الذين يسألون عن أحوالنا السياسية اليوم إلى أين وصلت محطاتها ..أقول لهم باختصار وبلا أدنى تعقيد ..أن الوضع يا أحبائي هو أشبه بكثير بحالة أصحاب شاحنات تعبئة جرار الغاز ،الذين فقط ..تتحرك سياراتهم لململمة تلك الجرار " الاسطوانات" الفارغة من ذوي الدخل .. أي أولئك الموظفون ،فيطرقون كل البيوت المدرجة بقوائمهم والتي يتعاملون معها ،وذلك حسبما استطاعوا وبسرعة جنونية وبدون تشغيل زامور سياراتهم ..ليس لأنهم يشعرون بضوائق الناس فيسارعون للتخفيف عن معاناتهم .. شهامة ووطنية وإنسانية منهم و لكن ..لأنهم قد اشتموا خبرا بأن رواتب الموظفين ، قد داهمت البنوك ..وإلا ما معنى تجاوز مرور تلك الشاحنات من الشوارع التي تخلوا بيوتها من الموظفين بكل تعمد وسفاهة ؟ّ!!
المشكلة الحقيقية التي تغتال واقعنا المؤلم ،والتساؤل الصعب الذي ينتظر إجابته الملايين ..هو إلى متى ستبقى الجرار الفارغة عنوانا رئيسيا للبيوت المستورة في بلاد العرب أوطاني..ورهينة لجشع التجار والساسة ؟!!