هنا غزة , عندما زفوا لها بشرى المصالحة , لم ترتسم البسمة على ثغرها , غزة لا تجيد الابتسام , فهى مستثناة من الفرح ,
غريب أمر غزة ! فعند الحزن لا تذرف الدموع ! فلا تسعفها العين , وساعة الفرح لا تستجيب لبسمتها الشفاه .
فلا ليلها ليل , ولا نهارها نهار !
غزة تجوع وتنام ببطن خاوية , ليمتلئ صندوق الأمير , .
ممنوع الكلام وممنوع السؤال هنا غزة , وهذا الخضر ؟ هكذا هو يزعم !
فلا تسأل عن شئ , حتى يحدثك الخضر , على ما لم تستطع عليه صبرا ,
هذه غزة اردنا ان نعيبها , فلا يأخذها الاحتلال غصبا ,
قتلنا فلذة كبدها , حتى لا يرهقها كفرا .
وهذا الجدار وهذه الدار , ألا من اعمار سيدى ؟ !
هنا غزة , بمعجزاتها قادرة على جعل الجهل علم , والظلام نور وضياء ,
وفد تحيل بحرها الى بئر غاز !
لكنها تتناسى عمدا مرة وغباءا مرات , انها لا تستطع ان تحيل الرذيلة الى فضيلة , ولا الفساد الى صلاح .
غزة تسكن بشرور افعالها , وتأوى بمفاسدها , ويا للعجب !! تنام فى بيت من زجاج ! شفاف لا يستر لها عورة , ولا يكتم لها سرا.
قررت ان افر من حياة لا استطيع فيها الكلام . لذا انا افر فى حقيقة الأمر من عالم الأموات .
صمتنا هلاك , ونطقنا اعدام ؟
لو كان فيها غابة , لو كان فيها متسع لخيمة وكوز ماء وشق تمرة , كنا فررنا من مسجدك وما اقتربنا من محرابك , سبع وسبع وسبع تبيع الوهم , وتبذر الاحقاد فى تربة محازبيك , لترويها بدمى المسفوح على اعتابك .
كنت وما زلت على يقين بل حق اليقين , انك لن تصنع خيرا , ولن تهدى نصحا , ولن تهب مالا , الا لحاجتك لعبيد ليرسموك آله , اعوذ بالله من طغيان تفكيرك؟!
انا على يقين ومعى كل الطهورين الخيرين الصادقين الرائين حقيقتك , انك لن تنتهى ولن يحترق ظلمك الا عند خوفك .
فلا سبيل لنا الا ان تخاف ,
هل علمت الان لماذا غزة لا تجيد الابتسامة ساعة الفرح ؟ ولا تسعفها العين بعبراتها عند الحزن ؟
نعم مادام الكذب سيد الموقف , غزة تعيش فى المنطقة التى اسموها المعتزلة بين المنزلتين , فلا جنة لها للاطهار , ولا نار للفجار !
الكذب سيد الموقف وسيد الكلام وسيد الافعال وسيد المذياع والتلفاز ,
الكذب سيد الخطاب وسيد الكتاب وسيد , وسيد الجلباب , وسيد التاج , وسيد الالقاب .
وهل نسمى الكذب غزة ؟!
ملاحظة الكذب فى بداية الطريق
تنويه . المضاد الحيوى لا يستجيب له داء الكذب , ممكن الكى افضل
الكاتب: منيب حمودة