أولادنا الصغار هم ضحايا بين قاعدة جمع التكسير وحقيقة تعلم لغة القوم ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

تعالوا معي يا أعزائي القراء نستعرض معا و سويا جزئية صغيرة من المشاكل التي تقابل أولادنا الصغار بالمدارس ..ولكن لها أبعادها الخطيرة في الرقي أو الانتكاسة التعليمية ،وإن كانت جزئية صغيرة إلا أني أسميها من مشانق العلم لأني مقتنع تماما بمقولة كل الحوادث من النظر ومعظم النار من مستصغرِ الشررِ .. وأني هنا أطرح هذا الموضوع الصغير العميق ..عمق المحيط ، ليس من باب التفلسف أو المزايدة والاستعراض لكني مؤمن أن الكاتب الحقيقي هو من يكابد ليس فقط أفراح الآخرين بل يشاركهم الشعور بمصائبهم ،ولا ينبغي للكاتب.. أن يحصر فكره وقلمه في قضايا الحب والرومانسية الحالمة فيدخل نفسه في دوامة البيات الشتوي ، كما القنفذ أوالدب القطبي .. ولا ينبغي أن يشغل قلمه بالسياسة أو الاقتصاد أو الجرائم المجتمعية فحسب فيصور له خياله انه كان نعم الراعي عن رعيته.. وإنما الكاتب هو من يدخل ليس قلوب الآخرين ويستكن بها بلا استئذان، بل هو من يداعب فكر جميع الفئات العمرية البشرية صغيرها وكبيرها ويعزف على أوتار تفتحها ورقيها واستقرارها ..وأني هنا بصدد تسليط الضوء على قضية مستنبطه ليست من وحي الخيال بل هي من واقعنا الموحش التمس منكم عذرا قرائي الأعزاء على هذا التقديم الإطنابي وأدخل بالحدث ..بينما كنت أراجع مع ابني الصغير في مادة اللغة الانجليزية ،وهو تلميذ بالصف الثالث الابتدائي .. استوقفني عند سؤال لم يروق له وبدا بتململ.. حيث شعرت أنه قد أصابته حالة تذمرية وتردد فلم يومأ برأسه كما عودنه عند فهم الأشياء أو فهم الآخرين والسبب هنا ..لأن ما تعلمه في السابق يتناقض مع ذاك التساؤل الذي كان يجول بخاطره ..فهو تعلم أنه يتم الجمع في اللغة الإنجليزية عن طريق إضافة آخر الاسم الحرف "S" مثل apple وهي كلمة مفردة عندما تجمع تصبح apples وكذلك orange بصيغة الجمع تصبح oranges وهكذا ...لكنه هذي المرة ، اختلف كل شيء كان يستند عليه ،وما أكثر الصدمات التي يتعرض لها صغارنا في مجتمعاتنا العربية منذ الميلاد ..فهو لم يتعلم الاستثناءات في قاعدة الجمع ..والتي عندها يبدأ موضوعنا وهو أن هناك أسماء تجمع بطرق مختلفة بمعنى لا يضاف إلى آخرها s" أو es " كما تعلمنا ..والغريب هو أنه لم يتم التطرق أساسا لهذه الجزئية الخاصة لبيان القاعدة في منهج الكتاب الوزاري ،ولم تكن هناك أدنى إشارة إلى أي إيضاح بل لا قاعدة رئيسية أو فرعية يمكن أن يستوعبها حتى أولياء الأمور ، قبل أولئك التلاميذ المغلوب على أمرهم .. إذا فكيف يمكن للطفل الصغير البريء بعقله المحدود ..أن يستوعب ..تلك القاعدة العجيبة والمُتعمد وضعها في منهجه لأهداف بعيدة كل البعد عن الجانب المعرفي أو المهاري ألا وهي خلق حالة من التناقض والريبة والاستثقال بهدف التضليل ونشر الجهل وكره اللغة وليس من باب العلم والتعلم كما يدعي واضعي المناهج من أبناء جلدتنا .. سامحهم الله والذين هم يتحملون أحد الأسباب الرئيسية لضعف الطلاب ليس في اللغة الانجليزية بل في كافة المساقات .. تلك الفئة العمرية التأسيسية و الحساسة فئة البناء، وترسيخ سواعد الشباب ..ورجال المستقبل والذين هم اليوم وحتى بعد تخرجهم من الجامعات يشكون من الضعف في اللغة الانجليزية رغم أنهم منذ نعومة أظافرهم يدرسون اللغة في الروضة أو الحضانة كما يسميها البعض.. ورغم أنهم يدرسون اللغة فور التحاقهم بالمدرسة بالصف الأول ..وإلا ما معنى أن يدرس تلاميذ الصف الثالث الابتدائي في مدارسنا في قطاع غزة والضفة تلك القاعدة والتي هي باختصار شديد يضاف حرف ال "S" إلى فعل الأسماء المفردة والتي لا يضاف إلى آخرها حرف "S" أو es" " مثل : tooth - foot - stomach فنقول My tooth hurtsولا نقول hurt مع أنه سن مفرد وليس أسنان ولا يضاف إلى فعل الأسماء التي بصيغة الجمع من نفس النوع مثل teeth - فنقول My teeth hurt ولا نقول hurts مع أن الكلمة أسنان وليست سن كمفردة ..بالله عليكم هل يمكن أن يستوعب الطفل الصغير جمع المذكر السالم بنوعيه فكيف بنا إذا طلبنا منه فهم جمع التكسير ..أما يكفي تكسير عقولنا وبيوتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا أما يكفي تكسير عظامنا وحنايانا .. أليست هذه القاعدة التي وضعت لا تنسجم إطلاقا مع عقول أولادنا ..؟!! لكني توصلت إلى رأي قد يتفق البعض معي وقد يختلف فيه،ولا ضير في ذلك أبدا ..ألا وهو أن أعدائنا قد أشاعوا فينا الوشاية منذ زمن بعيد .. فروجوا لنا المقولة الشائعة :( من تعلم لغة قوم آمن مكرهم ) وقد صوروا لنا هذه المقولة على أنها حديث نبوي لسهولة اصطيادنا وإيقاعنا في شباكهم ..وحتى أكون موضوعيا أني لاأنكر تعلم اللغة بصورة عامة لأنها أحد وسائل التخاطب الهامة بين العرب والعجم وإنما إنكاري لتلك المقولة على أنها حديث نبوي أو من أقاويل الصحابة وهنا أستمد قولي من أن هذا القول بحث عنه الباحثون في علم الحديث.. فلم يجدوا له أصلاً، وإن كان معناه صحيحًا، لكن لا يجوز لنا أن نضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا ما ثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) .. الحقيقة الواضحة ..وضوح الشمس اليوم هي أن أكثر الذين تعلموا لغة القوم ..تعلموا حماقتهم وعُرّيهم وانفلاتهم.. فمعظم الذين تعلموا لغة الأعاجم هم الذين وقعوا في مكرهم كأمثال الدكتور طه حسين ومصطفى لطفي المنفلوطي وغيرهم وهم كثر ..!!