيرها منذ ثلاثة أعوام، ولم يحرك ساكنا أو يعقد تحالف لكل هذه الملفات؛ حتى أنه لم يعقد لنصرة المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فمن باب أولى دينيا أن يكون التحالف لتحرير الأقصى، وأما سياسيا فهناك قرار من مجلس الأمن قديما بأن يخرج الاحتلال من أراضي فلسطين المحتلة عام 1967 وهو ضمن تلك الخريطة، وأخلاقيا فالمقدسات خط أحمر في كل الأعراف من الأولى تحريرها وإعادة الحرية لأهلها المعتقلين والذين يقتلون يوميا ويبعدون عن الأقصى وتهدم منازلهم وتصادر ممتلكاتهم، فهم أحرى بالنصرة والتحالف من أجلهم نظرا لطول فترة الاحتلال ولحساسية الملف على كل الصعد.
أما إن كانت تلك الأسباب غير كافية من باب التجرد لنصرة المسجد الأقصى المبارك فاعتبروا أنه تراث لا يجب أن يهدم كما تماثيل بوذا التي قمتم ولم تقعدوا من أجلها في أفغانستان، أم أن المسجد الأقصى ليس في حساب أحدكم رغم أن جلكم يتشدق بالحديث عنه، أتعلمون أن المسلمين ممنوعون من دخوله لساعات يوميا؟ أتعلمون أن مخطط التقسيم المكاني بات قريبا جدا له؟ أتعلمون أن ما يحدث وسيحدث للمسجد الأقصى أخطر بكثير من أحداث "كوباني" وتماثيل "بوذا" ومن شماعة الإرهاب في سيناء التي يتحدث بها السيسي "داعش رابعة والنهضة"؟!.
تسارع أحداث من ملفات إقليمية ومنطقة عازلة بين غزة ومصر وتفجير للأنفاق هناك ودعم وترميم للأنفاق التي تنخر المسجد الأقصى وإسنادها وتمويلها من العرب؛ وتدنيس للمسجد وأموال خليجية لشراء المستوطنين عقارات في القدس؛ وقمم ومؤتمرات دعم وهمية للصمود الفلسطيني وتحالفات دولية وقودها العرب والمسلمون لإرضاء شهوة الصهيونية والماسونية، أما الذي فرحتُ له وبمرارة أن سقطت الأقنعة التي سوقت لنا قومية وعربية وإسلامية الشعارات في إطار أنظمة لا تحمل منها إلا الكلمات فقط وفعالها غابت عنها كرامة وإرادة ونخوة ينتظرها المسجد الأقصى منذ زمن لتصبح الأمور واضحة للجميع قبل الانتقال القريب جدا للمرحلة الثانية في التاريخ.