أبو مازن.. دولة فلسطينية.. بتفاهم داخلي أم بفوضى!؟

بقلم: منذر ارشيد

مقدمة :هذه رؤيا وتحليل شخصي من خلال مراقبة حثيثة لمجريات الأحداث

والتصريحات وما نشهده من تطورات إقليمية ودولية ومحلية

الخطأ وارد... وجل من لا يخطيء

على رأي المثل (عقلي مغلبني )........!

لم ييأس الرئيس أبو مازن من الزحف نحو السلام بكل ما أوتي من قوة من خلال ملاحقة" العيار إلى باب الدار "وقد أعطى أمريكا كل ما يمكنها أن تكون على ثقة بصدق نواياه ولم يغلق الباب على إسرائيل التي وصل بها الأمر لإتهامه وتهديده

فهو يعتمد على سمعته الدولية التي تؤهله أن يفند إدعائات إسرائيل فيضرب عرض الحائط بكل ما يصدر عنهم من كلام جارح

يقول عنه أنه إرهابي ...وهو يرفض المقاومة ...يقول عنه أنه ليس شريك"

ولا يمكن أن يجدوا شريكاً بعده لو نصبوا هم من عندهم شريكاً

إنهم كاذبون فاشلون منافقون وكما وصفهم الله في كتابه

عشر سنوات أرهقتنا وأضاعت الأرض من خلال إستيطان خنق الضفة والقدس

وقد ثبت فشل أمريكا لا بل تآمرها على القضية ووقوفها مع إسرائيل

لجأ الرئيس إلى أوروبا وبدعم من الدول العربية والسعودية بالتحديد بالذهاب إلى مجلس الأمن ليطرح مشروع الدولة المستقلة على حدود حزيران

وما كان هذا إلا بعد أن دق ناقوس الخطر على المنطقة العربية وخاصة السعودية

بعد أن تأكد أن التطرف الإرهابي بدأ يشكل خطر ا ً على الجميع وأن القضية الفلسطينية هي أسباب تدحرج كرة الثلج التي إن إستمرت فلا أمان ولا أمن لأحد

فكان هذا التوجه السريع للمحافل الدولية

من المؤكد أن مثل هذا التوجه له شروط داخلية فلسطينية وهو أمر لا يمكن أن تسير فيه دول العالم المساند إلا بتوفير الأرضية الداخلية الفلسطينية أولها وحدة الموقف والرأي والاستراتيجية الواضحة ( سلام عادل )

ففي الوضع الفلسطيني الحالي أمور مختلطة تقلق الأطراف الداعمة لهذا المشروع

وما يحدث من خلافات تزداد يوماً بعد يوم خاصة بين حماس والسلطة وفتح يجعل الأمر في غاية الصعوبه على من سيرعى المشروع الدولي

لأنهم يريدون أن يحملوا المشروع جاهزاً خالياً من أي منغصات (دولة منزوعة السلاح )

فقط سلاح شرعي رسمي

ولهذا سنشهد مخاضاً داخليا فلسطينياً بين من يحملون السلاح ويرفعون لواء المقاومة أو من أجل تعزيز قوتهم ومكانتهم لأغراض فصائيلة

دون ذلك فهذا يؤشر إلى أن الفلسطينيين يحملون مشروعين متناقضين ,

وهذا غير مقبول

فإما أن يتم دمجهما في بوتقة واحدة ومشورع واحد أو أن ينسحب طرف إما بالتراضي أو بالإكراه

فحماس اليوم أمام وضع صعب جداً وهي أمام خيارين لا ثالث لهما

إما الاندماج مع سياسة السلطة المعترف بها دولياً و الذهاب للهيئات الدولية ومعها الورقة الفلسطينية الواحدة الموحدة الجاهزة للمشروع , أو أن الأمر سيتوقف حتى يتم ذلك .....

ولا أريد الخوض أكثر في هذا الأمر المعقد والذي سيتفنن كل طرف في محاولاته توريط الطرف الاخر أو شحن الجماهير ضده

وما جرى مؤخراً في غزة من تفجيرات هي تفاصيل لنهجين متصادمين لا يمكن أن يلتقيان إلا بإقصاء طرف منهما الطرف الآخر

نعود للمشروع الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس

هل سيتحقق هذا من خلال الدعم الدولي والاعترافات المتتالية من بعض دول العالم

وهل هذا الأمر كافٍ ليحقق نجاح هذا المشروع ..!

وهل إسرائيل ستذعن حتى لو إتخذ مجلس الأمن أو الجمعية العمومية قراراً ملزما ً

وبالفصل السابع .!

ومن يجروء في إسرائيل على الموافقة على الانسحاب من القدس والمستوطنات التي بنوها بالدم وبالعقلية الصهيونية اليهودية التلمودية .!؟

الاعتراف يالدولة الفلسطينية خطوات جيدة تراكم بنحو لا بأس به للتقدم خطوات كبيرة نحو الاجماع الدولي

ولكن أليس من الأجدر والأقوى بأن يتم وقف التعامل مع الدولة العبرية من قبل الدول الداعمة لهذا التوجه مع الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وإذا كانت بريطانا وفرنسا والدول القادمة للإعتراف بفلسطين, ولو كانوا جادين فعلاً لماذا لا تكون خطواتهم هذه مدعمة بموقف قوي يضع إسرائيل أمام إستحقاق خطير من خلال قطع العلاقات وسحب السفراء ووقف التجارة وغيرها من الأمور المؤثرة

نتمنى أن يتحقق ذلك لأنه بدون هذا وذاك فنرى أن الأمر ربما يكون مضيعة للوقت من جديد وعلى رأي المثل "كأنك يا أبو زيد ما غزيت "

الأخطر هنا ونتمنى أن يتحقق هذا الأمر ويكون العالم جاد ومؤثر في إنهاء الهيمنة الصهيونية على فلسطين وتقوم لنا دولة بما يحقق طموحنا الوطني

الأخطر أن نعيش سنوات على هذا الوهم وننتهي بالفشل

ويا ليته فشل فقط,, سيكون فشلاً ذريعاً قد إستنزفنا طاقات شعبنا وأضعنا الكثير من الثقة بأنفسنا ودمرنا اللحمة الوطنية الفلسطينية والتي لربما ستأخذنا إلى نزف داخلي مقيت من خلال إستباحة قوى خارجية للوطن والشعب كما هو حاصل في المنطقة " مبتعدين عن قضيتنا وإعطاء إسرائيل المزيد من القوة والسيطرة

وبدل أن نحقق الدولة المستقلة فتحقق إسرائيل أهدافها وتهدم المسجد الأقصى

اللهم جنب شعبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ....والله أعلم